سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

العدوان التركيّ… وضعف الموقف الدوليّ

محمد الجعابي_

بدا للعالم أجمع أنَّ شعوبَ مناطق شمال وشرق سوريا، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من أبرز القوى الفاعلة على الساحة السوريّة، التي حاربت داعش، وهزمته جغرافيّاً في ظلِّ عجز معظم القوى الموجودة عن القيام بهذه المهمة، ليس فقط لحماية شمال وشرق سوريا، بل لحماية العالم أجمع، وبالنيابةِ عنه، ولكن نرى اليوم ردَّ المجتمع الدولي لذلك الجميل، بصمتٍ مخزٍ وبموافقةٍ ضمنيّة، لما تقوم به الدولة التركيّة في عدوانها الأخير، الذي استهدف مناحي الحياة المعيشيّة كلها.
هذا الصمت والموافقة الضمنيّة، عدتها تركيا طريقاً آمناً لسياستها العدائيّة، فقد كثفت من غاراتها على المناطق المستهدفة من يوم السبت 19/11/2022، بالقصف الجويّ على مناطق شمال وشرق سوريا، حيث تزامن القصف لمواقع حزب العمال الكردستاني في جبال قنديل شمالي العراق، واستهدفت مواقع على عمق 140 كم عن الحدود، في عملية أُطلِق عليها اسم (مخلب السيف-الجوية) مرتكبة بذلك الهجوم جرائم بحقّ المدنيين، ترقى إلى جرائم الحرب، فيما كان الهدف من الغارات كما اتضحت نتائجه، البنية التحتيّة، والمرافق العامة والمؤسسات الطبيّة، واستهداف المدنيين، وقد ارتقى إثر ذلك استشهاد مدنيون ومقاتلون، وجرح العشرات من سكانِ المناطق المستهدفة.
وفي إحصائيّة أوليّة لما استخدمه الاحتلال التركيّ في غاراته الأخيرة من قوة عسكريّة فقد بلغ عدد الغارات 50 غارة جوية، خلّفت 45 شهيداً، و26 استهدافاً بالطائرات المسيّرة خلّف 31 شهيداً، بالإضافة الى مئات القذائف المدفعيّة، التي طالت 65 منطقة، الأمر الذي أثر على حياة السكان المدنيين، وتراجع حركة الأسواق، ومغادرة البعض بيوتهم في القرى الحدوديّة خوفاً على حياتهم من القصف التركيّ.
فمنذ بداية العدوان التركيّ الجويّ، والمدفعيّ على مناطق شمال وشرق سوريا، وضع رئيس النظام التركي أردوغان على قمة أهدافه، إقامة منطقة عازلة على الحدود التركيّة السوريّة، تشمل  مناطق: كوباني، تل رفعت، منبج؛ لاستكمال إقامة ما يسميه المنطقة الأمنية بعمق 30 كم، ولكن تم تركيز الهدف الأساسيّ من خلال تصريحات أردوغان، ومسؤولي حكومته على كوباني (عين العرب)، لما تحمله من رمزيّة للكرد خاصةً، ولشمال شرق سوريا بشكلٍ عام، التي تم تحريرها من داعش على يد مقاتلي ومقاتلات وحدات حماية الشعب والمرأة في 26 كانون الثاني 2015، وبدعم من قوات التحالف الدوليّ، الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية، وقال أردوغان في كلمة له: (نعمل على إنجاز هذه المنطقة على طول حدودنا بأكملها من الغرب الى الشرق في أقرب وقت ممكن).

