يفكر النظام بإجراء الانتخابات المحلية منتصف الشهر القادم، الحكومة السورية تتصرف وكأن شيئاً لا يجري من حولها ولا توجد حرب وليس هناك مناطق خارج إدارتها؛ فهذه الحكومة أجرت انتخابات رئاسية على أقل من 25% من الأراضي وبنسبة عدد سكان أقل من النصف؛ وهي ترى نفسها الحكومة الشرعية وتتصرف وفق منظومة سياسية وإدارية ودستورية وقرارات دولة شرعية مع كل الفشل الذي يحيق بها. الأسلوب المتبع لا يعطي تصوراً أن هذه الحكومة تغيرت أو أنها ترغب في تعديل هيكليتها على نحو يستفيد من الأحداث التي جرت وتسببت هي بها. فحزب البعث وهو من كان سبباً في الأزمة مازال يحكم رغم رفع المادة الثامنة من الدستور التي تقول بأنه قائد للدولة والمجتمع، والأحزاب التي نشأت تكاد تأتمر من موجه أمني واحد ولا صوت لها إلا التصفيق، والانتخابات التشريعية تأتي بممثلين هم الأسوأ في الحياة السياسية السورية، وأحزاب الجبهة مازالت على حالها مع أنها قزمة في الحجم، قزمة في الفكر، ضحلة في الأداء والممارسة، فهي مجرد صور وهياكل لا قيمة لها ولا اعتبار كما كانت منذ نشأتها. وهذه حالة لا تبشر بتغيير بل تكرر الأسوأ في الحياة السياسية، ما يعني أن القادم هو قبضة أمنية أشد على السوريين وليس لهم متنفس، وكل أحلامهم بتغيير ديمقراطي سيتلاشى ويضمحل عشرات السنوات مالم يكن هناك يقظة سياسية تعوض فشل الثورة وترسم مسار مواجهة جديدة مناسبة.
القادم بوست