سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الإعلام التركيّ… أداة تمجيدِ السلطةِ وتبرير سياستها

محمد الجعابي_

لا وجودَ للإعلامِ بالمعنى الدقيقِ للكلمةِ في تركيا، في ظلِّ سلطة العدالة والتنمية، بل هو أحدُ أدواتِ السلطةِ القائمة التي تسيطرُ على معظمِ وسائل الإعلام وتمارسُ الضغطَ والترهيبَ على باقي المنصاتِ الإعلاميّة المستقلة أو المعارضة وتغلقها وتعتقل الصحفيين، كما تلاحق مواقع التواصل الاجتماعيّ أيضاً وتتعقّب المنشورات وتحجب الكثيرَ من المواقعِ وتمنع المواطنين من الوصول إليها، لتحتكر بنفسها المعلومة. وبذلك تُوصف تركيا بأنها جحيم الصحافة. إذ تحتل مرتبة متأخرة جدًّا في قوائم الحريات.
ترتيبٌ متأخرٌ في حرّيةِ الصحافةِ
وفق تقارير المنظمات الدولية المعنية، يتم تصنيف تركيا، بأكبر سجن للصحفيين في العالم، ومؤخراً تم تصنيف تركيا حسب (منظمة صحافيون بلا حدود) بالمركز 149من أصل 180دولة عام 2022، بعدما كانت في المركز 153من أصل180 في العام الماضي 2021، كذلك تشير تقارير المنظمة إلى أنَّ 90% من وسائل الإعلام في تركيا تقع تحت سيطرة السلطة، أو مملوكة لرجال أعمال مقربين منها، وتشير استطلاعات، إلى أنّه خلال السنوات الخمس الأخيرة، بدأت أنظار المواطنين الأتراك تتوجه إلى وسائل الإعلام الناقدة، والمستقلة، بالإضافة لوسائل الإعلام الدوليّة الناطقة باللغة التركيّة لمتابعة الأخبار المتعلقة بالأزمة الاقتصاديّة، والسياسيّة، ومعرفة أثرها الحقيقيّ بالواقع التركيّ؛ لشكوكهم بمصداقيّة وسائل الإعلام المحليّة التي تسيطر عليها الدولة التركية.
وفي عام 2021، أصدرت “منظمة العفو الدوليّة” تقريراً انتقدت فيه انتهاكات السلطات التركيّة لحرية التعبير في البلاد، وملاحقة الصحفيين الأتراك بسبب آرائهم.
ويمارس القضاء التركيّ رقابة مشددة على المقالات، والمحتوى، الذي يتم نشره على المواقع، والصحف الإلكترونيّة، التي تسلط الضوء على الفساد، ويتم معاقبة الصحفيين المخالفين، كما تمارس السلطات التركية ضغطاً مالياً إلى جانب الضغط القضائي، والرقابي من خلال منح التراخيص لإنشاء وسائل الإعلام لرجال أعمال، ومستثمرين مقربين من السلطة، ومحسوبين عليها، وتشجيع الشركات الإعلانيّة على دعمهم بالإعلانات، والإعانات، بينما تلجأ بالمقابل إلى حجب الدعم، والتمويل، والإعلانات عن وسائل الإعلام الناقدة، والمعارضة، ويتم فرض غرامات تعجيزيّة، تدفع بعضها إلى تخفيض عدد صحفيّيها، وعدد صفحاتها الورقيّة لتخفيض النفقات، وقد يصل بعضها إلى حد الإغلاق.

محاكمةُ صحفيين وإغلاقُ مؤسساتٍ إعلاميّةٍ
في عام 2020 كانون الأول تم الحكم غيابيّاً على الصحفيّ التركيّ جان دوندار بالسجن 27عاماً وستة أشهر بتهمة التجسس، ودعم منظمة إرهابية؛ لأنه مُنفى في ألمانيا منذ عام 2016 بعد تعرضه لمحاولة اغتيال، بسبب نشره مقالاً عن تزويد الجماعات الإسلاميّة في سوريا بالسلاح، وتوعّد أردوغان حينها صاحب المقال، أنّه سيدفع الثمن باهظاً، وأضاف، أنّه لن يدع هذا الأمر يمر دون عقاب.
