No Result
View All Result
المشاهدات 2
رجائي فايد_
قبل أن ألتحق بوظيفتي في المنشأة العامة للدواجن الشمالية (هولير/أربيل)، كانت قد سبقتني معلومات عني أنني أكتب في صحف عراقية، ولذلك بدأت حوارات معي، وكان أغلبها يتعلق بالهوية، هل أنا مصري عربي أم عربي مصري، بمعنى أيهما يسبق الآخر، والحوار الثاني حول شعار الحزب أو التنظيم السياسي، هل هو وحدة حرية اشتراكية حسب شعار حزب البعث (ميشيل عفلق)، أم حرية واشتراكية ووحدة حسب شعار الاتحاد الاشتراكي في مصر. كان في الحوار العبثي الأول، أقول: (أنه لا بدّ أن أكون مصرياً، وبعد ذلك تأتي عروبتي، لأن عروبتي مستمدة من كوني مصرياً أولاً). هنا يحتدم النقاش ويصرُّ من يحاورني على (إنني عربي أولاً، لأن العروبة سابقة على مصر!!!). قلت لنفسي (ما هذا الهراء، هل كانت توجد عروبة منذ آلاف السنين عندما شُيّد أجدادنا العظام، الأهرامات والمعابد العظيمة)، هذا، وقلت لنفسي وإلا من الممكن أن أتلقى ما لا أستطيعه)، وعندها أستسلم لمنطق القوة، وأؤمن على كلامه العبثي.
ونأتي إلى الحوار الثاني المتعلق بشعار الحزب (وحدة، حرية، اشتراكية)، أو التنظيم السياسي في مصر (حرية، اشتراكية، وحدة)، كانت فكرتي (أنه لابد أن يتحرر الوطن أولاً، ثم يقيم النظام الاشتراكي، ثم تأتي الوحدة تلقائياً!، هكذا بمنتهى البساطة)، ومرةً أخرى يحتدم النقاش، إذ هو يصرّ على أن الوحدة تسبق الجميع لسموها ومكانتها، ومن جديد لا بد أن أستسلم لمنطق القوة، وها نحن نشاهد ما حدث لنا، لا حرية ولا اشتراكية ولا وحدة.
تمزقت الأوطان والفساد هو الحاكم الأعظم. انظروا إلى الجميع وما حدث لهم فلعلكم تتعظون، فلننظر ماذا حدث لمصر (حرية واشتراكية ووحدة)، ماذا تحققت من هذه الشعارات الحنجورية، فأياً كانت الأولويات فلا حرية ولا اشتراكية ولا وحدة، بل كانت المؤامرات بين الفرقاء مستمرة. وأذكر أن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري (الدكتور محمد عبد الله)، قال لي في فترة مجلس التعاون العربي (مصر والعراق والأردن واليمن)؛ أن السلطات الأمنية المصرية ألقت القبض على خلية بعثية كان منسقها مدير مصرف الرافدين في ميدان الدقي في القاهرة، وبالطبع أنكر صدام حسين ذلك، وبالنسبة للعراق فقد تكفّل الاحتلال الأمريكي بتشريع قانون لاجتثاث حزب البعث من التربة العراقية، وبالفعل تبخر حزب البعث وحل محله طائفيات كل منهم يزعم أنه وحده الوطني والآخرين خونة مأمورين من الخارج. كل من هؤلاء انطلقوا من القوة إلى ما شاء يهوى، أما عن سوريا فما زالت قشرة الشعار الأبله يتحدث عن الوحدة في وطن تكالبت كل القوى كضباع تلتهم فريستها، ومن الأمور العجيبة أن أكثر خصومة بين قطريين عربيين كانا بين جناحي حزب البعث العربي في سوريا والعراق لدرجة أن سوريا انضمت إلى الجناح الإيراني ومن أجل دعم إيران في هذا الصراع المأساوي، قامت بغلق أنبوب النفط الواصل من العراق عبر سوريا إلى أوروبا، وسلملي على الوحدة العربية، التي غنيناها بالأناشيد فقط.
No Result
View All Result