محمد بركل: سوريا اللامركزية أمل السوريين عامّة

منبج / آزاد كردي ـ أكد نائب الرئاسة في حزب سوريا المستقبل بمجلس منبج، محمد بركل، أن حكومة دمشق تتخذ المركزية في الإدارة، والمركزية في العصر الحديث، لها دور سلبي في إدارة البلاد، أكثر مما يكون لها دور إيجابي، خاصةً في مجال القرارات والبيروقراطية، والتباطؤ في تنفيذ القرارات، وأشار أن حزب سوريا المستقبل يرى نفسه الواجهة السياسية للإدارة الذاتية ونواة الإدارة الذاتية، لذلك نرى حل الأزمة السورية، لا يمكن أن يتم إلا بتبني فكر ومفهوم الأمة الديمقراطية، وتجربة الإدارة الذاتية، وتعميمها على الأراضي السورية كافة”.

وقد أجرت صحيفة روناهي حوارا مع السياسي محمد بركل حول النقاط التي ذكرناها آنفاً، وفيما يلي نص الحوار:

ـ لماذا اتخذ حزب سوريا المستقبل اللامركزية منطلقاً نظرياً وأساساً عملياً لبلورة أهدافه ومهامه سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً على أرض الواقع؟

لا شك أن حزب سوريا المستقبل، هو حزب سوري للسوريين كلهم، واللا مركزية كمفهوم سياسي، هو شكل من أشكال الحكم، فإذا أردنا أن نتحدث عن الأحكام وفق الأنظمة السياسية، والقانون الدستوري الدولي، فهناك حكم ملكي، وهناك حكم جمهوري، وفي الحكم الجمهوري هناك أيضاً حكم رئاسي، وهناك حكم برلماني، وهناك حكم نصف رئاسي.

فمثلاً في شمال شرق سوريا هناك خصوصية من منطقة إلى أخرى، لا يمكن التغاضي عنها، وإذا كان هناك خصوصيات لهذه المناطق يجب أن يطبق النظام اللامركزي، وأن يكون هناك نظام أقاليمي، أي كل إقليم لديه برلمان وسلطة تنفيذية وسلطة تشريعية، تشرع قوانين تتناسب مع البيئة، أو الإقليم الخاص به، فمثلاً أذا أردنا أن نطبق القانون البحري، فيجب أن يطبق هذا القانون في الساحل السوري في طرطوس واللاذقية، في حين أن الحسكة والسويداء وحلب ودرعا وغيرها غير معنية به، ولا تحتاج إلى قانون بحري فكل منطقة لها خصوصيتها، وتكونها وتنوعها وثقافتها، وهويتها المتنوعة.

نحن في حزب سوريا المستقبل نرى أن شكل سوريا المستقبل، يجب أن يكون النظام لا مركزياً برلمانياً.

ـ هل تتناسب اللامركزية مع الأزمات الموجودة في الشرق الأوسط بشكل عام، وسوريا بشكل خاص، وكيف بإمكانها حل الصراعات القبلية، الدينية، العشائرية، العرقية، الأثنية؟

حزب سوريا المستقبل نشأ في الأزمة السورية، وبالتالي هو يبحث عن مخرج لهذه الأزمة المعقدة، ولا يمكن أن تتوحد سوريا أرضاً وشعباً إلا بنشوء حكومة لا مركزية على شكل أقاليم، وكل إقليم يتمتع بصلاحياته حتى نستطيع أن نتحد كسوريين.

لقد بقيت سوريا في ظل الحكم المركزي مفككة أكثر من كونها موحدةً، وهناك نتائج ملحوظة كالقتل والدمار والخراب وأيضاً هناك فجوة كبيرة بين السلطة والشعب، وأصبحت الثقة معدومة بين المواطن والسلطة، وبالتالي للخلاص من واقع التشرذم لا يمكن أن يكون نظام الحكم إلا نظاماً لا مركزياً.

-عُرف عن النظام السوري، أنه نظام شمولي مركزي، لماذا عمّق هذ المفهوم إطالة أمد الأزمة السورية الراهنة؟

النظام السائد في سوريا، هو الذي تسبب في تعميق هذه الأزمة الحالية، لأن نظام الحكم رئاسي، ويمنح صلاحيات مطلقة لرئيس الجمهورية، وهذه الصلاحيات دفعت السلطة بالاتجاه الطائفية، ولا يغيب عن أذهان الشعب السوري أن الحكم في البدايات كان لحزب البعث، وفق دستور عام 1973 على اعتبار أن حزب البعث هو القائد للدولة والمجتمع.