فخلال فترة حكم أردوغان، التي بدأت في شهر آب 2014 تمّ الحكم على 63 صحافيّاً بالمادة 299 من قانون العقوبات التركيّ، بتهمة إهانة رئيس الدولة، كما تتم في فترة حكمه محاكمة الصحفيين وفق قانون الإرهاب، أو الانتماء إلى منظمةٍ محظورة، أو دعمها، كما يُحاكم الصحافيون اقتصاديّاً وفقاً لقانون البنوك، وقانون رأس المال.
 وبسبب الإجراءات الممارسة في العملِ الصحفيّ اضطر 160 منبرٍ إعلاميّ للتوقف عن العمل؛ وكذلك بسبب إجراءات الطوارئ بعد محاولة انقلاب 2016م أُغلقت المؤسسات التي تُتهم بتأييدها لحركة غولن، ولوحقت تلك الموالية للكرد في تركيا، وبلغ عدد المقالات، التي طالتها الرقابة في عام 2020 (1358) بقرارٍ قضائيّ بناءً على طلب أردوغان، والشخصيات المقرّبة منه مثل ابنه بلال، وصهره بيران البيرق، وتم فصل 3436 صحفيّ من عملهم.
وفي عام 2020 تمت محاكمة ستة صحفيين أتراك، والحكم عليهم بالسجن عشر سنوات، واتهامهم بالكشف عن وثائق سريّة متعلقة بمقتل عناصر استخبارات تركيّة في ليبيا، ونشر تغطية خاصة لجنازاتهم وكشف هوياتهم، وكشف تقرير (مبادرة الصحافة قيد الاعتقال) عام 2021عن وجود 42 صحفيّاً قيد الاعتقال خلف القضبان، أيضاً أكّد تقرير (حرية الصحافة) مثول 79 صحفيّاً عام2021م أمام القضاء، وحُكِم في العام نفسه على ثمانية صحفيين بالسجن 24 عاماً وثلاثة أشهر، بالإضافة للغرامات الماليّة، ولم تنتهِ الملاحقة التركيّة في سلسلة الاعتقالات والانتهاكات بحق الصحفيين إلى هذا الحد، بل تقوم أيضاً بملاحقة واعتقال الصحفيين من مختلف الوكالات العاملة في تركيا، واعتقلت عشرين صحفيّاً وصحفية تابعين لوكالة jin news ووكالة دجلة، وميزوبوتاميا، وصحيفة خويبون، وجمعية دجلة، وفرات، والعاملين على مطبوعات pel u piya.
حملة إعلاميّة تُركز على عام 2023
بعد سقوطِ الدولةِ العثمانيّةِ، تأسست الدولة التركية الحديثة، على يد مصطفى كمال أتاتورك الذي يلقب أباً للأتراك، واضطر للإقرار بالتنازل عن معظم الأراضي التي تحتلها الدولة العثمانيّة، بموجب معاهدة لوزان في 24/7/ 1923. والعام القادم 2023 يتوافق مع مئوية هذه الاتفاقية، والتي يروّج أردوغان وإعلامه على انتهاء صلاحيتها.
الحقيقة أنّ حزيران 2023 سيكون موعداً للامتحان الانتخابيّ الذي سيحدد مصير أردوغان وحزب العدالة والتنمية بعد أثر من عقدين في السلطة، ولكن أردوغان يربط بين مصير البلاد وبقائه في السلطة، ويعد الأتراك بالتحولات التاريخيّة الكبيرة، ويسخر لترويج هذه الفكرة كل وسائل الإعلام التركيّة، ليدفع الناخب التركيّ للتصويت لصالح بقائه.
