ما هي مقومات نجاح البطولات في شمال وشرق سوريا؟

قامشلو/ جوان محمد ـ

مع دخولنا للعام الجديد من المُفترض أن نشهد الفترة القادمة إقامة بطولات من قِبل هيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا، لمختلف الألعاب الجماعية والفردية، ومع تعايشنا لعدة سنوات مع هذه البطولات لامسنا خللاً تنظيمياً كبيراً، بالإضافة لخروقات وتدخّلات، لذلك بات من الضروري العمل على تأمين مقومات النجاح قبل البدء بهذه البطولات.

من البيت الصغير نبدأ أي الهيئات واللجان والاتحادات الرياضية التي تعمل حاليّاً تحت مظلة هيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا، حيث هذه اللجان والهيئات والاتحادات الرياضية تهتم بالشأن الرياضي والفئة الشابة من كلا الجنسين سويّاً، ولكن روزنامة المواسم الرياضية لمن تم ذكرهم هي مجرد تعبئة هذه المواسم بالنشاطات الرياضية بأغلبها، بعيداً عن التركيز على النوعية فيها، ومدى النجاح التنظيمي والفني لها، والمرض نفسه انتقل لبطولات شمال وشرق سوريا لأن هؤلاء الذين يُشرفون على بطولات الاتحادات والهيئات يُشرفون أيضاً على تنظيم البطولات في شمال وشرق سوريا.

أول معضلة تعاني منها الرياضة بشكلٍ عام في شمال وشرق سوريا هي عدم وجود اتحاد رياضي يختص بالاهتمام بالشؤون الرياضية بعيداً عن هيمنة الشبيبة على هذا الاتحاد، لأننا نُعايش تجربة الاتحادات الرياضية التي هي غير قادرة لشراء كرة قدم بدون موافقة هيئة الشباب والرياضة أو لجنة الشباب الرياضة التابعة لها!، لذلك تشكيل اتحاد رياضي عام لديه ميزانية خاصة، وبنفس الوقت ميزانية خاصة للرياضة الأنثوية أمر لا بد منه.

لماذا لم يتشكّل الاتحاد حتى الآن؟

بهدف فرز العمل والتركيز على الرياضة بوجه الخصوص منذ عام 2019 وإلى الآن ننتظر تشكيل الاتحاد الرياضي في شمال وشرق سوريا، وجرت نقاشات مستفيضة لتشكيل اتحاد رياضي عام تعمل تحت مظلته باقي الاتحادات والتي كانت قد تتحوّل إلى مكاتب أو أفرع تابعة له فيما بعد، ولكن هذا الاتحاد لم يتم تشكيله بعد، ولم تتوضح الأسباب حتى الآن.

وحتى في حال لو شكل وأخذ ميزانيته وقراراته من هيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا، فهنا لن نستفيد شيئاً! لأنه يُتطلب أن يكون الاتحاد الرياضي هو سيادي في قراره ومستقل ولا يحتاج موافقة من هيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا لشراء بعض المستلزمات الرياضية.

التحكيم واللجان المنظمة

في الوقت الحالي لا تتوفر الكتلة البشرية الكافية من المستقلين في مجال الرياضة للإشراف على البطولات، وكما ذُكِر آنفاً بأن الاتحادات الرياضية هي من تُشرِف على البطولة، ولذلك تظهر عقلية أن يفوز المنتخب والنادي الممثل لذلك الاتحاد باللقب، ومن هنا تبدأ المشكلة فكل اتحاد هدفه اللقب وبعض الاتحادات تنجر للحيل لأخذ الألقاب وخاصةً في قضية بطولات الفئات العمرية كما حصل في العام الماضي ببطولتي الأشبال والناشئين لكرة القدم.

فاللجان المنظمة، والفنية، والتحكيمية، يجب أن تتصف بالحيادية، حتى إذا كان لديها انتماء للهيئات، وللجان وللاتحادات، التي تشارك المنتخبات بأسمائها، وذلك في حال لو تغلبت لغة الضمير، والقوانين المعمول بها دوليّاً، فسوف نتخطى الكثير من المشاكل، والأخطاء، فيما لو وجِد نظام داخلي لكل بطولة، فسوف يكون الأمر جيداً.