هذا الواقع قضى على الحراك السياسي، فلم تتبقَ أحزاب في سوريا نتيجة منح الصلاحيات المطلقة، وحوكمة حزب البعث، ولكن نظام الحكم في سوريا تجاوز هذه المرحلة، وحتى حزب البعث كونه قائد الدولة والمجتمع تقلصت صلاحياته أمام الطائفية، وسيطرة مكون واحد، ودم واحد على السلطة، وبالتالي المذهبية أثرت بشكل سلبي إذ أصبحت السبب الرئيس لهذه الأزمة، وهذا الشرخ الذي حصل في سوريا.

لذلك نحن بمفهومنا ننشئ سوريا جديدة، سوريا تستوعب السوريين كلهم، والشعوب كلها، مع احترام التنوع والفسيفساء الجديدة، ويطبق فيها نظم حكم وفق الأنظمة الدستورية الحديثة وهو النظام اللامركزي لأنه الأصلح والتجربة أثبتت في الشرق الأوسط خاصة تلك الدول التي أخرجت العديد من الأزمات بأن النظام الأصلح هو النظام اللامركزي.

ـ ما الركائز الأساسية التي بمقدور حزب سوريا المستقبل إنجازها لتطبيق اللامركزية، في ظل الأزمة السورية المعقدة، وبالأخص انسداد أفق أي تعددية سياسية؟

نحن نرى أن حكومة دمشق لا تزال تتعامل بالعقلية نفسها، وتتصرف بأن هناك إرهاباً، ولا شك أن حكومة دمشق تستغل فشل المعارضة، التي لم تتمكن إلى الآن من وضع أي مشروع سياسي متكامل.

ويرى حزب سوريا المستقبل، أن فكر الإدارة الذاتية القائم على العيش المشترك، وأخوة الشعوب، لخلق سوريا جديدة، منطلقاً لمشروع متكامل من الناحية السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية؛ لإخراج سوريا من هذه الأزمة.

إن تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا خير نموذج ونواة لسوريا المستقبل، التي نسعى نحن كحزب سوريا المستقبل بجميع فروعنا، ومنظماتنا داخل البلد وخارجه، لنشر الوعي السياسي لتكوين قاعدة جماهيرية كبيرة تقتنع بهذا الفكر، لتكوين سوريا جديدة لا مركزية تشاركية، تعددية، تستوعب أبنائها ومكوناتها دون أي إقصاء.

ـ كيف ينظر حزب سوريا المستقبل لسوريا المستقبل، إذا ما طبقت اللامركزية، لا سيما مع وجود مشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا؟

نحن في حزب سوريا المستقبل نرى أن حل الأزمة السورية سيكون عبر حوار سوري -سوري، وبالتالي تشكيل دستور سوري جديد، وهذا الدستور هو الذي سيحدد شكل الحكم وماهيته، ننظر بأن الفيدرالية هي أرقى درجات الاتحاد، والفيدرالية، وهي نظام الحكم الأنسب لسوريا، ولعودة سوريا دولة موحدة اتحادياً بدلاً من تقسيم سوريا إلى دويلات ومناطق نفوذ، لتعود إلى مكانتها الطبيعية.

نحن نرى أن يكون هناك دستور جديد لسوريا على أن يكون الأنسب، هو ذلك الذي يواكب العصر المتضمن سوريا اتحادية فيدرالية، وبرغم وجود نزاعات وصراعات ومناطق نفوذ مختلفة، فحزب سوريا المستقبل يؤكد على ضرورة العمل على حل توافقي بناء على اللامركزية، وأن تكون شرطاً أساسياً لا يجوز التخلي عنه، ولا يمكن أن تتعافى سوريا إلا به، مع الآخذ بعين الاعتبار أن تكون لا مركزية مقيدة على شكل إدارات ذاتية، وفق هيكلية جديدة يتوافق عليها الشعب السوري كله.

ـ بعد مضي سنوات عدة على نجاحها، هل يمكن تعميم تجربة الإدارة الذاتية على الجغرافية السورية كاملة؟

حزب سوريا المستقبل أنشئ في 27/3/2018 وعقد مؤتمر التأسيس الأول في مدينة الرقة، أي بعد أربع سنوات من نشوء الإدارة الذاتية، وتجربة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ومن هنا تبنى حزب سوريا المستقبل مفهوم الأمة الديمقراطية، والعيش المشترك، وأخوة الشعوب، حيث يرى حزب سوريا المستقبل نفسه الواجهة السياسية للإدارة الذاتية، ونواة الإدارة الذاتية.

وانطلاقاً من هذا التوجه فالإدارة الذاتية هي التجربة الأصلح والأنسب لحل الأزمة السورية، استناداً إلى فكر ومفهوم الأمة الديمقراطية، وتجربة الإدارة الذاتية؛ لأنه الشكل الملائم للخلاص من الأزمات.

نحن حزب سوريا المستقبل في جميع فروعنا ومنظماتنا داخل وخارج القطر، نعمل على أن تكون سوريا على نموذج الإدارة الذاتية.