شبيبة قامشلو: بالنضال والمقاومة سنحطم جدران إمرالي

قامشلو/علي خضير ـ

أكدت شبيبة قامشلو، أن النظام التركي ينتهك القوانين والأعراف الدولية والمواثيق المعتمدة من المجتمع الدولي، وذلك بتشديد العزلة المفروضة على القائد أوجلان، وإلحاق العقوبات الانضباطية بحقه، وبمحاولاتها المتكررة لاستهداف القطاعات الخدمية، وقصفها البنى التحتية.

الإجراءات وفرض العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان، تنم عن حالة حقد وانهزام لنظامٍ فاشيٍّ يسعى إلى كسر إرادة المجتمع عبر شخص القائد العظيم “عبد الله أوجلان” عن طريق الحرب الخاصَّة، وبعيدة كل البعد عن الأعراف والمعايير والأخلاق الإنسانية، ومن خلال هذه الأحكام، تم منع لقاء القائد أوجلان مع عائلته ومحاميه، ومنع دخول الراديو والكتب، والصحف والمجلات إليه، وباختصار لقد تُرِكَ وحده في مواجهة جدار مكشوف يمكن تعريفه ووصفه بـ «التعذيب الأبيض»، كما لم يتم تقديم أي معلومات للمحامين بخصوص هذه الأحكام.

المحتل التركي يخرق القوانين

وضمن السياق ذاته التقت صحيفتنا عدداً من الشبان في مدينة قامشلو، الذين تحدثوا عن مواقفهم تجاه هذه العزلة والعقوبات الصارمة على القائد عبد الله أوجلان، وفي البداية تحدث لصحيفتنا العضو في فدراسيون جرحى الحرب بشمال شرق سوريا علي شير وقال: “مازالت الاعتداءات التركية متواصلة على مناطق شمال وشرق سوريا في ظل قرارات، وحجج واهية وكاذبة، نتيجة لمطامع تركيا في خيرات وكنوز منطقتنا من أراضي زراعية خصبة منتجة والكثير من الثروات الباطنة، ومحاربة الإدارة الذاتية”.

 وتابع شير: “نحن نقول لهذه الدَّولة الإرهابية والفاشية، بأنَّنا رغم الاعتداءات والمجازر، التي ترتكبها والتخريب لمنشآتنا صامدون ومقاومون، ولا نحتاج لأي أحدٍ في الوقوف معنا فنحن شعبٌ حرٌّ، وسنبقى نناضل من أجل حريتنا، لأننا مؤمنون بدماء شهدائنا وبعزمنا وإرادتنا وبقوَّة ومتانة مقاتلينا”.

وحول العزلة المشددة على القائد عبد الله أوجلان تحدث شير: “الطغاة أمثال أردوغان زائلون وطالبو الحرية منتصرون، وعمل أردوغان والدولة التركية بالتجريد الممنهج، والعزلة المشددة عمل جبان، حيث يقومون بمنع أي أحد من زيارته في السجن، حتى لو كان الزائر من أقاربه أو من عائلته وهذا دليل خوف”.

 واختتم علي شير حديثه بالقول: “لو سجنتَم القائد أوجلان يوجد هناك آلاف الأوجلانيِّين، الذين تشبعوا من فكر هذا القائد العظيم، وعرفوا معنى وطعم الحرية من خلال فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، وهؤلاء لن يتنازلوا عن حقوقهم في الدِّفاع عن أرضهم ووطنهم، ولآخر رمقٍ في حياتهم”.

الاحتلال التركي تاريخ حافل بالمجازر

ومن جهته أبدى الكاتب “دجوار علي” عن موقفه تجاه العزلة قائلاً: “فيما يتعلق بالعزلة المفروضة على القائد عبد الله أوجلان، من قبل الدَّولة التركية هو هاجس لإعادة تاريخ الدَّولة العثمانيَّة، الَّذي تولَّد منذ سنين قديمة، فالأتراك هم أقلِّيَّة، قاموا باحتلال هذه المنطقة وأصبحوا متخوِّفين من وجود شعوب هذه المنطقة، هذا الشَّعب المترابط، والمتكاتف بأشكاله كافة، الذين يعيشون على هذه الأرض منذ آلاف السنين، فهم الآن يعيدون تاريخ العصر الدَّموي إبان العهد العثماني في ارتكاب المجازر بحقِّ الأبرياء والعزَّل عن طريق العدوان على شعوب المنطقة، وطمس وجودهم من خلال تدمير وقصف البنى التحتية، والمنشآت الخدمية والصناعية، الّتي ليس لها أي علاقةٍ بالإرهاب ولا بأي موضوع يتعلَّق بالإرهاب كما يدَّعون”.

 وأوضح علي: “حُكِمَ على القائد عبد الله أوجلان، المحتجز في السجن الانفرادي والحجرة الواحدة في إمرالي منذ عام 1999، كما حُكم عليه بالسجن الانفرادي بذريعة التعبير عن آرائه واستنتاجاته المتعلقة بالإبادة الثَّقافية، والحق في التَّعليم باللغة الأم، وحق الدِّفاع المشروع، ووقف إطلاق النار، والحل السلمي والدِّيمقراطي، والوضع السياسي اليومي، وإلى الآن يقومون بمنع أي أحدٍ من أهله، أو محاميه من زيارته، ولكنَّهم لا يستطيعون النيل من عزيمته ومن انتشار أفكاره، وشعوبنا ستنتصر، بالسير على نهج وأفكار القائد عبدالله أوجلان، سيواصلون طريق النضال حتى تحقيق الحريَّة”.

وأردف علي: “أصبح سجن إمرالي مركز تعذيب، ومركز عزل مع عقوبات انضباطيَّة، ومنع لقاء عائلة ومحامي القائد به، ومنذ اليوم الأول للعقوبات الانضباطية في الرابع من كانون الأول عام 2005 بلغ عدد العقوبات 28، وبين عامي 2016 و2022، هناك 23 عقوبة من مجلس الانضباط، ومجلس الإشراف والإدارة والمحكمة بشأن منع الأسرة والمحامين والمكالمات عن القائد أوجلان، في حين تمَّ تأكيد عدد من هذه العقوبات الأخرى، أنها غير قانونيةٍ”.

واختتم دجوار علي حديثه بالقول: “إنَّ صمت المؤسسات الدُّولية، يجعل تركيا تستمر بهذه العزلة والتَّجريد، والاستمرار في حرب الإبادة على شعوب شمال وشرق سوريا دون رادع، حيث وُقِّعَتْ 29 عقوبة انضباطية على القائد أوجلان منذ عام 2005، وحتى الآن، وتم حظر 1218 طلباً من المحامين، و249 طلباً من عائلته لمقابلته منذ عام 2011، وبهذه الطريقة تحاول دولة الاحتلال التُركي الفصل بين القائد أوجلان وشعبه، وفي الوقت نفسه، فشلت منظَّمات حقوق الإنسان، وحتَّى مؤسَّسات الأمم المتَّحدة، وعلى رأسها لجنة مجلس أوروبا لمناهضة التعذيب المسؤولة عن هذه القضيَّة في اتِخاذ الموقف اللَّازم تجاه الدَّولة التُّركية الفاشيَّة من خلال عدم القيام بدورها”.