ازدواجية المواقف
وقد كانت هناك اتصالات بين وزير الدفاع التركيّ خلوصي أكار، مع وزيري الدفاع الأمريكيّ، والروسيّ، للتباحث حول العدوان التركيّ الأخير على مناطق شمال شرق سوريا، واللذين دعيا بدورهما تركيا إلى ضبط النفس في عدوانها، وكانت قد دعت الولايات المتحدة الأمريكيّة إلى وقف فوريّ للتصعيد في شمال شرق سوريا (مؤكّدةً أنّها قلقة جداً من الأعمال العسكريّة الأخيرة، التي تزعزع استقرار المنطقة، وتهدد الهدف المشترك المتمثل في مكافحة داعش، وتعرض الأفراد، والمدنيين للخطر).
كما قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكيّة: إنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة تعارضُ أيَّ عملٍ عسكريّ يزعزعُ استقرارَ الوضع في سوريا، مضيفاً: أنَّ واشنطن أبلغت أنقرة قلقها الشديد من تأثير هذا الهجوم على طبيعة محاربة “داعش”، وقال المتحدث: طالبنا تركيا عدم القيام بمثل هذه العمليات، مثلما طالبنا شركاءنا عدم شنّ هجمات أو تصعيد، وأضاف المتحدث: أنّنا نواصل معارضة أيّ عمل عسكريّ يزعزع استقرار الوضع في سوريا، أو ينتهك سيادة العراق من خلال أعمال عسكرية غير منسّقة مع الحكومة العراقيّة.
وبخلاف ما تعلنه الولايات المتحدة الأمريكيّة، وتحاول تصويره بتأكيدها على متانة التحالف بينها، وبين قوات سوريا الديمقراطيّة بصفتها حليف أساسيّ في محاربة داعش، ودحره؛ لمنعه من أن يشكّلَ خطراً يهدد الأمن العالميّ، ولكنّ هناك في الواقع، وفي الوقت نفسه، تحالفاً من نوع آخر مع تركيا بحكم أنها منضوية معها، ضمن حلف الناتو، التي تشترك مع تركيا الدولة المعتدية باتفاقات، ومعاهدات، يُفهم منها بموافقة أمريكية بالعملية التركيّة الأخيرة.
كذلك فقد دعت روسيا تركيا إلى الامتناع عن استخدام القوة (المفرطة)، وقد صرّح مبعوث روسيا الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف: إنّ موسكو تعتقد أنَّ على تركيا الامتناع عن استخدام القوة العسكريّة المفرطة في سوريا، وأنّ هناك حاجة للبحث عن حل سلميّ للقضية الكرديّة، وأضاف لافرنتييف، سندعو زملاءنا الأتراك إلى التحلي بقدر من ضبط النفس، من أجل منع تصعيد التوتر، ليس فقط في مناطق شمال شرق سوريا، ولكن في أنحاء المنطقة، كما أكّد، أنّ تركيا لم تبلغ روسيا مسبقاً بضرباتها على سوريا، والعراق، وأضاف: نأمل في إقناع شركائنا الأتراك بالامتناع عن استخدام القوة المفرطة على الأراضي السوريّة، مشيراً إلى أن روسيا ستعمل مع الأطراف المعنية على إيجاد حل سلميّ (للقضية الكرديّة)، كما قال: إنّ انسحاب القوات الأمريكيّة من شمال شرق سوريا من شأنه أن يساهمَ في استقرار الوضع.
وفي خضم هذه التطورات، يظهر الدور الروسيّ المساند لحكومة دمشق، مستغلاً ما يجري لمصلحته وفي محاولة منه بدفع قوات سوريا الديمقراطية للاستدارة أكثر باتجاه دمشق، والاتفاق معها على تفاهمات لصالح عودة سلطتها، ويعزز ذلك المطالب التركيّة باستمرار القصف، وشنّ عدوان على المنطقة، وبالتالي تسليم المنطقة لقوات حكومة دمشق.
