عقوبات قاسية على ناديي الجهاد والجزيرة من الاتحاد السوري

روناهي/ قامشلو ـ

---

لا جديد سوى جملة من العقوبات تطال الأندية التي تشارك في الدوري السوري ومقراتها تقع في إقليم الجزيرة، بالإضافة إلى غرامات ماليّة وهبوط وحرمان لحد الفصل، ولكن، لماذا الاستغراب من اتحاد بات غارقاً بالفساد والمحسوبيات؟.

وتعاني الفرق والأندية من المنطقة الشرقية كما كانت تسمى في السابق قبل عام 2011، من ظلم تحكيمي واضح، وتهميش وقلّة الدعم من قبل الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم التابع لحكومة دمشق، وباتت المطالب الجماهيرية تزيد بالانسحاب من قبل أندية الجهاد والجزيرة وعامودا من بطولات الدوري السوري التابعة لهذا الاتحاد.

وتأتي هذه المطالب في ظل التهميش والظلم الذي تتعرّض الأندية التي تقع مقراتها في مناطق شمال وشرق سوريا في إقليم الجزيرة، ولكنها مرخصة من الاتحاد السوري العام التابع لحكومة دمشق.

الجهاد والظلم التحكيمي وظلم الاتحاد مسلسل لا ينتهي!

وتعرّض نادي الجهاد لظلم تحكيمي واضح في مباراته يوم الخميس المنصرم أمام نادي الساحل في افتتاح مرحلة الإياب من الدوري السوري للدرجة الأولى لكرة القدم للموسم 2022 ـ 2023، والتي أُقيمت في ملعب الجلاء بدمشق، وانتهت بفوز نادي الساحل بهدفين مقابل هدف واحد، وذلك بعد احتساب الحكم لهدف خيالي لنادي الساحل، بعد أن اصطدمت الكرة في القائم وعادت ليد حارس الجهاد ليعلن الحكم عن هدف لنادي الساحل لاقى سخط الكادر الفني والإداري لنادي الجهاد وأدى للاعتداء على الحكم، بعد الظلم الذي حصل من قِبله، وكان واضحاً لم يكن بخطأ غير مقصود، وبدورها قررت لجنة الانضباط في الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم التابع لحكومة دمشق توقيف مدرب نادي الجهاد الكابتن بيرج سركيسيان ومساعده شيار محمد لمدة عامل كامل مع اقتراح فصلهما من منظمة الاتحاد الرياضي العام، وذلك لاعتدائهما بالضرب على الحكم المساعد، وذلك استناداً للمادة 28/3، بالإضافة لتغريم كل واحد منهما بمبلغ 300 ألف ل.س، استناداً للمادة 35/4.

وهذه ليست المرة الأولى التي تفرض عقوبات على نادي الجهاد الرياضي بل هي مكملة لسلسلة عقوبات تتالى منذ أكثر من ثلاث عقود من الزمن، وذلك بسبب السياسة العنصرية التي يتخذها الاتحاد الرياضي العام والاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم، واللذان يتبعان لحكومة دمشق، على نادي الجهاد ويأتي هذا التمييز والعنصرية لنادي الجهاد على وجه الخصوص بسبب نظرة حكومة دمشق للنادي على أنه نادي يمثّل القوميّة الكرديّة في سوريا.

الجزيرة إلى الدرجة الأدنى

كما وقررت لجنة الانضباط في الاتحاد “العربي” لكرة القدم التابع لحكومة دمشق استبعاد فريق الجزيرة من الدوري السوري الممتاز عقب تغيّبه عن لقاء الأهلي الأسبوع الفائت. وأتى القرار بعد الاطلاع على كافة المراسلات بين اتحاد الكرة ونادي “الجزيرة” حول تغيّبه عن اللقاء، ودراسة كافة الأمور المتعلقة بقانونية عدم الحضور.

وتضمن القرار شطب كافة نتائج النادي في الدوري كونها مؤثرة على الترتيب العام لناحية فارق الأهداف. مع تغريمه بقيمة 10 مليون ل.س وهبوطه للدرجة الأدنى.

وحجبت اللجنة إيرادات مشاركة “الجزيرة” المتبقية له في الدوري مع اعتبار القرارات غير نهائية وقابلة للاستئناف من قبل إدارة “أسود الشرقية”.

وسبق أن اتخذت اللجنة قراراً مشابهاً مطلع الموسم بعد تغيّب “الجزيرة” عن لقاء “الوحدة”. قبل أن يطوى القرار بعد استئناف النادي له إثر تكفّل الاتحاد الرياضي العام بمصاريف الفريق في الدوري.

يُذكر أن مسيرة “الجزيرة” في الدوري خلال الموسم الحالي عرفت الكثير من الجدل والأخذ والرد بينه وبين اتحاد كرة القدم، حيث كان النادي يطالب دوماً بمراعاة ظروفه في الحسكة وصولاً لحد مطالبة إدارة النادي بإيقاف الدوري هذا الموسم وتجميد مشاركات المنتخبات.

الجزيرة يرد بأن اتحاد الكرة عِصابة!

ورد نادي الجزيرة على قرار عقوبته بإصدار بيان على صفحته الرسمية على الفيسبوك وجاء فيه:

“إن اتحاد كرة القدم هو عصابة هدمت الرياضة”.

وأضاف البيان: “هذا القرار شرف لنا لأننا وقفنا بوجه الظلم وطالبنا بحقوقنا، وللحديث بقيّة”.

