No Result
View All Result
المشاهدات 0
محمد القادري_
من أهم المواضيع، التي أكد عليها القرآن الكريم، هي الثبات في المواقف، وعدم التلون والابتعاد عن النفاق، يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ ۚ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ﴾، إن المواقف، التي يتخذها الإنسان يجب أن تكون ثابتة وواضحة، ولا يتنازل عنها، خاصةً مواقفه الأخلاقية، والوجدانية، والوطنية، والدينية، التي تشكل شخصيته في المجتمع، وتكون نواة عطائه، وخدمته للمجتمع بشكل عام، وبهذا الثبات تُبني عليه الاستقامة اللازمة للوصول إلى أهدافه في بناء المجتمع الأخلاقي السليم، حيث يجب عليه ألا يكون متذبذباً، تارةً يقف إلى جانب الحق، وتارةً يقف إلى جانب الباطل، حيث يصف الله سبحانه وتعالى المنافقين بهذه الصفة فيقول: “مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَٰلِكَ لَا إلىٰ هَٰؤُلَاءِ وَلَا إلىٰ هَٰؤُلَاءِ ۚ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا”، لذلك فإن الإنسان المؤمن حقاً بدينه، وانتمائه إلى الحق، والحقيقة يكون إنساناً ثابتاً على مواقفه لا يضره من خالفه، تتجلى فيه الآية الكريمة: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ﴾؛ لذلك الإنسان الواضح والثابت والمستقيم، يسهل عليك التعامل معه، ويكون محل الثقة، وتستطيع أن تبني معه علاقات قوية ودائمة، لأن المصلحة لا تغيره، ويكون ضميره الإنساني ووجدانه حياً، يمنعه من الغدر والخيانة في مناحي الحياة كلها، ويكون فاعلاً إيجابياً في وطنه، وبلده، وحيه، وأسرته.
No Result
View All Result