نساء روج آفا.. قياديات حملنَّ السلاح وخضنَّ المعارك

جل آغا/ أمل محمد –

على الرغم من النظرة المُجحفة بحق النساء على أنهن أقل شأناً من الرجل على مدار التاريخ، إلا أنه عملت الكثير من النساء في أرجاء العالم على تغيير هذه النظرة من خلال الأعمال التي قمنَّ بها والإنجازات البارزة التي تمكنَّ من الوصول إليها، المرأة قوة دعم فعالة في مختلف المجالات التي شاركت فيها من سياسة واقتصاد وثقافة وحتى في المجال العسكري، على الرغم من النظرة الدونية والتقليل من إمكانياتها في مختلف المجتمعات، فهي اليوم لم تعد تُشكل ذاك العنصر الضعيف.

تمكنت النساء من التميّز حتى في مجالات يفترض أنها خاصة بالرجل من القيادة إلى وضع وسن القوانين حتى في المجال الميداني وحمل السلاح، عند بزوغ ثورة روج آفا ونتيجة الأزمة والحروب والصراعات التي تعرضت لها المنطقة، رفضت النساء في مناطق شمال وشرق سوريا الخضوع والخنوع بل كنَّ في المقدمة، شاركنَّ وتدربنَّ وحملنَّ السلاح وواجهنَّ الواقع ليسطرنَّ أسمائهنَّ في التاريخ.

في قرية ديرنا آغي الحدودية نسوة كثر تعلمنَّ حمل السلاح والتدرب عليه في حالة حدوث حالة الطوارئ التي تستدعي الدفاع بالسلاح، حليمة عيسى؛ صاحبة الستين عاماً، والتي تدربت على كيفية استخدام السلاح قُبيل أكثر من ثمانية أعوام حدثتنا بالقول: “الهدف الرئيسي من التعلم هو الحماية وكيفية الدفاع عن أرضنا وعن أنفسنا ضد العدو الذي يتربص بنا، كوننا في قرية حدودية تتعرض من الحين والآخر لهجمات المحتل التركي فكان لابد علينا برجالنا ونسائنا تعلم استخدام السلاح إن استدعت الحاجة”.

“لبّينا نداء الدفاع عن الأرض”

وأضافت حليمة قائلةً: “لا فرق بين رجل ولا امرأة في الحرب، الدفاع عن مكتسباتنا واجب على كل مواطن يرفض العبودية، على كافة النساء التدرب ومواجهة الخطر، فلا ينبغي أن تقبع النساء في بيوتهنَّ ويحمل الرجل السلاح ويواجه بمفرده، فهذه المسألة غير مقتصرة على الرجل فقط، هذه الحرب بجبروتها لن تتوقف إلا إذا كنا يداً واحدة نثق بقدراتنا، رجلاً كان أو امرأة الحرب حربنا والدفاع عن أرضنا حقنا المشروع”.

 “التعلم على حمل السلاح واستخدامه لا يقتصر على جنس معين أو فئة عمرية محددة” بهذه العبارات بدأت سعاد برو حديثها وقالت: “لبينا النداء حينما تم استدعاءنا للدفاع عن أرضنا، لن نتخلى عن ذرة تراب واحدة من أرضنا المقدسة التي سقاها أبنائنا وأجدادنا لنحيا فيها بسلام، تعلمت استخدام السلاح وعمري في بداية الخمسين لم أتردد ولو للحظة واحدة”.

وزادت سعاد: “ولدنا على هذه الأرض وسنتشبث بها مهما كلفنا الأمر، من الخطأ أن نقول إن الدفاع عن الأرض وترابها هي من واجبات الشباب فقط، لا هذه أرضنا جميعاً ومن حقها علينا أن لا تُمس طهارتها وأن تُدنس بقدوم المحتل ويتم المساس بها”.