سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تنظيم القاعدة.. استغلال للظروف وطموح مستمر في سوريا

يعودُ تاريخُ ولادةِ “تنظيم القاعدة” إلى مرحلةِ الحربِ الباردة بين قطبي الصراعِ العالميّ “الولايات المتحدة الأمريكيّة والاتحاد السوفيتي”، وساهم الصراع الدوليّ والحروبُ في المنطقةِ والانسداد السياسيّ في الشرق الأوسط وتهميش شعوب وطوائف عديدة بانتشاره وتمدده، في أغلب دولِ المنطقة متجاوزاً الحدودَ، وكان الصراع بين أمريكا والسوفييت في أفغانستان نقطة بداية للتنظيمِ، وساهمت الحروب التي شنت في دول المنطقة والانسداد السياسيّ.
“تنظيم القاعدة”… النشوء وما قبله
 
تزامن اندلاع الحربُ الأهليّة الأفغانيّة مع تصاعد الحربِ الباردة بين قطبي الصراع العالميّ الأمريكيّ – السوفيتي وشكّلت جبهة أفغانستان أحد أهم ميادين هذا الصراع. واغتنمت الولايات المتحدة الأمريكيّة، دخولَ القوات السوفيتية إلى كابول كفرصةٍ لتفكيكِ الاتحاد السوفييتيّ من خلال جبهة أفغانستان. ونجحتِ الولاياتُ المتحدة بصناعة حلف غربي- عربيّ- إسلاميّ وعبر استثمارِ العامل الدينيّ ببناء شبكاتِ “جهادٍ تضامنيّ لتحرير أفغانستان من الغزوِ السوفييتيّ”.
استقطب “الجهاد الأفغانيّ” معظمَ رموز ومنظّري “الحركاتِ الجهاديّة” وفي مقدمتهم عبد الله عزام وأسامة بن لادن وأيمن الظواهري وآخرين أنشأوا معسكراتٍ خاصةً بهم، فشكّلت ظاهرةُ “الأفغان العرب” الخزّان الرئيس لـ”تنظيم القاعدة” والذين عادوا لاحقاً إلى بلادهم مشبعين بفكرِ التنظيمِ.
وكان النصيبُ الأكبر من المتطوعين هم من جماعة الإخوان المسلمين وخصوصاً التيار القطبيّ، وكانتِ الموجة الأولى أقرب إلى السلفيّة الإخوانيّة الحركيّة أمثال عبد الله عزام وأسامة بن لادن ووصل عدد المتطوعين العرب حوالي أربعين ألف بحسب المنظّر الجهاديّ “أبو مصعب السوريّ”.
لا يعرف تاريخٌ دقيقٌ لتأسيسِ “تنظيم القاعدة” لكن بحلول 1988 بدأ بن لادن العملَ على ترسيخِ منظومةٍ جهاديّةٍ أكثر بيروقراطيّة بوضعِ قوائم وسجلاتٍ لأسماء الأعضاء وغيرها من الأمور، وأطلق عليها سجل “القاعدة”.
انتهاء دور “القاعدة” بخروج السوفييت وبدء عداء أمريكا
 
