إعداد/ مثنى المحمود
الأشرطة اللاصقة تقنية رياضية، ابتُكِرت حديثاً، أثبتت فعاليتها وفرضت نفسها كطريقة فعالة أثناء الإصابات الرياضية وقبلها وبعدها.
لابد أنك تساءلت يومًا عن سر هذه الأشرطة الملونة على ظهر أو كتف أو أرجل بعض اللاعبين في الألعاب المختلفة، ما هذه الأشرطة وكيف تعمل وما فائدتها؟ أسئلة كثيرة تثير اهتمام الرياضيين والمتابعين للرياضة بشكلٍ عام، نظراً لعدم انتشارها بشكلٍ كبير في ملاعبنا لعدم إدراك أهميتها وأيضاً لعدم توفرها في الوقت الحالي.
فكرة وهدف ونوعية
تعود فكرة ابتكار الأشرطة الرياضية لدكتور ياباني يدعى كيسي، ابتكر الطبيب هذه التقنية في بداية الثمانينات، كان هدفه الأساسي استخدامها أثناء الإصابات الرياضية الخفيفة أو للمحافظة على التأهيل ما بعد الإصابة أو لتجنب الإصابات الرياضية، حاول الطبيب الحصول على نوعية ذات خصوصية تساعد الرياضي ولا تكون ذات تأثير جانبي لذلك نجده قد استعان بمادتين ألا وهما، مادة القطن والنايلون، معللاً ذلك كون القطن لا يسبب الحساسية لأغلب الأشخاص مقارنةً بالمواد الأخرى، وادخل مادة النايلون بهدف أن يكون اللاصق مقاوم للماء ويعطي حرية في الحركة بشكلٍ كامل كما يمكن أن يرتديه الرياضي لعدة أيام قد تصل إلى خمسة أيام، من خواص اللاصق المفيدة هي قدرته على التمدد بنسبة تصل إلى 140% من طوله والذي قد يفيد في بعض الحالات التي تستدعي تمدد الشريط بهدف منح الرياضية راحة في استخدامه في بعض الوضعيات.
الفائدة
يؤمن الشريط اللاصق عدة فوائد للرياضي أبرزها أنه يساعد على تخفيف الألم، إذ يمكن للشريط اللاصق الرياضي تخفيف الألم عن طريق تغيير المعلومات التي يرسلها جهازك العصبي الحسي إلى الدماغ عن الألم والضغط في جسمك، كما يمكنه أيضًا أن يقوم بخلق مساحة بين المفاصل وبعضها نتيجة للتمدد الذي يحدثه، وينتج عن ذلك قلة التهيج والالتهاب بالمفصل يمكن للشريط اللاصق إحداث زيادة في الدورة الدموية في مكان الإصابة، حيث أظهرت دراسة أجريت عام 2017 أن الشريط اللاصق الخاص يمكن أن يُحسن تدفق الدم بالمنطقة التي يكون بها، كما يمكنه تحسين تدفق الجهاز الليمفاوي وتقليل التورم بالجسم، حيث يظهر ذلك جلياً عند وضع اللاصق الرياضي، إذ أنه يغير تدرج الضغط في المنطقة الموجودة أسفل بشرتك، وهذا التغيير في الضغط يعزز تدفق السائل اللمفاوي بالمكان، هذا كما توجد فوائد أخرى لها علاقة في تسهيل الحركة أثناء بذل الجهد داخل الملاعب أو أثناء ممارسة الرياضة والتمارين.
دعم وتحسين الأداء
لا تقتصر وظيفة الأشرطة على الاستشفاء إنما يمكن استخدام اللاصق، في مراحل عديدة أهمها، دعم المناطق الضعيفة حيث يستخدم اللاصق الرياضي، لتقديم دعم إضافي للعضلات أو المفاصل التي تحتاجه، فيمكن وضعه عند الخوف من تكرار إصابة معينة أو عند التهاب وتر، وعلى عكس اللاصق الطبي فإن اللاصق الرياضي يسمح بالحركة بشكلٍ حر، كما يعمل على كبح العضلات النشطة حيث يتم تطبيق الشريط بشكلٍ معين على العضلة، بهدف المساعدة في تقليل نشاط العضلات التي يزيد نشاطها عن الطبيعي أو التي اعتادت على طريقة عمل غير صحية، كما يعمل الشريط اللاصق على تحسين الأداء، حيث يستخدم بعض الرياضيين اللاصق الرياضي لمساعدتهم على تحقيق ذروة الأداء والحماية من الإصابة عندما يتنافسون في أحداث خاصة، يرى بعض الأطباء على أنه لا يجب استخدام اللاصق الرياضي كعلاج بشكلٍ أساسي بل يجب اقترانه بالوسائل الأخرى كالعلاج اليدوي والتعامل معه كعامل مساعد بخطة العلاج.
لون وميّزة
لا تختلف الخامات والخصائص المستخدمة في تصنيع كل لاصق رياضي بلون معين عن اللون الآخر، ولا يوجد أي فرق بين الألوان تمامًا، لكن يمكن أن نستفاد من الألوان فمثلًا يُفضل اللون الأسود للرياضيين بالملعب حتى يمتص اللون الأسود حرارة الشمس ويلصق بطريقة أفضل على الجسم، كما يستخدم أيضًا اللون الأزرق في العلاج بالألوان، وتبقى الألوان الأخرى دون تأثير مباشر وأحياناً يتم استخدام ألوان معينة نظراً لرغبة اللاعب الشخصية أو تماشياً مع ألوان الزي الرياضي الذي يرتديه.
حالات عدم الاستخدام
على الرغم من أمان اللاصق بشكلٍ عالٍ إلا أن هناك بعض الحالات التي يجب عدم الاستخدام بها مثل، العدوى البكتيرية، التهاب النسيج الخلوي، وأيضاً في حالات الجرح المفتوح، أو تجلّط الأوردة العميقة، أو في حالات السرطان النشط، إذ يمكن أن يساهم في زيادة إمداد الدم الذي يساهم في عملية النمو السرطاني الخطير، كما ينصح في الابتعاد عنه فيما إذا كانت بشرتك حساسة تجاه المواد اللاصقة اذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى رد فعل قوي على الجلد الهش كما يفضل الابتعاد عنه فيما إذا كانت بشرتك معرضة للتمزق.