في الوقت نفسه يواصل نظام أردوغان مهاجمة الصحفيين للتعتيم على الأزمة في الاقتصاد والديمقراطيّة وغياب الحريات، ويعمل على ترميم شعبيته المنهارة، رغم سيطرته على وسائل الإعلام، وملاحقة الصحفيين، وممارسته الرقابة المشددة على الإنترنت، واستخدامه القضاء كأداة للضغط على الصحفيين، إلا أنّه لم يستطع أن يستعيدَ شعبيته المفقودة؛ بسبب النتائج الكارثيّة لسياساته على الداخل التركيّ والتي لم تعد خافيةً على أحد ويعيشها المواطن التركيّ، ويلاحظ نتائجها في كلّ جزئيّة من تفاصيل حياته اليوميّة.
من هنا يريد أردوغان اللعب على هذه المسألة وتصوير نفسه بأنّه باني تاريخ تركيا الحديث، وفي عهده ستنتهي مفاعيل معاهدة الخضوع، والتبعية للغرب (اتفاقية لوزان)، ولذلك يركّز كلّ جهده لاستغلال المرحلة التي ستلي انتهاء مفعول معاهدة لوزان، من خلال إنشاء ممر مائيّ بين بحر مرمرة والبحر الأسود لتحصيلِ الرسوم، والضرائب من السفن التي سوف تمر من خلاله، وتشجيع عمليات التنقيب عن النفط، والغاز ضمن الأراضي التركيّة وفي المياه الإقليميّة.
 ويفاخر أردوغان باستمرار بأنّه أعاد هوية تركيا الإسلاميّة، ومجابهته للنهج العلمانيّ الذي فرضته الدول الغربية على تركيا عبر اتفاقية لوزان، كما يحاول تصوير نفسه ليس نداً لأتاتورك الذي فرّط بهيبةِ الدولة التركيّة وغيّر هويتها، بل يتجاوز أتاتورك نفسه، وأنّه أعاد بعد قرنٍ كاملٍ هيبة الدولة التركيّة وقوتها، ويربط كل ذلك بالأجندة الانتخابيّة.

دور الإعلام التركيّ في تبرير التدخّل في سوريا
سعت تركيا منذ بداية تدخلها في سوريا، وبالتالي احتلالها بعض المناطق السوريّة المحاذية لتركيا، الترويج بأنَّ تدخّلها جاء استجابةً للحاجة الملحّة لحمايةِ أمنها القوميّ، من خطر الإرهاب، وتحديداً وحدات حماية الشعب الكرديّة، وقلقها من قيام الإدارة الذاتيّة في شمال وشرق سوريا، وقد بررت وزارة الخارجيّة التركيّة تدخلها في عفرين، واحتلالها عام 2018م، وزعمت أنّ الجانب التركيّ قد تعرض لنحو 700 هجوم من منطقة عفرين وحدها، وهذا الحجم ليس مبالغ فيه وحسب بل لا أساس له من الصحة، وقد نفت وحدات حماية الشعب حينها الادعاءات التركيّة بشدة، وتشير التقارير الإعلاميّة وقتها إلى تعرض منطقة عفرين للعديد من الاعتداءات التركيّة، التي راح ضحيتها مدنيون أبرياء، وقد عمدت أنقرة إلى استخدام عملائها لفبركة هذا الواقع، لتكون ذرائع تبرر احتلالها لعفرين، وتكرر استخدام الذرائع نفسها لاحتلال باقي المناطق المحتلة.