كذلك تعد إيران هي الأخرى من أشدّ حلفاء حكومة دمشق، وهنالك تنسيق بينها، وبين روسيا بشأن سوريا، كما تربطها علاقات وثيقة مع تركيا، ويوجد اتفاقات بينهما حول مناطق خفض التصعيد في سوريا، وتحدث لقاءات دوريّة بين روسيا، وتركيا، وإيران للبحث في الشأن السوريّ، كان آخرها الاجتماع، الذي حصل في إطار منصة أستانه في 23/11/ 2022، ولم يتم التطرق فيه للهجمات التركيّة على شمال شرق سوريا، ولا حتى إدانتها، وكان واضحاً في صيغة البيان الذي تعمد توجيه الاتهام إلى الإدارة الذاتيّة، وذكر تعبير “الانفصاليّة” أربع مرات والخامسة عبر مصطلح الحكم الذاتيّ، وفيما أشار البيان إلى النفط وأنّه ملكٌ لسوريا، كانت الطائرات الحربيّة التركيّة والمسيّرة تقصف العديد من حقول النفط ومنشآت الغاز ومحطات تحويل الطاقة، ليكونَ العدوان التركيّ تطبيقاً مباشراً لما تم الاتفاق عليه ضمناً، وعلى هذا الأساس كانت أستانة اجتماعاً لشرعنة العدوان، والمفارقة أنّ رئيس الوفدِ السوريّ الحكوميّ أشار إلى أنّ البيانَ الختاميّ يلبّي تطلعاتِ السوريين، وكأنّ ضحايا العدوان التركيّ ليسوا سوريين!
بكل الأحوال ما يجري على الأرض، يتوافق مع الخطة الروسيّة بدفع قوات “قسد” والإدارة الذاتيّة نحو حكومة دمشق، وقد يحقق الجانب الإيرانيّ من هذا أيضاً إضعاف الدور الأمريكي؛ ما يدفعه بمغادرة الأراضي السوريّة في المنطقة.
 ومن خلال سير الأحداث، والمواقف الباردة نسبيّاً للولايات المتحدة وروسيا، وضبابيّة موقف دمشق، على الرغم من أن قواتها لم تسلم هي الأخيرة من هجمات الأتراك، إذ فقد 18 من قوات حكومة دمشق حياتهم بالقصف التركيّ لمواقعهم.
يتضح أنّ هناك صيغة من التوافق بين تلك الأطراف، وتركيا ولو ضمنيّاً على صيغة ما، فالولايات المتحدة لديها رغبة كبيرة في مغادرة المنطقة، وتدعم التحركات التركيّة ضمناً لخلق واقع ما؛ يملأ الفراغ الذي يمكن أن يكونَ بانسحابٍ أمريكيّ من المنطقة، وذلك بحكم أنَّ وجودها ليس دائماً، وتؤكد التصريحات الأمريكيّة أن تعاونها ينحصر في إطار محاربة الإرهاب فقط، ولا يتعدى ذلك إلى القيام بجهودِ إضافيّة أو اتباع سياسة معارضة لتركيا الحليف في إطار الناتو، فيما يؤكد مسؤولون أمريكيون أنّ منع العدوان التركيّ على شركاء محاربة الإرهاب يتعلق بالمصداقيّة الأمريكيّة، وتلك هي حقيقة السياسة البراغماتيّة الأمريكيّة.
المطلوب لمواجهة العدوان التركي
لمواجهة العدوان التركيّ يتطلب الأمر تعزيزَ وحدة وصمود الجبهة الشعبيّة الداخليّة، وتفعيل نهج المقاومة الشعبيّة وتكاتف شعوب المنطقة مع التشكيلات العسكرية في وجه الهجمات التركية على مناطق شمال شرق سوريا، وقد صرّح القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي في هذا الاتجاه: (نحن قوات عسكريّة مستعدون لصد هذه الهجمات وقد أثبتت قواتنا ذلك خلال الأيام الماضية) وتطرق الجنرال إلى “إنّ موقف شعبنا كان مشرفاً ويمكننا مباركته اليوم، فمنذ اليوم الأول شعبنا حدد موقفه ولم يتراجع عنه”، وتابع قائلاً: “سنستمر بالمقاومة العسكريّة وسنصعّد نضالنا ومستعدون لأيّ هجوم وكذلك مستعدون مع أصدقائنا على الصعيد الدبلوماسيّ والسياسيّ والعسكريّ للحدِّ من الهجومِ التركيّ).

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle