No Result
View All Result
المشاهدات 1
عبد الله محمد السبب_
منذ وعينا على حياة الكتابة والكُتّابِ والكتب، منذ ألف باء الدرس العربي الأول (مع حمد قلم وورق)؛ ليكبر فينا «حَمَد»، ويقوى قلمه، ويزرقّ حبره، وتتسع أوراقه، وتتعدد حروفه وكلماته ومَلَكاته وملكوته؛ ليصل بنا المطاف إلى أبجدية المعارض العارضة لبضائع الثقافة والعلم والمعرفة، بلغاتها كافة، وبصورها وفصولها وأصولها كافة، منذ معرض الكتاب الأول بنادي الرمس الرياضي الثقافي، في سبعينات القرن العشرين، مروراً بمعرض الشارقة الدولي للكتاب، ومعرض أبوظبي الدولي للكتاب، ومعرض رأس الخيمة للكتاب، ومعرض العين للكتاب، ومعرض الكتاب الإماراتي، ومعارض ومعارض، ومعارض، ونحن في شغف دائم للكتاب بلغاته وشؤونه وشجونه كافة، وثقافة شعوب وأمم من أقطار القارات كافة.
(الكتاب ليس فقط صديقاً، بل يصنع لكَ أصدقاء)، هكذا يهمس في أذننا «هنري ميللر»، وهكذا نذهب بحواسنا كافة إلى معارض الكتب للالتقاء بأصدقائنا الكُتب، وأصدقائنا الكُتّاب، ورفيقة أذهاننا الكتابة، وحين لا يسعنا الوقت، أو لا تتوافق ظروفنا مع ظروف المعارض وبضائعها، بما يمنعنا من الذهاب مباشرة إلى معارض الكتب في مختلف الخرائط الجغرافية، القريبة منها والبعيدة بُعد الثرى عن الثريا؛ فإننا نذهب إلى الجريدة المتجردة من كل انحياز، ففي الجرائد تنصِبُ معارض الكتب خيامها، وتحل ضيفة عزيزة على صفحاتها، فنظفر بثمار العلم والمعرفة، في مختلف الفنون والآداب والعلوم، ونتعرّف إلى كتب وكُتّاب وكتابات، ونجد شيئاً من ضالتنا في تلك الجرائد، لا سيما الورقية منها التي تشملنا بدفء أحبارها، وعبير حروفها، وتجمعنا بأصدقاء الكتابة وزملاء الموهبة الإبداعية الحقيقية.
هكذا هي صلتنا الحقيقية بالكتب الحقيقية، وبمعارض الكتب الحقيقية، وبالجرائد الحقيقية، وهكذا اليوم، ننتهز الفرصة الأولى للذهاب مباشرة إلى معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الحادية والأربعين؛ للالتقاء بزملاء النشر في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، للظفر بحصيلة صافية من إصدارات تُصدّر لنا إبداعات في مختلف الفنون والمعارف الأدبية، ونذهب إلى دار «العنوان» التي أحاطت «الضباب» القصصي القصي بالرعاية والأهمية التاريخية التوثيقية للمشهد القصصي التأسيسي الثمانيني لدولة الإمارات العربية المتحدة، وهكذا نجدد عزمنا على العناية بالكتاب، متى وأين وكيف كان، ونؤكد مقولة أستاذنا الأديب العبقري «عباس محمود العقاد – رحمه الله» حين وجّهنا بمقولته الثاقبة: (اقرأ كتاباً جيداً ثلاث مرات أنفع لك من أن تقرأ ثلاثة كتب جيدة لمرة واحدة).
هكذا هو موقفنا المعنوي والمعرفي مع الكتاب، ومع زملاء الكتابة، ومع الكتابة بأشكالها وألوانها وأجناسها وجنسياتها كافة، وهكذا نحمل أنفسنا وأنفاسنا للمضي قدماً نحو الشاعر العربي محمود درويش رحمه الله، في معرض الشارقة الدولي للكتاب، لنهمس في قلبه: (هذا صهيلك، والحصان بين جبلين)، ونشاطرك إذ نشاطرك، فها أنا أحنّ إلى خبز أمي كما أنت، ونقول كما يقول «إبراهام لنكولن»: (أعظم كتاب قرأته: أمي).
No Result
View All Result