سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الدولة العميقة والذئاب الرمادية ودورها في السياسة التركيّة

محمود العطية/ سياسي_

سقوط الخلافة العثمانية كان مدويّاً في المنطقة والعالم، ولما سقط الرجل المريض ورثته بريطانيا وفرنسا في المنطقة، إضافة إلى استقلال عدد من دول البلقان. وما من شك، فالسياسة التركية المعاصرة تعاني من تناقضات حادة جعلت حزب العدالة والتنمية يعاني كثيراً جرائها داخلياً وخارجياً، أما داخلياً فالانشقاقات تتزايد في صفوف الحزب ورموزه وأما خارجياً لم تعد تعرف، أين تتجه بوصلتها، فبالإضافة إلى كونها عضو بحلف الأطلسي فأنها تطمح للانضمام للاتحاد الأوروبي من جهة لكنها فشلت في ذلك لاعتبارات تتعلق بشراء صواريخ أس 400 من روسيا وتسعى لتطوير العلاقات معها من جهة أخرى؟
خسرت تركيا في المنطقة كل تحالفاتها ولم يبقَ لها إلا إيران وقطر وهي تعلم أن المشروع الإيراني يناقض مشروعها التوسعي الخاص بها، ومن الواضح أنه ينبغي تذليل الغموض الذي يلحق الطرح والتسويق لمصطلحي الدولة العميقة والذئاب الرمادية فما هذه المصطلحات؟ وما علاقتها بالدولة التركية؟ وما مدى تأثيرها على سياسات الدولة التركية؟
الدولة العميقة؛ المفهوم والأهداف 
الدولة العميقة بتركيا هي مجموعة من التحالفات النافذة المناهضة للديمقراطية داخل النظام السياسي التركي وتتكون من (عناصر رفيعة المستوى داخل أجهزة المخابرات والقوات المسلحة والقضاء والأمن والمافيا) ويمكن اعتبارها كدولة داخل دولة. الأجندة السياسية للدولة العميقة تتضمن الولاء للقومية والنقابوية وما تراه هذه الجماعات لصالحهم.
يمكن القول بإن العنف ووسائل الضغط الأخرى تم توظيفها تاريخياً بطريقة سرية في الأغلب للتأثير على النخب السياسية والاقتصادية لضمان انتهاج سياسات تحقق مصالح معينة ضمن الإطار الديمقراطي ظاهرياً لخريطة القوى السياسية. الرئيس الأسبق سليمان دميرل، يقول: “إن النخب (التي يسيطر عليها العسكر) التي تكون الدولة العميقة، وتعمل على الحفاظ على المصالح الوطنية، يشكله إيمان متجذر، يعود إلى سقوط الدولة العثمانية، بأن البلد هو دوماً على حافة هاوية ما”. ويؤكد رئيس الوزراء الأسبق بولند أجاويد: “إن تنوع الآراء يعكس عدم وجود اتفاق على ماهية الدولة العميقة”.
أحد التفسيرات هو أن الدولة العميقة ليست تحالفاً لأنها مجموع عدة مجموعات تعمل ضد بعضها البعض في الكواليس، كلٌ منها يسعى لتنفيذ الأجندة الخاصة به وهي بذلك تناهض مفهوم الدولة المنسجمة، أي الدولة التي يسود فيها الاعتراف بحق الاختلاف واحترام خيار الناس في شكل القيادة التي تسوسهم ويتم حل الخلافات فيها بقوة الإقناع  أو القانون لا بقوة السلاح بالإضافة إلى أن الشرعية شكل من أشكال القوة لأنها تكسب المجتمع تلاحماً ومنعةً ضد الأعداء، ومصطلح الدولة العميقة يُروج في تركيا منذ فترة حكم أجاويد كرئيس وزراء في السبعينات بعد إعلانه عن وجود فرع تركي لعملية غلاديو المناهض لحرب العصابات.