وأكمل بيان النادي: “الجميع أصبح شاهداً على العصابة التي تساعد في هدم الرياضة سواء من هم من أبناء الحسكة مع كل الأسف عليهم أو من أزقة الاتحاد بدمشق”.

واختتم بيان “الجزيرة”: “إلى باقي الأندية، إذا أردتم البقاء في الممتاز فالعبوا بدون أن تتحدثوا أو تطالبوا بأي حق لكم”.

واستنكر نادي “الجزيرة” في بيان سابق أيضاً رفض اتحاد الكرة لاقتراح قدّمه بخصوص مباراته مع ”أهلي حلب” والذي تضمن لعب المباراة التي تجمع الناديين في دمشق بدلاً من حلب، وكان يشمل تكفّل نادي “أهلي حلب” بتكاليف إقامة “الجزيرة”، أو تأجيلها لمدة 72 ساعة.

وذكر البيان وقتها أن الرفض كان تحت حجة «بيزعلوا بقية الأندية وياخذوا على خاطرهم وكأن خاطر جماهير “الحسكة” لا يُحسب له حساب وكأن نادي الجزيرة جاء من القارة الأفريقية وليس بنادٍ سوري الهويّة ويشكل فسيفساء سوريا الحقيقية».

وتابع البيان «الجميع شاهد على التلفاز الوعد من الاتحاد الرياضي العام لنادي الجزيرة ليُكمل الفريق مشاركته بالدوري الممتاز، ولكن جميع الوعود ذهبت أدراج الرياح ولا نعلم السبب».

وذكرت إدارة النادي في بيانها أنها تسعى لتأمين ما تستطيع تأمينه ليُكمل النادي مشواره في الدوري لكن العراقيل كثيرة وهناك من يضعها، حيث أن النادي لا يملك المال للسفر إلى “دمشق” لمواجهة” أهلي حلب وهو ذات السبب الذي منع “الجزيرة” سابقاً من التواجد في مباراة “الوحدة”.

وكشفت إدارة النادي في نفس البيان عن إرسالها لكتابين إلى اتحاد كرة القدم من أجل تأجيل المباراة مع “أهلي حلب” ومن أجل تحصيل مستحقات النادي من “الاتحاد الرياضي العام” و“اتحاد كرة القدم” وتقدر بـ ٢٧ مليون ل.س، وتشمل مكافأة الصعود للدوري الممتاز وأجور نقل وحقوق البث، ولكن الغريب أن الاتحاد رد على كتاب التأجيل بعدم الموافقة على التأجيل وتم “تطنيش” كتاب المستحقات.

وحذّر نادي الجزيرة في نفس البيان من أن الوضع سيكون كارثياً بالتزامن مع عودة الدوري الأولمبي في الشهر القادم وعدم صرف المستحقات وتمنت الإدارة من “الاتحاد الرياضي العام” إيجاد حل جذري لمشكلتهم واقترحت على “اتحاد كرة القدم” أن يرحّل مباراة “الأهلي” إلى ما بعد مباراة “الكرامة” على أن يتم جمع باقي الثلاث مباريات المتبقية ليلعبها “الجزيرة” بظرف رحلة سفر واحدة.

وكان نادي الجزيرة ذكر سابقاً أيضاً بأنه قرر استكمال الدوري السوري لكرة القدم بلاعبي الشباب والناشئين ابتداءً من الجولة القادمة بعد الجدل التحكيمي الذي صاحب مواجهة الفريق مع “الفتوة” في الدوري حسب بيان سابق نشرته الصفحة الرسمية للنادي.

ولكن بعدها قال رئيس نادي الجزيرة “نبهان العبد” أن النادي تقدم من اتحاد كرة القدم باعتذار رسمي عن خوض لقاء “الأهلي” الذي كان مقرراً في الدوري السوري الممتاز مع أهلي حلب.

وقال “العبد” في تصريح لسناك سبورت: «اعتذرنا عن خوض اللقاء نتيجة ظروف وأوضاع معيّنة تم شرحها مفصلاً لاتحاد كرة القدم مسبقاً».

ولا يتوقع “العبد” إقرار هبوط فريقه الكروي للدرجة الأدنى خاصةً أن النادي كان قد طالب بتأجيل اللقاء لـ72 ساعة فقط، ولم يرفض خوضه.

ويكمل رئيس النادي: «كان من المنطق أن تتم الموافقة على طلبنا فالظروف التي نعيشها ضمن مدينة الحسكة أحياناً تكون استثنائية، وقدمنا توضيحاً شاملاً بذلك».

وتساءلت مواقع محلية بعد العقوبة هل يعود “الجزيرة” ليستأنف القرار ويتم “لفلفة” المشكلة كما حصل مطلع الموسم؟ أم أن قرار الهبوط سيسري في النهاية؟ ليضع حداً لقضية الأخذ والرد المستمرة بين النادي والقائمين على الرياضة السوريّة حول مشاركته في الممتاز!.

وباتت الكرة السوريّة تعيش مهزلة حقيقية من خلال بطولات تتوقف كل فترة لأسباب مختلفة، ناهيك عن مستوى متدني للتحكيم، وفساد ومحسوبيات وشغب جماهيري وعقوبات مالية وإدارية وأخلاقية إلخ…، وكل ذلك يوحي كما ذكرنا في تقارير سابقة، وكما يدعو إليه كل الشرفاء في الرياضة السوريّة لاقتلاع الاتحاد الرياضي العام برئاسة فراس معلا والاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم برئاسة صلاح رمضان من جذوره، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.