No Result
View All Result
المشاهدات 0
رجائي فايد_
كان من المقرر أن أستكمل الحديث عن (الفوضى الخلاقة) في الزاوية الثالثة والأخيرة، ولكن ما حدث في العراق من استكمال مفاجئ للرئاسات الثلاث (التشريعية ورئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة) وبقي أن يشكّل (السوداني) حكومته، وأن نجح في ذلك.
أعتقد أن هناك توافقاً بين كافة الكتل السياسية على كل شيء، باستثناء التيار الصدري الذي وصم تلك الحكومة التي لم يعلن عنها معتبراً إياها حكومة تبعية ميليشاوية، محذراً منتسبيه من الاشتراك في الحكومة، ملوحاً بعقوبة الطرد من التيار(الجنة الموعودة)، وورد في هذا البيان: “نشدد على رفضنا القاطع والواضح والصريح، لاشتراك أي من التابعين لنا ممن هم في الحكومات السابقة، أو الحالية أو ممن هم خارجها في هذه التشكيلة الحكومية التي يترأسها المرشح الحالي أو غيره من الوجوه القديمة أو التابعة للفاسـدين وسلطتهم”، وأضاف: “كل من يشترك في وزاراتها معهم ظلماً وعدواناً وعصياناً لأي سبب كان، فهو لا يمثلنا على الاطلاق بل نتبرأ منه إلى يوم الدين، ويعتبر مطروداً فوراً، وأن هناك محاولات من أجل إرضاء التيار وإسكات صوت المواطن، وأن هذه الحكومة التي لا تزال قيد التشكل بحكومة “تبعية ميليشاوية”، وأنها لم ولن تلبِ طموح الشعب العراقي، ولا تتوافق مع مبدأ المجرب لا يجرب”.
وبالرغم من أنني كنت أتمنى على الصدر أن يشارك بتياره المعادي للتغلغل الإيراني في الشأن العراقي، وكنت أراه حائط سد لذلك التغلغل ولكن موقفه الحالي جعل الساحة العراقية مستباحة لهذا التوغل، وفي نفس الوقت، أتذكر الهتاف العبقري للذين كانوا يطالبون بالتغيير (نريد وطن)، فالعراق مستقبله على المحك، إما أن يكون أو لا يكون، ونتمنى أن يكون لدى من انتخبوا لتلك المراكز القيادية المقدرة على تحقيق هذا الأمل (نريد وطن)، بدلاً من السراب الذي مازال قابعاً ومعشعشاً على مصير دولة العراق.
إن الاعتراض على كافة التوافقات التي تمت والتي بدونها قد يصبح العراق في نفق أشد ظلاماً، وبما يهدد ماضيه وحاضره ومستقبله حيث ينفرط عقد المواطنة الهشة التي اعتلتها الطائفية، (كما أشرنا سابقاً إلى أن العراق سينتقل من جغرافيته إلى حكايات تاريخية، تقول كان هنا حضارة ثم بادت بحماقة أهلها وتربص أعدائها).
برغم أن مقتدى الصدر، كان قد أعلن اعتزاله للعمل السياسي، ولكن بكلمته التي وجهها إلى مقتحمي قصر الرئاسة في انتهاكٍ واضح لكل ما تمليه قيم المواطنة، وهذه الكلمة الموجزة، والتي أطاعها المقتحمون، وامتثلوا لأوامره في بيوتهم في انتظار أوامر أخرى، ومعنى ذلك أن (الصدر) مازال صاحب الأمر والنهي في التيار الصدري، رغم إعلانه الاعتزال السياسي، فلديه وكلاء يأتمرون بأوامره ويوجهونها إلى منتمي ذلك التيار لتأخذ طريقها للتنفيذ.
ونحن نعلم تلك القوة الغوغائية في هذا التيار، فمعظمهم يعيشون في العشوائيات وعلب الصفيح وليس لديهم ما يخشون عليه، وأيديهم مشرعة على زناد التظاهر والعنف، وسيظل هذا التيار عقبة على طريق العمل السياسي، لذلك فبمجرد الإعلان عن نتيجة انتخاب (رشيد) لرئاسة الجمهورية (والسوداني) لرئاسة الوزراء، أصدر أحد وكلائه بياناً استباقياً شديد اللهجة معترضاً على كل شيء، ومهدداً كل من يشارك في تلك الحكومة (الفاسدة )، بعقابه وطرده من (الجنة الموعودة) التيار الصدري!، كما جاء في هذا البيان حيث وصم الجميع بالتبعية للخارج وكأن (تياره هو الوطني الأوحد)، ومن جديد نشدد على أمل المتظاهرين (نريد وطن).
No Result
View All Result