عام 1989 خرجتِ القواتُ السوفيتيّة من أفغانستان وسقطتِ الحكومة المدعومة من السوفييت في كابول في نيسان 1992 وتلا ذلك حرب أهليّة بين الفصائل الأفغانيّة استمرت حتى ظهور حركةِ طالبان التي اكتسحت الفصائل وسيطرت على معظم الأراضي الأفغانيّة عام 1994، حينها عمدتِ الولايات المتحدة للضغطِ والتضييق على “الأفغان العرب”.
حملت نهاية 1994 إرهاصات فشلِ سياساتِ “الجهاد التضامنيّ!”
وبداية البحثِ عن استراتيجيّةٍ جديدةٍ في ظلِّ تنامي حالة العداءِ للولاياتِ المتحدةِ الأمريكيّةِ عموماً والأنظمة العربيّة والسعوديّة بشكلٍ خاصٍ.
دفع الفشلُ المتكررُ إلى تأسيسِ تنظيم “القاعدة” لمنظومةٍ جهاديّةٍ عالميّةٍ تدّعي العملَ على “رفعِ الهيمنة الغربيّة عن المنطقةِ العربيّةِ والإسلاميّةِ” وتنامتِ السرديّةُ الجهاديّةُ القائلة بأنَّ “العدوَ القريبَ” الذي تمثله “الأنظمةُ الديكتاتوريّةُ العربيّةُ والإسلاميّة” لا يقومُ مستقلاً بذاته وإنّما يستند إلى “القوةِ الإمبرياليّةِ للولايات المتحدة الأمريكيّة وحلفائها” وبهذا بدأت تتسربُ سرديّةُ “أولويةِ القتالِ ضدَّ العدوِ البعيد” وعولمةِ الجهاد مستغلة ظروف محليّة ووطنيّة تتمثل بالانسدادِ السياسيّ في الدولِ العربيّة وتعثرِ مشروعاتِ التحوّلِ الديمقراطيّ وتهميشِ مكوناتٍ وطوائف معينة، وظروف أخرى إقليميّة ودوليّة كالصراعِ بين القوى الكبرى.
أظهر “تنظيم القاعدة” عداءه للولايات المتحدة الأمريكيّة والسعودية بعد قيام صدام حسين بغزو الكويت في 2/8/1990، واستدعتِ السعودية القواتِ الأمريكيّة ولاحقاً برزت “نزعةٌ جهاديّةٌ” أكثر راديكاليّة بدأت تشكك بشرعيّةِ نظام الحكم السعوديّ وكان بن لادن خلال هذه الحقبة أحد أبرز المشككين فتعرضَ للتضييقِ والمحاصرةِ قبل مغادرته السعودية.
في 23/2/1998، أعلن بن لادن تأسيسَ “الجبهةِ الإسلاميّة العالمية لقتال اليهود والصليبين”، وعقبها بدأ الإعدادَ لضربِ الولاياتِ المتحدةِ مستفيداً من وجودِ شبكاتِ للقاعدةِ في شرق إفريقيا واليمن، ومن أبرز الهجماتِ ما تحقق صبيحةَ يومِ 11/9/2001 عندما شهِد العالم انهيارَ برجي مانهاتن والهجوم على مقر وزارةِ الدفاعِ الأمريكيّة.
أحداث 11 أيلول المفصلية.. إضعاف بالمركزِ وانبثاق للفروع
 
رداً على أحداث أيلول غزتِ الولايات المتحدة الأمريكيّة أفغانستان في 7/10/2001 واعتبر الكثيرَ من الخبراءِ والمحللين أنَّ إدارةَ جورج بوش استغلت هذه الهجمات لتبريرِ استراتيجية سياسيّة تقومُ على التوسّع. ورغم تمكن واشنطن من إضعافِ القاعدة باعتقال واغتيال عدد من قيادته، لكنّ العملياتِ لم تتمكن من القضاء على تنظيمِ القاعدة وإنّما عملت على تحولِ التنظيم من الإدارة المركزيّة إلى اللا مركزية وانبثق عن المركزِ فروعٌ عديدة.
في الوقت الذي كان “تنظيم القاعدة” يعاني فيه من فقدان الملاذات الآمنة ويشهد تراجعاً ويوشكُ على التفكك والانهيار، أطلق الرئيس الأمريكيّ جورج دبليو بوش حملته العسكرية على العراق في 20/3/2003، والتي كان من المفترضِ أن تطيحَ بنظام صدام حسين الاستبداديّ واستبداله بنظام ديمقراطيّ لكنها عملت على توفير ملاذات آمنة جديدة لـ “تنظيم القاعدة”.
إبان حملة الاحتلال الأمريكيّ للعراق أعاد “تنظيم القاعدة” تموضعه في العالم العربيّ عموماً وبدأ بتأسيس فروع إقليميّة وبرز في العراق تنظيم “قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين” بتاريخ 8/10/2004، وفي اليمن ظهر تنظيم “قاعدة الجهاد في جزيرة العرب” بعد اندماج الفرعين اليمنيّ والسعوديّ في كانون الثاني 2009، وفي المغرب العربيّ برز تنظيم “قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلاميّ” عام 2007، وفي الصومال برزت “حركة الشباب المجاهدين”.
حكومة دمشق ونكش عش الدبابير
 
