روناهي/ قامشلو ـ
سعت هيئة الإدارة المحلية والبيئة في شمال وشرق سوريا، في عام 2022 إلى تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، ورغم الصعوبات أنجزت العديد من المشاريع الحيوية الكبيرة، وكان زيادة هجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، وإعلان حالة الطوارئ في مناطق الإدارة الذاتية، من أبرز المعوقات، التي واجهت هيئة الإدارة المحلية والبيئة.
منذ بداية الأزمة السورية، وتأسيس الإدارة الذاتيّة لشمال وشرق سوريا، تمَّ تأسيسُ هيئة الإدارة المحليّة والبيئة في شمال وشرق سوريا، وتضم الهيئة البلديات والمديريات واللجان التابعة لها، وهي ترسم السياسة العامة والخطط الاستراتيجيّة والبرامج، التي تحدد نهج وعمل المشاريع العامة للبلديات والمديريات واللجان التابعة لها، وتعدّ البلديات المرتبطة مع لجان الهيئة العصب الرئيسيّ لعملِ هيئة الإدارة المحليّة والبيئة، ومعلومٌ أنّ البلدياتِ حكوماتٌ محليّةٌ مصغّرة وهيئاتٌ خدميّة لها صلاحيّةُ رسمِ سياساتِ استراتيجيّة، والتخطيط للمشاريع وفقَ ترتيب الأولويّة، وبما يخدمُ المجتمعَ، وفي الظروفِ والأوقات كافة.
واجه هيئة الإدارة المحلية والبيئة في عام ٢٠٢٢ الكثير من الصعوبات والعراقيل، ومن بينها الوضع الاقتصادي، وتأخير صرف ميزانية البلديات، وهجمات الاحتلال التركي على مناطق شمال وشرق سوريا، بالإضافة إلى إعلان حالة الطوارئ في مناطق الإدارة الذاتية، بعد اتساع رقعة الهجمات الاحتلالية على المنطقة.
ورغم التحديات، أنجزت هيئة الإدارة المحلية والبيئة في عام ٢٠٢٢ الكثير من المشاريع الخدمية والحيوية على مستوى شمال وشرق سوريا، وبشكل خاص مشاريع تسوية الطرقات وتزفيتها، والتي تمت وفق المواصفات المطلوبة، بالإضافة إلى مشاريع شبكات الصرف الصحي وشبكات المياه.
ومن أضخم المشاريع لعام ٢٠٢٢ هو مشروع تعبيد طريق قامشلو – ديرك، وطريق عمبارة الدولي بريف قامشلو، ومشروع جسر الرقة الجديد (جسر الرشيد)، ومشروع إنشاء أكبر حديقة على مستوى شمال وشرق سوريا بمساحة ٤٥ دونما في مدينة الحسكة، ومن المقرر أن تنتهي الأعمال فيها بداية شهر نيسان 2023، بالإضافة إلى مشاريع إنارة الطرقات في الأقاليم، والتي ما زالت مستمرة.![]()
ميزانية عام2022
وحول الميزانية، التي خصصت لعام 2022، فقد بلغت ٥،٦ مليون دولار أمريكي، والتي لم تكن كافية مقارنةً مع حجم المتطلبات، والاحتياجات لتنفيذ المشاريع الخدمية في جميع مناطق شمال وشرق سوريا.
ومع بداية الشهر الثاني من عام 2022، قامت جميع البلديات في الأقاليم التابعة لهيئة الإدارة المحلية والبيئة بالبدء بتنفيذ مشاريعها الخدمية في المناطق التابعة لها، حيث تم الانتهاء من بعضها، وما زال البعض الآخر قيد التنفيذ، مثل طريق قامشلو – ديرك والتي يبلغ طولها ١٠٠ كم، وأنجز بنسبة ٥% وما زال قيد التنفيذ، وأعمال الحفريات والردميات والفرش، وجسر وانيك، الذي بدء العمل عليه في شهر تشرين الأول من عام 2022، ومازال العمل فيه مستمراً. بالإضافة إلى طريق عمبارة الذي يبلغ طوله (10،5) كم، وأنجز بنسبة 85%، حيث تم تنفيذ أعمال الردميات والبقايا، وسيتم البدء بمرحلة فرش الحجر المكسر ومن ثم التعبيد.
ومن المشاريع، التي ما زالت قيد التنفيذ مشروع جسر البيروني، الذي أنجز بنسبة 30% حيث تم الانتهاء من طبقة الأساس، والبدء بأعمال الجدران.
ومن المشاريع الضخمة لهيئة الإدارة المحلية والبيئة في عام ٢٠٢٢، إنشاء حديقة الشعب في الحسكة، ووصلت نسبة الإنجاز إلى 25%، حيث تم تنفيذ أعمال الطبوغرافيا، وتسوية الموقع.
أما بخصوص المشاريع والأعمال، التي تم إنجازها، فيما يتعلق بتعبيد وترقيع الطرقات، فقد تم الانتهاء من تزفيت طريق بكو – حطين، بالإضافة إلى تزفيت الطبقة الأولى وتعريض طريق الرقة -الحسكة، كما تم إنجاز طريق البيروني بنسبة 50% وقد تم إيقاف العمل بسبب الأحوال الجوية.
