فوزة يوسف: جرائم النظام الإيراني تقويّ عزيمة المرأة نحو الحرية

قامشلو/ دعاء يوسف ـ

في لقاء مع عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي “فوزة يوسف”، بيّنت: “إن الإعدامات والاعتقالات في روجهلات كردستان وإيران، هي محاولات فاشلة؛ لخمد نار الثورة، التي تعجُّ بشوارع النظام الإيراني”، ودعت النساء، والتنظيمات النسائية إلى توحيد صفوفهنّ لدعم انتفاضة المرأة في إيران، وطالبت المجتمع الدولي القيام بدوره في إيقاف هذه الجرائم.

تشهد روجهلات كردستان وإيران منذ 16 أيلول انتفاضة واسعة، إثر مقتل جينا أميني (22 عاما) بعد ثلاثة أيام من توقيفها بمخافر شرطة الأخلاق؛ لعدم التزامها بالقواعد الصارمة للباس في إيران.

“ازدياد الإعدامات في إيران”

“لا تخبروا أمي بإعدامي”، رسالة الشاب الإيراني محمد مهدي كرمي الأخيرة قبل تنفيذ الحكم فيه، مع الشاب محمد حسيني، إعدام جائر تنفذه السلطات الإيرانية بحق المتظاهرين دون رادع دولي.

بعبرة الباكي الحزين، أخبر محمد مهدي كرمي والده “ما شاء الله كرمي”، بعدما أبلغه تنفيذ حكم الإعدام، بألا يفجع أمه بالخبر، ويبلغها بحكم الإعدام، فقد صدر حكم بالإعدام بمحسن شكاري، ومجيد رضا رهنورد، وتلاهما محمد مهدي، ومحمد حسيني، وتأتي هذه الإعدامات سبيلاً لقمع المتظاهرين، وخفض نسبة التوتر الحاصل في عموم المدن الإيرانية.   وقد وصل عدد المعدومين بمن له صلة بالانتفاضة الأخيرة إلى أربعة أشخاص، هذا بالإضافة إلى أعداد كبيرة من السجناء، الذين صدرت بحقهم إدانات أخرى، والذين يتم تنفيذ إعداماتهم بوتيرة أسرع مما كانت عليه في الأشهر السابقة. وأثار الإعدام المفاجئ لمحمد مهدي كرمي، ومحمد حسيني، ومحسن شكاري، ومجيد رضا رهنورد، موجة من الغضب والكراهية تجاه الحكومة الإيرانية.

وترفع الأحكام الجديدة، التي لا تزال ابتدائية، وقابلة للاستئناف، إجمالي عدد أحكام العقوبة القصوى الصادرة في قضايا متصلة بالانتفاضة إلى 18 عقوبة وأمرًا في الاعتقال، تمّ تنفيذ حكم الإعدام في أربعة منها، بينما صادقت المحكمة العليا على حكمَين آخرَين.

وأصدر القضاء حكما بالإعدام بحق صالح مير هاشمي، ومجيد كاظمي، وسعيد يعقوبي، وفق ما أفاد موقع ميزان أونلاين التابع للسلطة القضائية.

وفي سياق متصل، ذكرت وكالة نشطاء حقوق الإنسان في إيران أن خمسمائة وسبعة عشر شخصاً، استشهدوا خلال أربعة أشهر من الاحتجاجات بينهم سبعون قاصراً، وأشارت المنظمة إلى مقتل ثمانية وستين عضواً من القوات الأمنية، فيما قدرت الوكالة عدد المعتقلين تسعة عشر ألفاً ومائتين واثنين وستين شخصاً، في مائة وثلاث وستين مدينة، وفي مائة وأربع وأربعين جامعة قد شهدت انتفاضات مختلفة.

نضج فكر المرأة وسعيها للحرية

وبهذا الصدد؛ التقت صحيفتنا “روناهي” عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي “فوزة يوسف”، والتي حدثتنا عن استمرار الانتفاضة في روجهلات كردستان، وإيران مبينةً، أن هذه الانتفاضة هي نتاج نضال المرأة لسنوات.

وأوضحت فوزة أن نضال المرأة في روجهلات كردستان، وإيران دليل نجاح لثورة المرأة: “إن الأحداث والانتفاضة في إيران، وكذلك الثورات النسائية ضد أفعال النظام الإيراني، والتقاليد الاجتماعية، التي تنتقص من حرية المرأة، تدل على نضوج المرأة، ورفضها لهذه الأفعال والسياسات الخبيثة، لهذا السبب تناضل النساء في إيران للحصول على حقوقهن بقوة وتصميم”.

