حرية أوجلان الجسدية ستضع النقاط على حروف الحل للأزمات في الشرق الأوسط

سوزدار وقاص_

ما يقارب 24 عاماً يعلو صوت السلام من أجل وجود الشعب الكردي والمنطقة في جزيرة إمرالي؛ الجزيرة المقاومة، لكن المخزي في الأمر أنه وأمام كل ما يجري من وضع المنطقة ووضع القائد لا يزال هناك صمت دولي من قبل المنظمات القانونية ولجنة مناهضة التعذيب CPT وحقوق الإنسان ومناديّ الحرية.

ما يجري في إمرالي من التجريد الشديد وخرق لقوانين ودساتير السجون والمعتقلين ومنع زيارة المحاميين وذوي المعتقلين يعتبر جريمة ضد الإنسانية وضد قائد وشخصية حرة تناضل وتكافح من أجل حقوق الشعوب كافةَ.

إن ما تمر بها المنطقة برمتها ويحدث فيها من أفظع الحروب إنما يتجه الآن إلى نوع آخر من الحروب وهي الحرب الأيديولوجية والفكرية التي جعلت المنطقة بيد العالم القوموي والرأسمالي وحقلاً للتجارب سببها الأول فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، وفق سياسة المصالح الأوليغارشية التي تُبنى على آمال الشعب.

بلا شك أن القائد عبد الله أوجلان أول مفكر حر يحتضن جميع الشعوب والمكونات والطوائف والأديان والمذاهب في المنطقة وداخل الشرق الأوسط بفكره وفلسفته وجعلهم يتماسكون مع بعضهم البعض، هذا الفكر الذي لطالما ينمو تصاعدياً منذ عشرات السنين رغم ضغوطات القوى العالمية والرأسمالية والقوموية. يمكن القول إن حقيقة هذا الفكر وفلسفة العصر استطاعا منح المجتمع حيويته وطاقته الخلّاقة ومنع تشتت المجتمع، إلى حدٍ يمكن اعتباره خارطة الطريق للقائد أوجلان على أوسع مدى كي يتخذونه قوة ومثال حل لهم وفي قضيتهم المصيرية.

إن ثورة روج آفا ومكتسباتها وقوتها ومقاومة شعبها ومكوناتها إنما دليل صريح على فلسفة الحياة التي يقودها القائد للعديد من الأطراف العالمية والشرق الأوسطية، وفي غضون سنوات الحرب المستمرة إلى اليوم استطاع الشعب بناء خاصيته بفكر أوجلاني من خلال مشروعه في الإدارة الذاتية الديمقراطية، أي بناء (الحياة في عمق الحرب)، لذا تُشدد الدولة التركية على التجريد تجاه القائد منذ أعوام عدة ومستمرة إلى اليوم لإبعاد الشعب عن قائده، ومن الواضح أن قوة العقل داخل إمرالي أكبر من التجريد بل أنه يتجدد هذا الكفاح بثورة الشعب وارتباطه بحركة الحرية الكردستانية.

من جهة أخرى يمكن ربط ما يجري اليوم في إمرالي بما يحصل في جبال كردستان من نيسان العام الماضي من هجمات الدولة التركيّة المحتلة التي زادت من حدتها خلال الأشهر المنصرمة بكل قواها وعتادها العسكري والكيماوي منها على مواقع تمركز مقاتلي ومقاتلات الكريلا، بالطبع ازدياد ثقله على جبال كردستان له معانٍ ورسائل، أي إن انتصرت الدولة التركية في جبال كردستان سيبقى باب إمرالي مغلقاً، لكن مقاتلونا يُسطّرون ملامح بطولية وفي زاب خصوصاً بتوجيه ضربات لعناصر وجيش المحتل التركي وهذا جواباً لتركيا التي تعيش هزائمها ووصلت في مراحلها الأخيرة ولم تستطع فيها التراجع ولو لخطوة إلى الوراء، لأنها لو تراجعت سيكون بمثابة الموت والمذلة لها، لذا فهي تكافح للنصر في هذه المرحلة.

للسجون قوانين وقواعد خاصة تتماشى مع المعتقلين، ولكل معتقل حقه الحر وفق مبادئ الدساتير لكن الدولة التركية إلى اليوم لم تفِ بهذه القواعد وتخالفها من الناحية الحقوقية والسياسية والإنسانية وحتى الأخلاقية، وما يشرعن ممارستها هو عمى وصم وبكم الدول العالمية، لكن على ما يبدو أن هذه الممارسات للدولة التركية من التجريد على إمرالي وهجماتها المكثفة على كردستان هي مكافحة لها للوصول بنفسها إلى لوزان الثاني للاستمرار في إبادة الشعب لكن العكس سيكون لوزان هو لوزان الذي ستتغير فيه القوانين ويزيل الحدود ويكون للشعب الكردي ويكون فشل لسياسية الإبادة.

من هذا المبدأ يتوجب على الجميع طرق باب العالم ليرى حقيقة إمرالي وما يجري هناك وبحق معتقلين آخرين، وتأكيد على أن حرية القائد عبد الله أوجلان الجسدية ستكون حلاً للمنطقة برمتها، أي بحريته سيضع النقاط على الحروف لحل عمق هذه الأزمة في الشرق الأوسط والعالم الذي لم يصل أحداً إلى الآن إلى الحل الشامل والأنسب الذي يتوافق مع الجميع، لذا نستطيع عبر طريق إمرالي وفكر القائد أوجلان أن نصل إلى حل لكل الخلافات العالمية وفي مقدمتها حلاً للشعب التركي.

في الأخير لا يسعنا إلا القول إن وجود وولادة القائد عبد الله أوجلان على هذه الأرض يُعدُّ حظاً وأملاً لجميع الشعوب والكردي خاصةً في الحفاظ على هويتهم وجعل القضية والمشروع المطروح متنفساً للجميع.