التأكيد التركيّ إعلاميّاً على أنّ قوات سوريا الديمقراطية تشكلُ تهديداً للأمنِ القوميّ التركيّ، هو من نسج الخيال التركيّ، فهذه القوات ومنذ تأسيسها كانت منشغلة وحتى اليوم في محاربة الإرهاب والجبهات التي خاضت فيها المعارك معلومة بدأت في كوباني ومن ثم منبج والطبقة والرقة وريفي الرقة ودير الزور، ولم تعتبر المناطق الحدود مع تركيا جبهات لها، فيما تؤكد التقارير الإعلاميّة والحقوقيّة العلاقة الوثيقة بين الحكومة التركيّة ومرتزقة “داعش”، وهي منخرطة في ممارسة الإرهاب وتدعمه بصورٍ عديدةٍ، وتواصل دعم “هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة سابقاً، التي تعد فرع القاعدة في سوريا، وتعمل على تعويمها وقامت بإدخالها إلى عفرين المحتلة.
المناطق الآمنة
يروّج الإعلام التركيّ لمصطلحي “المناطق الآمنة أو المحررة”، وهذان المصطلحان لا وجود لهما إلا في الإعلام التركيّ، وذلك في تزوير فاضح لحقيقة الاحتلال التركيّ لتلك المناطق، وتطلق هذه التسميات على المناطق التي احتلتها تركيا في عفرين وسري كانيه، وكري سبي/ تل أبيض، وذلك في تزوير فاضح لحقيقةِ الاحتلالِ وتعتيم على الحجم الهائل للانتهاكات المرتكبة في هذه المناطق أقلها التهجير القسريّ التغيير الديمغرافيّ وعمليات الاختطاف وفرض الإتاوات والفديات الاختطاف وانتزاع الملكيات وأعمال السلب والنهب وصولاً لجرائم القتل.
التعريف التركيّ للمنطقة الآمنة لا يتصل أبداً بحماية المدنيين في مناطق الصراع المسلح، وتُعرّف منظمة هيومن رايتس ووتش المناطق الآمنة، أنّها مناطق تتوافق عليها الأطراف المتصارعة في نزاع ما، وتمتنع القوات المقاتلة عن دخولها، أو شنِّ هجمات عليها.
الأدوات التي استخدمتها أنقرة لإنشاء ما سمته مناطق آمنة غير مؤهلة أبداً لذلك، والمرتزقة منخرطون في الاقتتال الفصائليّ وتحويل المناطق السكنيّة إلى ساحات معارك بسبب خلافاتها على الغنائم والأسلاب، وآخرها ما شهدته عفرين المحتلة من اشتباكات عنيفة.
كذبة دعم اللاجئين السوريين
تروّج الدولة التركية عبر وسائلها الإعلاميّة، لحجم أعداد اللاجئين السوريين الموجودين في تركيا، وحجم الدعم، الذي تتكفل بتقديمه لهم، لكن هذه الدعاية تخالف الحقيقة تماماً، وتنطوي على الكثير من المبالغة، وذلك لتقدّم نفسها للرأي العام العالميّ، أنّها الحامي الأساسيّ للاجئين السوريين، وتتحمل العبء الأكبر في مهمة رعايتهم وحمايتهم، وأنّه ينبغي على العالم تقديم الدعم، والمساعدة لتحمّلِ هذا العبء.
وقد سعت تركيا لتحقيق أهداف ومكاسب عدة من خلال استغلالها، وترويجها لهذا الملف، مثل ابتزاز المجتمع الدوليّ، وأوروبا بالتحديد؛ للحصول على الدعم الماليّ والسياسيّ، وبادرت إلى عقد اتفاق مع الاتحاد الأوربي في 18/3/2016، وحصلت على دعم ماليّ كبيرٍ بموجبه، ولا تنفك أنقرة تهدد بفتح المجالِ لموجات الهجرةِ الجماعيّة باتجاه أوروبا، يتم الترويج لها عبر وسائل الإعلام، وحسابات وسائل التواصل الاجتماعيّ، التي تُشرف عليها السلطات التركية.