وتابعت فوزة: “والأخطر من هذا كله، أنّ مظاهر التمييز لا تكتفي بما يعدّ عنفاً قانونيّاً، ومعنوياً يسلّط على النساء، من منطلق الهيمنة الذكورية، والعقليات الأبوية الرجعيّة، بل يتجاوزه إلى العنف الجسدي، الذي يصل إلى حدّ التعذيب والقتل. وكم من امرأة قتلت جراء هذا التصرّف، ولعلّ جينا أميني أضحت دليلاً على التصرفات اللاإنسانية بسبب إقحام الإسلام السياسي”.

القتل في إيران لا ينهي نضال المرأة

وعن مقتل جينا أميني، والانتفاضة النسائية، التي جابت الشوارع قالت فوزة: “رغم العنف والاعتقالات، فإنّ الحركات الاحتجاجيّة متواصلة، ويخرج الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع؛ تنديداً بالنظام الإسلامي القمعي. ومساندة الرجال للحركة النسائية الثائرة ضدّ النظام الفاشي؛ يجعلنا نقف أمام ثورة نسائيّة في إيران، وفي كامل المنطقة ضدّ الرجعيّة، ومن أجل تحقيق المساواة، لا انتفاضة تبرد شرارتها مع الأيام”.

كما أدانت فوزة يوسف جرائم الإعدام، التي تحصل في إيران دون رادع: “هذه الأساليب القمعية خارجة عن حدود الإنسانية، وهذه الإعدامات محاولات فاشلة لخمد نار الثورة، التي تضرب شوارع إيران، وروجهلات كردستان، فتقتل النساء، والأطفال، وكبار السن يومياً في الشوارع، ويسجن المئات بتهم لا تمت للحقيقة بصلة، وبالرغم من هذا كله نجد أن هذه الاعدامات تزيد سخط الشارع، وتؤلب العالم على النظام الإيراني”.

وأكدت فوزة يوسف، أن العالم بحاجة إلى رعاية النضال من أجل الحرية في إيران، وأضافت: “إن قوة المرأة هي أساس الحرية والديمقراطية، وإن الرغبة في الحرية رغبة مشروعة، ويجب احترامها، ومن هذا المنطلق علينا نحن المنظمات النسائية والديمقراطية، أن نوحد صفوفنا لمساندة الانتفاضة النسائية في إيران”.

إنّ تحقيق الأهداف المنشودة يقتضي تحديد رؤية استراتيجيّة، أساسها المراهنة على تحقيق الديمقراطية، وهذا يتطلّب ضبط أهداف نوعيّة على المدى القريب، والمتوسّط، والبعيد، وفي هذا الإطار دعت فوزة النساء؛ للعمل سوياً بشكل متواصل بين المنظمات، للتحرّك سويّاً أمام الأوضاع العاجلة، على غرار ما وقع في حادثة مقتل جينا أميني، وزادت: “لقد كان للتحركات وردود الأفعال الأثر المزلزل للنظام الإيراني، بل للعديد من الأنظمة الأخرى، وعلى ثورة المرأة أن تستمر”.

وجوب مساندة الرأي العالمي للمرأة

تختلف درجات العنف، والقمع، والتمييز ضدّ النساء في مختلف بلدان العالم، فإنّ القضية مشتركة بين النساء كلهنّ، وعلى الرغم ممّا تحقّق للنساء بفضل ثورتهنّ، ما زال الطريق طويلاً؛ لتنال حريتها الكاملة: “إنّ الحقوق لا تُهدى، لذلك من الضروري السعي إلى تضافر الجهود، وتجميع القوى من أجل التغيير”.

واستنكرت فوزة يوسف ردود الفعل الدولية الخجولة، بحق ما يجري في إيران، وروجهلات كردستان، وزادت: “إن الدول لا تساند النساء في روجهلات كردستان، وإيران، لمعرفتهم بمنزلة المرأة وبقدرتها على تغيير الواقع، فهم لا يريدون للمرأة أن تتمتع بالسلطة والحرية، لكن صمتهم هذا لم يضعف قوة المرأة في روج آفا، ولن يضعف الثورة النسائية في إيران”.

واختتمت الرئاسة المشتركة في حزب الاتحاد الديمقراطي “فوزة يوسف” حديثها مطالبة المجتمع المدني، والأمم المتحدة القيام بدورهم بحق النساء: “على منظمات المجتمع المدني أن تكون قوّة فاعلة، تجمع بين القدرة على الاقتراح، والقدرة على الضغط؛ لتتمكّن من تحقيق الأهداف الإنسانيّة، وعلى منظمة الأمم المتحدة أن تتحمّل مسؤوليتها في وجوب احترام البلدان للمواثيق الدولية المصادق عليها؛ حتّى لا تتكرّر الأفعال الإجرامية، التي تحصل في البلدان، ونحن بصفتنا نساء شمال وشرق سوريا، سنكون الداعم الأساسي لجميع الانتفاضات النسائية، ومناضلات الحرية بالوسائل الممكنة، كما نواصل كفاحنا بعزم حتى نصل إلى عالم حر وديمقراطي”.