كما تم تنفيذ مشروع مبنى الهيئة، حيث تم نسبة إنجاز 60%، وتم الانهاء من أعمال الهيكل وتنظيف الموقع العام، وتلبيس الحجر الخارجي للمبنى، ويستمر العمل في الإكساء الداخلي.
أما مشروع طريق مارودا، الذي يبلغ طوله 34كم، تم الانتهاء من تنفيذ أعمال البقايا والحجر المكسر، وطبقة الزفت الأولى، ووصلت نسبة الإنجاز إلى80%.
وكذلك مشروع طريق تل السمن – حزيمة، حيث يبلغ طوله 12كم، تم الانتهاء من أعمال البقايا والحجر المكسر، ومد طبقتين من الزفت، ووصلت نسبة الإنجاز إلى 85% وتم توقف العمل بسبب الأحوال الجوية، كما تم إنجاز 50 % من طريق تل السمن ـ عين العيسى الذي يبلغ طوله 25كم، حيث تم تعريض الباكيتات، وتم توقف العمل بسبب الأحوال الجوية، كما أنجزت أعمال طريق سعيدية أم جلود، التي يبلغ طوله 14كم.
ومن مشاريع عام 2022 مشروع جسر الرقة الجديد، حيث ما زال في المراحل الأولى، ووصلت نسبة الإنجاز إلى 10%، إلى جانب تجهيز موقع وإحضارات، وتجهيز القواعد السادسة، والرابعة.
وكذلك تم تجهيز مصفاة البيتومين، حيث قامت بإنتاج مادة البيتومين بمواصفات جيدة، وتم استخدامها في جميع أعمال التزفيت في شمال وشرق سوريا، كما تم تخزين نسبة كبيرة من البيتومين.
وفي مشاريع التزفيت لعام ٢٠٢٢ استعملت بلديات الشعب أكثر من ٤٢٥ ألف متر مكعب من المجبول الزفتي، ومن المقرر استكمال مشاريع التزفيت، التي توقفت بسبب دخول فصل الشتاء.
إلى جانب مشاريع التزفيت، فقد نفذت بلديات الشعب في مدن ونواحي، وبلدات، وقرى شمال وشرق سوريا، مشاريع تمديد وتأهيل شبكات الصرف الصحي، وتم إنجاز تمديد، وتأهيل 100 كم من هذه الشبكات عام ٢٠٢٢.
الصعوبات والمشاكل..
وأما بشأن الصعوبات والمشاكل، التي واجهت عملَ البلدياتِ في هيئة الإدارة المحلية والبيئة في شمال وشرق سوريا، فكان أبرزها حالة الطوارئ، التي أعلنتها الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، والتي أثرت بشكل كبير على تنفيذ المشاريع الخدمية، وأدت إلى توقف بعض المشاريع باستثناء مشاريع التزفيت، كما كان لهجمات الاحتلال التركي على المنطقة أثر كبير، وأدت الى إعاقة وشلل العمل الخدمي للبلديات في المناطقة المتاخمة للحدود التركية.
ومن المعوقات أيضاً قلة العمال الفنيين المختصين وقلة الآليات، بالإضافة إلى الحرب الخاصة، التي تُمارس ضد هيئات الإدارة الذاتيّة بشكل عام، وضد هيئة الإدارة المحلية والبيئة بشكل خاص.
المشاريع والخطط المستقبلية
تخطط البلديات في بداية كل عام لمشاريع مستقبلية لخدمة المجتمع، ومن المشاريع والخطط المستقبلية لهيئة الإدارة المحلية والبيئة في شمال وشرق سوريا، التركيز على تنفيذ تزفيت الطرقات، التي تم البدء بها خلال عام 2022، ولا سيما طريق قامشلو ـ ديرك، وكذلك طريق عمبارة الواصل بين مدينة قامشلو وطريق M4 الذي يُعد طريقاً استراتيجيّاً مهماً، وبعض الطرق المركزية، التي تربط بين الإدارات، وتنفيذ مخابر بيئية، وصيانة الكراجات، وإنشاء القبانات.
كما تمخض عن قيام مشاريع ومخرجات مهمة في الاجتماع السنوي لهيئة الإدارات المحلية والبيئة، أهمّها إجراء إحصائيات للصرف الصحّي بالبلديات قبل عمليات التزفيت كافة، وإنشاء أربع أكاديميات لتأهيل العاملين كافة في الإدارة، والعمل على دراسة إيجاد طاقة شمسية للمشاريع الخدمية، وأيضاً إنهاء دراسة المخطط التنظيمي لمدينة الحسكة، ثمّ مناطق شمال وشرق سوريا، والتركيز على عمليات التزفيت، واستكمال المشاريع، والاستمرار بتأهيل الجسور، وتأمين مادّة البيتومين لتغطية كافّة عمليات التزفيت.
