No Result
View All Result
المشاهدات 0
منذ سنوات استحوذ فن “تقزيم الأشجار” على اهتمام الشابة الفلسطينية، شهد الشريف من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، فتحول اهتمامها تدريجياً إلى مشروع خاص، تمارس فيه هواياتها، مع دخل رمزي مقارنة بالجهد المبذول في التقزيم.
و”تقزيم الأشجار” أو “البنغ جين” أو “بونساي” كلها أسماء لفن يعتمد على زراعة، وتربية الأشجار ضمن ظروف خاصة قاسية غالبا، بحيث تبقى الشجرة صغيرة الحجم، لكن جذعها يوحي بأنها معمرة.
وتشير المعلومات إلى أن الصين، هي أصل هذا الفن، لكنه بات ينتشر أيضا بشكل واسع في اليابان، وأصبحت جذوره ضاربة في البلدين منذ آلاف السنين، قبل أن ينتقل إلى أنحاء العالم.
تقزيم الزيتون… بصمة خاصة
في بيت بلاستيكي مسقوف بالفايبر غلاس، جوار منزلها، تحتفظ شهد بمئات الشجيرات، ونباتات الزينة، وعملت على تقزيم أربعة أصناف من النباتات، لكنها صبت اهتمامها على شجرة الزيتون ذات المكانة الخاصة في الموروث، والثقافة الفلسطينيين.
مهمة التقزيم ليس سهلة ولا سريعة، بل تحتاج مهارة ودقة على مدى سنوات، حتى تبدو شجرة بعمر ثمانية أعوام -مثلا- وكأنها في عمر 40 عاما.
وتلفت شهد -وهي خريجة هندسة زراعية من جامعة الخليل-إلى حاجة الأشجار المقزمة لرعاية خاصة، وتسعى إلى وضع دليل مبسط حول رعاية هذا النوع من الأشجار، لتهديه لمن يعمل بهذا النوع من التقزيم.

بيئة قاسية
أما عن التقزيم فتقول، إنه يمر بمراحل عدة تعتمد أساسا على خلق بيئة قاسية للشجيرة، مع تقليم الأوراق، والأغصان والجذور بشكل مستمر، وقليل من الري “التعطيش”.
وتوضح شهد: “بعد سنوات من زراعة النبتة، يتم اقتلاعها، وتقليم ثلثي جذورها، وإعادة زراعتها في وعاء أصغر، لتحاول التأقلم مع الظروف القاسية الجيدة، فتبدو كأنها في عمر أكبر من عمرها الحقيقي”.
كيف يتم التقزيم؟
ذكرت المهندسة الفلسطينية طريقتين للتقزيم: الأولى تبدأ من البذرة، وتحتاج سبع سنوات على الأقل حتى تصبح مقزمة، والأخرى أسهل، وتعتمد على تقليم غصن غليظ من الشجرة، وإعادة زراعته، وإخضاعه لظروف التقزيم، وخلال عام يصبح مقزما.
وتشير شهد إلى أن الأشجار المقزمة تتأثر بالتغيرات المناخية، لذا عليها مراعاة احتياجات كل شجرة في منطقة سكنها، التي ترتفع عن سطح البحر نحو 900 متر.
ويصل قطر شجرة الزيتون في مشتل شهد إلى عشر سنتيمترات، وارتفاعات تتراوح بين عشرة وثلاثين سنتيمترا، وتُقتنى عادة داخل المكاتب، وفي المنازل، وشرفاتها.
شعبيا، تشير شهد إلى عدم شيوع هذا الفن بين الناس، وأن من يفضلونه قليلون، وما يتوفر في السوق الفلسطيني مصدره إسرائيل، ومنه مستورد من الخارج.
وتلفت إلى أن اليابانيين يهتمون بهذا النوع من الشجر، إلى درجة التقديس أحيانا، وحتى إصدار جوازات خاصة بها.
مردود متدنٍ
أما من حيث الجدوى الاقتصادية، فتقول شهد: إن الظروف الاقتصادية الصعبة في فلسطين، تدفعها لبيع الشجرة الواحدة بنحو 40 دولارا، مع أن سعرها في بلدان أخرى يبلغ مئات الدولارات، “وكلما طال عمرها، زاد سعرها”.
وتضيف المهندسة الفلسطينية، أن غايتها ليست مادية بالدرجة الأولى؛ لذلك فإن المردود المادي ليس معيارا لمشروعها.
وبعد نجاحها في تقزيم أشتال الزيتون، والزينة، تسعى شهد إلى تقزيم أشجار الحمضيات، موضحة، أن الأشجار المصغرة يمكنها حمل الثمار.
وكالات
No Result
View All Result