No Result
View All Result
المشاهدات 1
محمد القادري_
لا شك أن أغلى ما يحب الإنسان هو الوطن، فهو الأرض التي يحبها ويعيش عليها، ولا يريد هجرانها والنزوح منها، ولا يهوى مغادرتها بأي حالة، يشتاق إليها حين هجرانها، ويألف بالقرب منها الأماكن، والبشر، وحينما أخرج أهل مكة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهجرته قبيلة قريش، قال: “اللهم إنهم أخرجوني من أحب البلاد إلي”؛ لذلك فإن الوطن مهم وغالٍ ومحبوب في المنظور الإسلامي، ومن الواجب الدفاع عنه، والحفاظ عليه، حيث، إنه واجب شرعي يقع على جميع أفراده، ولكن في ظروف قاسية وشديدة، لا يستطيع الإنسان البقاء على أرض وطنه، فيضطر للهجرة، حفاظاً على نفسه ودينه وعرضه، كما حصل في هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تنفيذاً لأمر الله سبحانه وتعالى، ” إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِىَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيْهِ”، وأمر الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين المغلوبين على أمرهم، والذين لا يستطيعون أن يجابهوا الكفار والمشركين، وأن يقيموا شعائر دينهم بالهجرة، حيث يقول: “إنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا” لذلك، فإن هجرة أهلنا من عفرين، ومن سري كانيه، بعد احتلالها من قبل العدو التركي، وسلبهم لحريتهم، ووطنهم، الذي ولدوا فيه، كان أمراً شرعياً، للحفاظ على أعراضهم ودمائهم ودينهم، وإن شاء الله سوف يكون النصر لشعبنا الكريم، كما انتصر الرسول صلى الله عليه وسلم ورجع الى مكة المكرمة، كذلك كل قوم أو شعب تم تهجيره، واحتلت أرضه سوف يعود؛ لأن النصر دائماً يكون حليفاً للحق.
No Result
View All Result