روناهي/ الدرباسية-
على مدى قرابة عقدين ونيّف، لا يزال القائد عبد الله أوجلان يعاني من فرض عزلة وتجريد قاسيين من قبل دولة الاحتلال التركي، هذه العزلة تأتي رداً على فكر وفلسفة القائد القائمة على أساس الأمة الديمقراطية وأخوّة الشعوب، وعلى إثر ذلك ازدادت المطالب الشعبية في ذكرى تأسيس حزب العمال الكردستاني بتحرير القائد جسدياً.
جسّد القائد هذا الفكر من خلال هيكل تنظيمي ثوري ينتمي إلى الشعب، وينتفض في وجه أعداءه، هذا التنظيم يتجسد بحزب حمل اسم حزب العمال الكردستاني، الذي تأسس منذ أكثر من أربعين عاماً والقائد عبدالله أوجلان أول وأبرز مؤسسيه.
اليوم، وفي ذكرى تأسيسه الرابعة والأربعين، تعهّد حزب العمال الكردستاني أن يكون العام الجديد عاماً للحرية الجسدية للقائد عبدالله أوجلان، وقد استند الحزب في هدفه هذا إلى قوة وإرادة الشعوب الكردستانية، المدافعة عن قيم العدالة والديمقراطية التي وضعها القائد أوجلان.
مطلب الحركة والشعب
إلى جانب حركة حرية كردستان، فإن حرية القائد عبدالله أوجلان هي هدف لمختلف القوى والأحزاب الكردستانية، فضلاً عن الشعوب الكردستانية نفسها.
وحول هذا الموضوع، تحدثت لصحيفتنا جيهان محمد، الإدارية في حزب الاتحاد الديمقراطي في الدرباسية، وقالت: “إن العزلة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان هي استكمال للمؤامرة الدولية التي حُيكت على القائد، والهدف منها هو القضاء على فكر وفلسفة القائد آبو، وأيضاً القضاء على حركة حرية كردستان، متمثلة بقوات الكريلا في جبال كردستان، لذلك، فأن دولة الاحتلال التركي تستخدم أعتى صنوف الأسلحة في حربها ضد الكريلا، وجميع مناطق كردستان”.
وأضافت جيهان: “إن دولة الاحتلال التركي تعلم علم اليقين بأن إمرالي اليوم تحتضن مدرسة في الإنسانية والفكر الحر، تعلم بأن شرارة الحرية والخلاص تتقد من إمرالي، لذلك فهي تحاول بشتى السبل القضاء على المقاومة التي تُخاض في إمرالي من قبل القائد أوجلان، والهدف من ذلك هو التخلص من العقبة الموجودة في طريق تنفيذ مخططاتها الاستعمارية، حيث أن فكر القائد آبو يُعتبر عقبة في طريق المخططات الاستعمارية لدولة الاحتلال التركي”.
الإدارية في حزب الاتحاد الديمقراطي في الدرباسية، جيهان محمد، اختتمت حديثها بالقول: “تعتقد الفاشية التركية بأن اعتقال القائد وممارسة العزلة عليه سيساهم في إبعاد القائد عن شعبه، وبالتالي إبعاد الشعب عن ثورته، إلا أن ما لا تدركه الفاشية التركية، هو أن هذا الشعب يزداد التفافاً وتمسكاً بفكر قائده يوماً بعد يوم، ولا يمكن لممارسات الفاشية التركية أن تُبعِدنا عن قائدنا، ويجب أن تدرك بأن الشعب سيبقى مسانداً لقائده ولقواته، ويجب على الجميع أن يفهم بأن وحشية الدولة التركية لن تُثني من عزيمتنا.
مسؤولية المجتمع الدولي
في السياق ذاته، تحدث لصحيفتنا عضو مجلس بلدة القرمانية، عبد الباقي سلو، الذي قال: “إن العزلة المفروضة على القائد عبدالله أوجلان تتم أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، ومع ذلك فأن المجتمع الدولي لا يزال يلتزم الصمت حيال ما يتعرّض له القائد، وهذا إثبات على إننا لم نكن مخطئين عندما قلنا بأن المؤامرة على القائد ليست مؤامرة تركية فقط، وإنما هي مؤامرة دولية تشترك فيها كافة الدول العظمى، خدمةً لمصالحهم وأجنداتهم الاستعمارية التي هي ضد أجندات الشعوب.
وتابع: “إن المطلوب اليوم من المجتمع الدولي، هو التحرك فوراً والضغط على الفاشية التركية لإطلاق سراح القائد عبدالله أوجلان، وذلك لأن ما يتعرّض له القائد من عزلة وتجريد، يتنافى مع كل القيم والعهود الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان وحقوق المعتقلين، القائد عبد أوجلان اليوم مُجرد من حقوقه المشروعة، تلك الحقوق التي يكفلها له القانون الدولي الذي تخترقه الفاشية التركية في كل لحظة”.
عضو مجلس بلدة القرمانية، عبد الباقي سلو، أنهى حديثه قائلاً: “أقل إجراء يمكن أن يُتخذ بحق الفاشية التركية، ممثلة بالفاشي أردوغان، هو تقديمه للمحاكم الدولية لينال جزاء ما اقترفت يداه من مجازر دموية، وتجريد وحشي بحق معتقلي الرأي وفي مقدمتهم القائد عبدالله أوجلان”.