الذئاب الرمادية؛ التأسيس والتسمية والأهداف
أما الذئاب الرمادية فيعود تأسيس هذه الجماعة إلى ألب أرسلان توركش 1917- 1997وهو عقيد سابق بالجيش التركي شارك في دورات عديدة عسكرية بالولايات المتحدة الأمريكية وبلدان  أخرى، ونال الاختصاص في الذرة النووية من ألمانيا الاتحادية. شارك توركش المولود في نيقوسيا بقبرص في انقلاب عام 1960 وهو أول الانقلاب عسكري في تركيا ضد الحكومة المنتخبة لحزب الديمقراطية بزعامة عدنان مندريس الذي أُعدم شنقاً مع اثنين من أعضاء مجلس وزرائه في 17 سبتمبر/ أيلول 1961 وأصبح ألب أرسلان لاحقاً أحد السياسيين الأتراك، كما وأسس حزب الحركة القومية في عام 1969 وبقي زعيماً للحزب حتى وفاته في 4 أبريل/ نيسان 1997واُنتخب توركش مرتين نائباً في البرلمان التركي؛ الأولى في عام 1965 عن ولاية أضنة، والثانية عن أنقرة 1969 كما شغل منصب نائب رئيس الوزراء مرة واحدة. ألّف أرسلان نحو أربعة كتب تنطلق جميعها من رؤيته القومية وتدعو إلى وحدة الأتراك في العالم. أما عن سبب التسمية، وقبل إيضاحي سبب التسمية أحب أن أوضح أن لهم اسم ثانٍ وهو (الشباب الشمالي) لكن التسمية الأولى الذئاب الرمادية هي الأشهر التي تعود لأسطورة قديمة تتحدث عن حرب إبادة تعرض لها الترك ولم ينجُ منها سوى طفل واحد اضطر للزواج بذئبة وأنجب منها اثني عشر شخصاً أعادوا بناء القبائل التركيّة.
لا شك أن أعضاء وأنصار جماعة الذئاب الرمادية الإرهابية لهم طريقة في رفع شعارهم وهي ضم أطراف أصابع الإبهام والوسطى والبنصر ورفع كلاً  من السباب والخنصر على شكل يشبه رأس الذئب. في عام 2018 رفع أردوغان هذا الشعار في تجمع لأنصاره وبعدها احتج واعترض على قيام فرنسا بحظر هذا التنظيم الإرهابي وكأنما هذا الحظر موجه له شخصياً فما الذي يجمع الذئاب الرمادية بالعثمانيين الجدد (أردوغان وتياره) مع منظمة الذئاب الرمادية؟ تكمن الإجابة في التعصب القومي للنوع التركي!
العثمانية البائدة
المتأمل لسياسات وأنظمة الإمبراطورية العثمانية البائدة يُدرك بسهولة أنها لم تأخذ من الإسلام سوى ما يفيد السلطة الحاكمة كتحصين ديني لشخص السلطان وإعطائه السلطة المطلقة والطاعة ودعاية دينية للحملات الحربية أو فتاوى دعائية ضد هذا أو ذاك ممن تنشأ خصومة بينه وبين العثمانيين أما حقيقة روح الإسلام كدين ورسالته الأساسية هي خلق تعايش إنساني مشترك فلم تكن من سياسات العثمانيين الذين لم يؤمنوا بتعايش أو حياة إلا لو كان خضوعاً لهم بمعنى أكثر اختصاراً. الصبغة الإسلامية للدولة العثمانية لم تكن سوى وسيلة من وسائل آل عثمان لتحقيق فكرتهم عن تفوق عرق الترك وإخضاعهم جميعاً ولذلك شهد القرن الأخير من عمر الدولة العثمانية انتفاضة أثنيات وعرقيات مختلفة على هذا التعالي العرقي على أعراق كاليونان والعرب والأكراد والأرمن وغيرهم.
فشلت المحاولات البائسة لمواجهة تلك الانتفاضة القوية التي ما لبثت أن تحولت لثورات وكانت المحاولات من جهتين؛ الأولى محاولات السلطان عبد الحميد الثاني توظيف فكرة الجامعة الإسلامية والخلافة لإيقاف الطوفان الجارف أما الجهة الثانية فهي محاولة القومويين استخدام نزعة الطورانية والدعوة لتجميع أبناء العرق التركي في كتلة واحدة وفرض التتريك بالقوة كانت الدولة العثمانية تتلاعب بفكرة الدولة الإسلامية لتخدم في الحقيقة فكرة التفوق التركي فليس من الغريب أن يتبنى العثمانيون الجدد نفس المنهج، لذلك برعوا في استخدام العصابات لتحقيق أهدافهم، فمنظمة الذئاب الرمادية لها تاريخ في إقحام نفسها في أي صراعات بها طرف تركي الجنس ضد طرف آخر. في قبرص حاربوا إلى جانب الدولة التركية، وفي الصين أعلنوا مساندة الإيغور ذوي الأصول التركية، وفي ليبيا دعموا بذريعة وجود ليبين من أصول تركية، وفي حرب الشيشان دعموا الطرف الشيشاني زعماً لارتباطهم عرقياً بهم. أما في سورية ظهرت دلائل لتنسيقهم مع تركمان سورية وكذلك في شبه جزيرة القرم، هذه غير أنشطتهم الإرهابية في أوروبا كمهاجمة مسيرة  للأرمن في فرنسا وكتابتهم عبارات عدائية على نصب تذكاري أرميني وهي نفس سياسة العثمانيين الجدد الذين يدعمون تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر ويتدخّلون عسكرياً لدعم تنظيمات إرهابية مماثلة في سوريا وليبيا محاولين خلق طابور خامس داعم لهم باستغلال العاطفة والدين و(نوستالجيا الخلافة).
