“إذا كانت العائلة مكوّنة من عشرة أشخاص تستلم ربطة خبز، وإذا كانت مكونة من شخصين تحصل على ربطة”، عبارة لخّص فيها “محمد سالم الياسين” أحد القاطنين في مخيم قرب قرية يازي باغ، التابعة لمدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، سوء توزيع آلية توزيع الدعم والمساعدات في المخيم.
ولا تقتصر هذه العشوائية على توزيع مادة الخبز، إذ تحصل العائلات في مخيم “يازي باغ جبل” التي يصل عددها إلى 900 عائلة، على سلّة مساعدات غذائية بشكل شهري، لكن انخفض وزنها إلى 25 كيلوغرامًا بعد أن كان 75 كيلوغراما، بحسب شهادات حصلت عليها “عنب بلدي” من خمس عائلات تقطن المخيم، بعدد أفراد مختلف ومن مناطق نزوح متعددة.
ولا يشمل الاقتطاع أو التخفيض من المعونة صنفًا دون غيره، إنما يشمل أصناف السلّة، ومنها “الأرز، والسكر، والعدس، والزيت النباتي، والطحين، والبقوليات”.
شكوى من العائلات ومخاوف من شتاء قاسٍ، قُوبِلت من إدارة المخيم بأن المساعدات لم تتغير، وأبدت تعاونها بتلبية الاحتياجات قدر المستطاع.
جهود لا تلبي الحاجة
تحصل كل عائلة في المخيم على ربطة خبز مجانًا، وعلى الكمية نفسها من الدعم، والمساعدات بغض النظر عن عدد أفرادها، وفق ما تم ذكره للعنب بلدي.
وحصلت العائلات القاطنة في المخيم على دعم مالي مؤخرًا، لكن المخيم لا يزال يشهد افتقارًا للدعم المقدم مقارنة بالمخيمات القريبة منه، واقتطاعًا من السلة الشهرية المخصصة للعائلات، إذ تسلّمت بعض المخيمات القريبة بعض المساعدات من مواد تدفئة وخيام جديدة وعوازل للخيام ومواد نظافة.
وحمّلت العائلات مسؤولية نقص الدعم، وانخفاض وزن السلة لإدارة المخيم التي تدير آلية توزيع المساعدات، وسبق أن وعدت إدارة المخيم العائلات بالنظر في شكواهم ومطالبهم لكن لم يلقى أي استجابة حتى اللحظة.
مدير المخيمات العشوائية في المنطقة “علي حلاق“، أوضح لعنب بلدي أن عائلات المخيم قد استلّمت منذ 20 يومًا 150 دولارًا أمريكيًا لكل عائلة، وسبق أن استلّمت مواداً للتنظيف، ونفى حصول أي تغيير في قيمة الحصة أو السلة الغذائية، مؤكدًا أنها ثابتة، ومن يحددها هي المنظمة أو المسؤول عن مشروع الدعم (الداعم).
وتنقسم مخيمات المنطقة وفق حلاق، إلى مخيم “يازي باغ القطاع الأول”، ويضم 365 عائلة، و”يازي باغ” القطاع الثاني، ويضم 431 عائلة، و”القطاع الثالث”، ويضم 475 عائلة، و”القطاع الرابع”، ويضم 447 عائلة، ويضم “القطاع الخامس” 720 عائلة، ومخيم “يازي باغ جبل” يضم 905 عائلات، ويضم مخيم “سفيرة جبل” 200 وعائلتين، ومخيمات “معرين” 1360 عائلة.
مخاوف من شتاء قاسٍ
“نحن الآن في فصل الشتاء، والعائلات متعبة، والمخيم وضعه مأساوي”، هذا ما قاله الشاب “محمد سالم الياسين” لعنب بلدي، موضحًا أن مخاوف قاطني المخيم تزداد مع كل هطول للأمطار، وخاصةً بعد أن ذاقوا مرارة وقسوة الشتاء الماضي، الذي مرّ دون تقديم أي مساعدات أو عوازل أو مواد تدفئة.
حال الشاب وعائلته المكوّنة من ثمانية أفراد مشابهة لعائلات عديدة قاطنة في المخيم التي طالبت بتأمين الدعم المتاح حتى لو كان طارئًا وإسعافيًا ومؤقتًا.
وتناشد عائلات المخيم الجهات المعنية النظر في وضعهم، وسط مخاوف تتجدد مع فصل الشتاء المقبل مطالبة بتأمين أبسط المستلزمات من أدوات تدفئة، وشوادر لتدعيم الخيام وعوازلٍ، لمنع دخول المياه إليهم.
ولفتت العائلات إلى أن الخيام الموجودة قديمة، ولا تتوفر فيها متطلبات التدفئة، وتضرر عديد منها نتيجة العوامل الجوية المختلفة.
وقد ذكر فريق “منسقو استجابة سوريا” العامل في الشمال السوري، في 18 من تشرين الثاني 2022، أنه في فصل الشتاء من العام الماضي، سببت العواصف المطرية والهطولات الثلجية أضرارًا ضمن 611 مخيمًا، وأدت إلى تضرر 248 ألفًا و732 مدنيًا، وتسببت بهدم ثلاثة آلاف و245 خيمة، وتضرر خمسة آلاف و811 خيمة، إضافة إلى الأضرار التي سجلت مع بداية الهطولات المطرية على المنطقة منذ بداية الشتاء الحالي.
ولفت الفريق إلى أن الحلول، التي تقدم في المرحلة الحالية، أو ضمن أي خطة مستقبلية محكوم عليها بالفشل، كون المخيمات تجاوزت العمر الافتراضي لها.
كما تتوقع الأمم المتحدة أن تشهد سوريا واحدًا من أقسى فصول الشتاء هذا العام، بسبب نقص الوقود والطاقة، وتدهور الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
وقال المتحدث الرسمي للأمم المتحدة “ستيفان دوجاريك“، في المؤتمر الصحفي اليومي من المقر الدائم بنيويورك، في العاشر من تشرين الأول 2022، إن حوالي ستة ملايين شخص في سوريا يحتاجون إلى مساعدة إنسانية، للتصدي لظروف الشتاء القاسية، بزيادة قدرها 33% مقارنة بعام 2021.
وكالات