في سياق آخر يتم استخدام ملف اللاجئين لتبرير تدخّل تركيا في الشأن السوريّ الداخليّ، واحتلالها العديد من المناطق المحاذية لتركيا، ويتم الترويج للمناطق، التي تحتلها تركيا، بأنّها محررة آمنة، لإنشاء البؤر الاستيطانيّة فيها لتوطين اللاجئين السوريين بتركيا فيها، ليكون ذلك غطاءً لعمليات التطهير العرقيّ والتغيير الديمغرافيّ، في الوقت نفسه توهم الداخل التركيّ بأنّ تلك العمليات تستهدف حل مشكلة اللاجئين السوريين على أراضيها بعد زيادة الرفض التركيّ لوجود السورين وارتفاع نبرة خطاب الكراهية ووقوع عشرات الجرائم والتعديات.
ومن الوجوه التي تستثمر فيها أنقرة ملف اللاجئين السوريين على أراضيها أنّها جعلته أحد بنود الأساسية في المباحثات الأمنيّة مع حكومة دمشق، واستخدامهم ورقة مساومة للتطبيع معها.
إعلام تحت المراقبة والوصاية
الصحافة التركيّة في الأساس نشأت في كنفِ الدولة العثمانيّة، ومنذ نشأتها كانت وماتزال مهمتها تمجيدُ السلطةِ، والدفاعُ عنها وتبرير سياساتها، وتزوير الحقائق وفق مقتضياتِ الحاجة، وبالمجمل يمكنُ وصفها بأنّها إعلام تحت الوصاية، وتخضع وسائل الإعلام التركية إلى حدٍّ كبير للسيطرة المباشرة أو غير المباشرة للحكومة، وتسخّر أربع أدوات للتحكم بقطاع الإعلام، وهي: “مديرية الاتصالات”، و”المجلس الأعلى للراديو والتلفزيون”، و”هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات”، و”هيئة الإعلانات الحكومية”.
في 29/7/2020، أقرَّ البرلمان قانوناً فرض ضوابط أكثر صرامة على مواقع تويتر وفيسبوك ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، وفي 18/9/2020 أعلنت الرئاسة التركية عن تأسيسِ ما سمّته “وحدة مكافحة محاولات التلاعب والتضليل”، التي من شأنها تكذيب محتوى التقارير الإخباريّة والحقوقية الناقدة لسياسات الرئيس التركيّ أردوغان، والمقصود بمعلومات مضللة هو أيّ انتقادٍ لأداء الحكومة وسياستها. كما تم تشديد الرقابة على مضمون المادة الإعلاميّة المنشورة على شبكة الإنترنت مراراً وتكراراً. وفي آخر حدث على سبيل المثال، عمدت السلطات التركيّة بعد التفجير الذي وقع في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم بمدينة إسطنبول بعد ظهر الأحد 13/11/2022، إلى قطع شبكة الإنترنت عن كلِّ البلاد، لتحتكر الخبر وتُسوّقه وفق أجندتها.
في 13/10/2022 أقرَّ البرلمان التركيّ قانوناً مثيراً للجدل حول الإعلام، اقترحه الرئيس أردوغان يقضي بسجن الصحفيين ومستخدمي وسائل التواصل الاجتماعيّ، بتهمة نشرهم معلومات كاذبة أو مضللة، لمدة تصل إلى ثلاث سنوات.
وفي إجراء سابقٍ استهدف الإعلام المعارض وقع الرئيس التركيّ أردوغان في 29/1/2022، توجيهاً نُشر في الجريدة الرسميّة قال فيه إنّه سيتم اتخاذ “الإجراءات الضرورية” ضد “المحتوى الضار” في “الصحافة المكتوبة والمادة الإعلامية الشفويّة والمرئية”.
ولم يتم تسمية هذه المواد على وجه التحديد، ليبقى تأويلها فضفاضاً، ويستهدف كلّ المسائل التي تتعارض مع توجهات السلطة، ودعا أردوغان السلطات إلى اتخاذ “إجراءات قانونية” لمحاربة “الآثار المدمرة” لبعض مضامين وسائل الإعلام، بدون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle