باستراتيجية جديدة مرتزقة داعش يكثّفون من نشاطهم في سوريا 

حسام الدخيل_

كثّف مرتزقة داعش في الآونة الأخيرة من عملياتهم داخل الأراضي السوريّة، بالإضافة إلى عمليات أخرى في العراق، ونفذ المرتزقة عدة عمليات اغتيال في المنطقة طالت أشخاص مدنيين وعسكريين، فضلاً عن تهديد عدد من الموظفين العاملين في الإدارة الذاتية بريفي دير الزور الشرقي والشمالي، من خلال إلصاق ملصقات ورقية دِوّنَ عليها عدد من أسماء الموظفين ورؤساء كومين في مدينة البصيرة شرق دير الزور وببلدة الصور في الريف الشمالي لدير الزور.

وأثارت الملصقات الورقية مخاوف الأهالي هناك من إعادة ظهور المرتزقة من جديد باستراتيجية جديدة يصعب استهدافها وملاحقة خلاياها المنتشرة في المنطقة.

ونشرت ما تُسمى جريدة النبأ الناطقة الرسمية لمرتزقة داعش على الإنترنت في حصيلة للعمليات الإرهابية التي نفذت خلال عشرة أيام في عددها الأسبوعي الذي صدر الجمعة 23 من أيلول، أحصت خلاله ثماني عمليات إرهابية نفذتها خلايا المرتزقة في سوريا، خلّفت شهداء لـ“قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) وأيضاً لقوات حكومة دمشق، بحسب ما ذكرت.

وتوزعت عمليات المرتزقة في سوريا بحسب معرفاتهم، ضمن منطقة شمال وشرق سوريا، “الحسكة ودير الزور والرقة”، بينما امتدت إلى داخل الأراضي العراقية المحاذية للحدود مع سوريا، حيث نفذت خلايا المرتزقة العديد من الهجمات.

وأعلنت قوات سوريا الديمقراطية في العشرين من شهر أيلول؛ إحباط عملية تسلل إلى مخيم الهول شرقي الحسكة، نفذها انتحاريون من مرتزقة داعش، تمكنت من خلالها قوات سوريا الديمقراطية من قتل المهاجمين وأسر عدد منهم وتفكيك سيارة مفخخة كانت مُعدّة للتفجير، بحسب ما ذكر الموقع الرسمي لقوات سوريا الديمقراطية.

ونفذت خلايا مرتزقة داعش في الرابع والعشرين من شهر أيلول؛ جريمة استهدفت من خلالها رجل وامرأة في ريف دير الزور الشمالي؛ بتهمة ممارسة السحر، بحسب ما ذكرت مواقع إعلامية محلية.

وأشاد التحالف الدولي، عبر بيان بأن مقاتلي “قسد” تمكنت من التصدي لهجوم انتحاري استهدف مخيم “الهول” شرقي الحسكة، وأضاف البيان أن سيارة كان يستقلها عدد من الأشخاص يرتدون أحزمة ناسفة، فجّروا أنفسهم بالقرب من قرية أم فاكيك، على بعد بضع كيلومترات من شمال شرق الهدف المقصود (مخيم الهول).

كيف يؤمّن مرتزقة داعش أنفسهم ماليّاً؟

منذ أن مُنيَ مرتزقة داعش بالخسارة على يد قوات سوريا الديمقراطية في آخر معقل لهم ببلدة الباغوز بريف البوكمال شرق دير الزور عام 2019، خسروا وقتها أهم مصادر تمويلهم والتي كانت تعتمد بالدرجة الأولى على سرقة مُقدّرات المنطقة من نفط وغاز وغيرها من الثروات التي كانت المصدر الرئيس لتمويلهم، إلا أنهم لجأوا إلى استراتيجية جديدة متمثلة بفرض إتاوة على الأهالي، تحت ذريعة دفع “الزكاة”، تستهدف التجار وأصحاب رؤوس الأموال في المنطقة، من خلال رسائل تصلهم عبر تطبيق الواتس آب من أرقام وهمية، تطالبهم من خلالها بضرورة دفع الزكاة أو يكون مصيرهم القتل، أو من خلال لصق قصاصات ورقية على أبواب منازلهم تحمل شعار وختم المرتزقة تحمل نفس التهديدات، وهذا ما أكدته مصادر أهليّة من ريف دير الزور.

الهدف من عمليات المرتزقة الإرهابيّة

تهدف خلايا مرتزقة داعش المتواجدة في المنطقة إلى زعزعة الأمن والاستقرار فيها بعد أن خسروا آخر معاقلهم في سوريا عام 2017، واستغلت هذه الخلايا؛ تهديدات الاحتلال التركي المستمرة على منطقة شمال وشرق سوريا، لتنفيذ مخططاته الإرهابية، كما ويسعى إلى تقديم عدة رسائل أهمها؛ إثبات وجودهم في المنطقة، بالإضافة إلى رفع معنويات خلاياه المنهارة بعد الخسائر المتوالية، واتباعهم أساليب مختلفة وهي تنقّل خلاياه بين المدن وتنفيذ عمليات إرهابية بأقل الخسائر ضمن صفوفهم.

عمليات عديدة لقسد والتحالف الدولي

كثفت قوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع قوات التحالف الدولي عملياتها الأمنية والعسكرية، بحق خلايا من مرتزقة داعش وذلك للحد من نشاطهم وخصوصاً في ريف دير الزور الذي يشهد انتشار لخلايا مرتزقة داعش، وأسفرت العمليات عن إلقاء القبض على عدد كبير من الخلايا العاملة مع المرتزقة.

كما أطلقت قوى الأمن الداخلي “الأساييش”، عملية الأمن والإنسانية في مخيم الهول شرق الحسكة والذي يأوي عوائل للمرتزقة، استطاعت من خلاله القبض على عدد كبير منهم والحد من نشاطهم داخل المخيم الذي يعدُّ أخطر مخيم في العالم.