إن فكرة إيجاد ذريعة للتدخّل هي مشتركة فكلاهما يستخدم حصان طروادة (لتحقيق أهدافه بل أن تنظيم الذئاب الرمادية الإرهابي كان أكثر صراحة في إعلانه أنه صاحب انتماءات عرقية بينما نظام أردوغان في العثمانيين الجدد يخفون تعصبهم العرقي خلف ستار ديني ثقيل ولذلك فالذئاب الرمادية مرتبطة ارتباط وثيق مع العثمانيين الجدد خاصةً بعد محاولة الانقلاب الفاشلة 2016 التي  أعقبها تحالف بين أردوغان وحزب الحركة القومية التركي الذي يمثل الذئاب الرمادية ذراعه العسكري. يحاول أردوغان كسب مرتزقة جدد يشاركونه الرؤية القومية فضلاً عن إمكانيه توظيفهم لتنفيذ مهام لصالحه داخل أوروبا نفسها حيث تدّعي الذئاب الرمادية وجود مئات الآلاف من أنصارهم بين المهاجرين في أوروبا مع إمكانية التنصل من الارتباط بهم رسمياً وقد صرّح بالفعل رداً على فرنسا بأنه لا يوجد ما يُدعى بتنظيم الذئاب الرمادية والتنظيم الإرهابي هذا يستفيد من الارتباط  بنظام دولة كامل بماله من إمكانيات تسليحية وتمويلية واستخباراتية وليس تنظيم الذئاب الرمادية بأول تنظيم إرهابي يدعمه هؤلاء!

العثمانيون الجدد
الأتراك العثمانيون الجدد والذئاب الرمادية يجمعهم الحقد ضد كل المكونات العرقية، فالاندفاع الجنوني نحو العنف تجاه الكرد من قبل الدولة التركية يُثبت أن أحقاد التاريخ يمكن أن تؤثر في الواقع حين تعجز الأنظمة السياسية عن إعادة تعريف هويتها الجامعة في ظل تغييرات دولية كبرى. لا يمكن فهم هذه العنف التركي المبالغ فيه تجاه مشروع الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا واندفاع تركيا لاحتلال أجزاء كبيرة من سوريا إلا باستحضار معضلة تركية قديمة وهي الهلع التركي من التنوع العرقي أو الديني أو المذهبي للشعب التركي والسعي التاريخي الدائم لجعل القومية التركية هي الحاكم المطلق الذي يشكل هوية الدولة التركية.
مع هذا العداء المستحكم والحقد التاريخي التركي ضد الكرد لدرجة أن الجيش التركي استخدم الأسلحة المحرمة دولياً في مهاجمة الكرد السوريين والسعي بالقوة العسكرية لتغيير التركيبة الديموغرافية واستخدامهم للمسيرات لقتل روح المقاومة واستهداف النساء والأطفال وفي امتداد للإمبراطورية العثمانية لا يبدو أن الدولة التركية تمتلك قدرة على التعامل مع الاختلاف إلا بالعنف والاستعداد الدائم لارتكاب المجازر والمذابح فمن يستحضر تعامل العثمانيين ومذابحهم للأرمن ومذابحهم لليونانيين وغيرهم ويقارن ذلك بتعامل الدولة التركية مع بقيه المكونات لا يكاد يجد فوارق تُذكر؟
أما الموقف من مرتزقة داعش الإرهابي في سوريا يشكل أحد أكبر الفوارق بين موقف تركيا وموقف الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ففي حين اختارت تركيا أردوغان أن تتصالح مع داعش وأن تبني علاقات واسعة مع مقاتليه اقتصادياً وسياسياً اختارت الإدارة الذاتية محاربة المرتزقة ومعاداتهم وكان لها دوراً بارزاً جداً في التحالف الدولي ضد داعش وصولاً لدورهم في مقتل خليفة المرتزقة الإرهابيين المزعوم أبو بكر البغدادي.
لن تجد تركيا مخرجاً لنفسها ولمحيطها ولم تكن قادرة على بناء هوية وطنية جامعة تتخلى عن مخاوف التاريخ ولن تخرج من هذا النفق المظلم ما لم تكن قادرة على بناء هوية وطنية جامعة تتخلى عن مخاوف التاريخ وإعاقته من خلال تبنّي مستقبلاً واعداً لجميع مكوناتها وتطلق سراح المفكر الأممي (عبد الله أوجلان) الذي ينادي بالأمة الديمقراطية وحرية الشعوب، وكل ما تأخرت تركيا بذلك وقعت في مزيد من التناقضات ومزيد من العنف غير المبرر.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle