No Result
View All Result
المشاهدات 0
استطاعت هند بوطرابش أن تتغلب على ظروفها الصعبة من خلال مشروع أطلقت عليه “مولات القهوة” (أي صاحبة القهوة)، وهي عبارة عن عربة تقدم قهوة لزبائنها على ناصيةِ الشارع بمراكش.
بهمة ونشاط تقف هند بوطرابش على ناصيةِ الشارع بحي جليز بمراكش وهي توزع القهوة بسخاءٍ، وبابتسامة لا تفارق مُحيّاها. من الساعة السابعة صباحاً وحتى ساعة متأخرة من الليل، في كل الفصول وطيلة أيام السنة.
تقول هند بوطرابش: “استلهمت فكرة هذا المشروع من فتيات أوروبيات يطلقن عليه “Coffee vibe”، لكن وقبل أن أبدأ فيه كنت قد مررت بعدة مشاريع تجارية لم يُكتب لها النجاح، إلى أن لمعت في ذهني هذه الفكرة عام 2019، ومنذ ذلك الوقت وأنا أكافح من أجل أن يرى مشروعي النور وينجح”.
عزيمتها القويّة
وأوضحت أنه بدعم من عائلتها تمكنت من الحصول على مبلغ متواضع لتجهيز العربة بكل المستلزمات والمعدات التي تحتاجها صنع القهوة لتقديمها، إذ بفضل ثقة عائلتها التي قدمت لها كل سُبل التعاون، تمكنت من تحقيق مشروعها الذي أصبح يوفر لها ولأسرتها الصغيرة مردود مالي.
وعن التحديات التي واجهتها، حيث تعد هند بوطرابش أول امرأة تقف على ناصية الشارع لتقدم القهوة لمن يطلبها، تقول: “واجهت تحديات كثيرة، بحكم أننا نعيش في مجتمعٍ أبوي لم يكن من المقبول رؤية فتاة تُقدّم القهوة في الشارع، وتعرضت لكثير من المضايقات، ولازلت إلى غاية اليوم أتعرض لها، لكنني تمكنت من التغلب عليها بفضل عزيمتي، ولن أتخلى عن مشروعي الذي اخترته مهما كلفني الأمر”.
وأشارت إن لوقوفها على ناصيةِ الشارع، وجر العربة بواسطة دراجة هوائية يتطلب مجهوداً عضلياً كبيراً لنقلها من مكان إلى آخر، وهو ما دفع بهند بوطرابش لأن تهتم بلياقتها البدنية وبصحتها، حتى تتمكن من القيام بهذا العمل بالاعتماد على نفسها دون اللجوء لأحد.
كما أن الاهتمام بالمظهر واللباس الأنيق مطلوب في تقديم مثل هذه الخدمات، موضحةً أن: “كسب ثقة الزبائن ليس بالأمر المتاح، لأنه يتطلب الجدية في العمل والمرونة في التعامل والاهتمام بالمظهر والابتسامة الدائمة، خاصةً خلال الفترة الصباحية”.
وجهة للاستمتاع بالقهوة
وأكدت: “أستطعت أن أكسب ثقة زبائني واحترامهم، رغم أن الأمر لم يكن سهلاً لكن بفضل الصبر والمثابرة تمكنت من أن أنتزع لنفسي مكاناً في الشارع، وأن أصبح وجهة يقصدها العديد من الأشخاص للتلذذ بقهوتي التي تحمل بصمة مولات القهوة”.
حصلت هند بوطرابش على دبلوم المحاسبة والمعلومات بعد نيلها لشهادة البكالوريا، وعملت في عدة مشاريع لم يُكتب لها النجاح، إلى أن اهتدت إلى هذه الفكرة التي وجدت أنها تناسبها كثيراً، رغم التعب الذي يلازمها وظروف العمل القاسية التي تتطلب منها الوقوف لساعات طويلة وسط الشارع العام بعيداً عن ابنتها.
وقالت: “تمكنت أن أطور أساليب دفاعية كي أحمي نفسي من بعض المتطفلين وأعداء النجاح. هناك أشخاص يجدون المتعة في كسر النساء وإذلالهن، دون سبب واضح. بعض الأشخاص يحاولون مضايقتي حتى أترك مكاني بأساليب تخلو من الإنسانية، لكني لم أستسلم، سلاحي الصبر والتحدي لكي أُكمِل مسيرتي وأمضي في طريقي، وقد نجحت وأصبح لقهوتي صيت وسمعة جيدة يطلبها المارّة وحتى الموظفين في بعض الإدارات الذين يتركون مكاتبهم ويقفون في طوابير ينتظرون أن أمدهم بفنجان قهوة”.
وأكدت إن هذا العمل يدخل في خانة العمل الغير مُهيكل، وكغيرها من المهن غير المنظمة لا تحظى بأية حماية اجتماعية ولا تغطية صحيّة، إذا تغيبت يوماً عن العمل تصبح بلا مدخول وإن تعرضت لأي نوع من المضايقات لا وجود لقانون يحميها، فهي كغيرها تخضع لمنطق الشارع، وشخصيتها القوية وتشبثها بالإصرار والتحدي، فقط أشياء تحميها وتفرضها على المتربصين بها.
وكالة أنباء المرأة
No Result
View All Result