المنامة والراحة النفسيّة

تتطلب توفير منامة مناسبة للاعبات واللاعبين، وألا لا لزوم للبطولات من أصلها؟ السبب الأول يكمن بأننا نستطيع استقبال الوفود الأجنبية بأفضل الأماكن، أما لاعباتنا ولاعبينا فلا يتوفر لهم المكان المناسب للنوم هذا أمر غير لائق برياضة شمال وشرق سوريا ويتطلب توفير المنامة المناسبة لأن الجانب النفسي هام جداً للاعبات واللاعبين أثناء البطولات.

توفر السيولة المادية للبطولات

إن قبل لعب البطولات على مستوى شمال وشرق سوريا، يقيم كل اتحاد بطولات تصنيفية في مناطقه لاختيار المنتخبات، ولكن الطامة الكبرى بأن أحد الاتحادات بات يبحث عن راعي لبطولاته التصنيفية في الألعاب الفردية، ومن يدري قد تكون العديد من الاتحادات على هذا النسق يبحثون عن أُناس وتجار ومحلات لرعاية بطولاتهم التصنيفية، والسؤال الهام هل بالفعل لا تمتلك الاتحادات الرياضية ميزانية كافية لإقامة هذه البطولات، أم تلك الميزانية التي ترِد إليهم يتم الاحتفاظ بها لبطولات في كواكب أخرى؟.

وكما كل عام تتهيّأ هيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا؛ لإقامة بطولات لمختلف الألعاب الفردية، والجماعية ولكلا الجنسين.

ومن المفترض أن يشارك في البطولة منتخبات من: إقليم الفرات ـ إقليم الجزيرة ـ إقليم عفرين ـ الرقة ـ الطبقة ـ منبج ـ دير الزور.

ومنتخب إقليم الفرات هو من مقاطعتي كوباني، وكري سبي، وإقليم الجزيرة من مقاطعتي قامشلو والحسكة، وإقليم عفرين يمثله الرياضيون المُهجّرون قسراً من عفرين إلى مناطق مقاطعة الشهباء، بينما يُمثّل منتخب دير الزور الرياضيون في الريف المحرر من المدينة. بالإضافة إلى منتخبات: الرقة، ومنبج، والطبقة.

ومن الجدير بالذكر أن البطولات التي أُقيمت في عامي 2020 ـ 2021، لمختلف الألعاب، لم تكن ذات تنظيم ناجح، وذكرنا في تقارير سابقة الخطوات، التي يتطلب اتخاذها لنجاح هذه البطولات؛ ومنها تخصيص لجنة إعلامية خاصة لتغطية البطولات، ونشرها بشكلٍ يومي مع الإحصائيات، والمعلومات المطلوبة، فبدون التركيز الإعلامي والتغطية المستمرة للنشاطات، التي ستقام لن تصل البطولات لمرادها.

وكما ذكرنا بالمجمل الاتحادات الرياضية تشتكي من قلة الإمكانات المتوفرة، لذلك يُتطلب من هيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا، مد هذه الاتحادات بالمطلوب، وخاصةً من جهة الألبسة للمنتخبات، ويُتطلب أن تكون جديدة وموحّدة في البطولات الفردية على وجه الخصوص، وتأمين وسائط نقل مناسبة للاعبات واللاعبين، الذين يمثلون المنتخبات القادمة من خارج الإقليم والمدينة، بالإضافة لتوفير مكان مريح للمنامة، إلى جانب إبعاد لغة المناطقية في التعامل في البطولات القادمة؛ لأن نجاح هذه البطولات، لن يُمثّل شعباً معيناً أو اتحاداً رياضياً معيناً، بل يُمثل الشعوب والاتحادات الرياضية كافة، المتواجدة في شمال وشرق سوريا.