كانت مرحلة احتلالِ العراق نقطة مفصليّة في تطور عمل “تنظيم القاعدة” في سوريا وكان أبرز أسباب ذلك، تسهيل حكومة دمشق حينها انتقال “الجهاديين” بهدفِ إفشال المشروعِ الأمريكيّ في العراق. وأصبحت سوريا نقطة العبور الرئيسيّة وبيئة نشطة للتعبئة والتجنيد وبهذا تحولت سوريا إلى أهم مركز تجمع وعبور للجهاديين الراغبين بالانضمام إلى صفوف “المقاومة العراقية”. وفتحت الأجهزة الأمنيّة التابعة لحكومةِ دمشق المجالَ واسعاً أمام الأئمةِ والوعاظِ والدعاةِ بالمساجد بذريعةِ مقاومة “الاحتلال الأمريكيّ” في العراق وأسفرت هذه الدعوات عن تجنيد عددٍ كبير من المقاتلين السوريّين، وأغرى الزرقاويّ بتأسيسِ فرع لـ “تنظيم القاعدة” في سوريا.
مطلع حزيران 2005 صرح وزير الداخلية آنذاك غازي كنعان خلال اجتماع للجنةِ الأممِ المتحدة المكلفةِ بمكافحةِ الإرهابِ بأنّه “ليس هناك على الإطلاق أيُّ نشاط للقاعدة في الأراضي السوريّة” ولكن بعد شهر واحد فقط في 11/7/2005 أعلنت حكومة دمشق عن صدامٍ مسلحٍ أسفر عن ضبط مجموعاتٍ تكفيريّةٍ تطلق على اسمها “جند الشام للجهاد والتوحيد” مرتبطة بتنظيمِ القاعدة.

في هذه الأثناء طرأ تغييرٌ كبير في موقفِ حكومة دمشق مما يسمّى بالجهاديين العرب، على وقعِ حالةِ النبذِ والعزلةِ الدوليّةِ وتضييق الخناق عليها بعد اتهامها باغتيال رئيس الوزراء اللبنانيّ الأسبق رفيق الحريري في 14/2/2005 والتي انتهت بخروجِ الجيش السوريّ من لبنان.
تغيّرتِ الحساباتُ السياسيّةُ لحكومة دمشق وبدأت بإعادةِ تأهيلِ نفسها من ذات المدخل باعتبارها شريكاً بالحربِ على الإرهابِ وشرعت بفرض قيودٍ على حركة عبور المقاتلين، وفي هذا السياق بدأت بشنِّ حملة اعتقالات واسعة في صفوف الإسلاميّين ما رفع عدد السجناء الإسلاميّين في سجن صيدنايا وتحوّل السجن بعد 2005 إلى مصنعٍ لإنتاجِ التطرفِ.
“الربيع العربيّ” فرصة ثمينة وسوريا مثالاً
 
باغتيال الولايات المتحدة الأمريكيّة لأسامة بن لادن في 2/5/2011 بدأ الحديث عن نهاية “تنظيم القاعدة” لكن انطلاق ما يسمّى الربيع العربيّ وتحوله إلى ربيع “الإسلام السياسيّ” وجد “تنظيم القاعدة” فرصة ثمينة، وقام التنظيم بتنصيب أيمن الظواهري زعيماً جديدا له في حزيران 2011.
استثمر “تنظيم القاعدة” حالة الفوضى وتنامي الشعور الطائفي عبر إنشاء هياكل تنظيميّة جهاديّة، واستفاد التنظيم وبحسب خبراء من مساعي حكومة دمشق لتحويل الحراك في البلاد إلى حراك إرهابيّ عبر إصدار عفو رئاسيّ عن معتقلي سجن صيدنايا بتاريخ 31/5/2011 وشكّل نزلاء سجن صيدنايا فور إطلاق سراحهم العمود الفقريّ للجماعات وهم زهران علوش الذي قاد فيما بعد “جيش الإسلام” وحسان عبود الملقب “أبو عبد الله الحموي” والذي قاد “حركة أحرار الشام” وعيسى الشيخ الذي أصبح قائد “لواء صقور الإسلام” وكانوا جميعاً قد اعتقلوا عام 2004.
دعم تركيّ قطريّ
 
تعد تركيا هي الداعم الأكبر لوجود “تنظيم القاعدة” في سوريا وأنشأت لهم معسكرات داخل الأراضي التركيّة وأدخلتهم إلى الأراضي السوريّة. وأوردت صحيفة ذي تايمز البريطانيّة في تقرير بعنوان “قطر ضخّتِ الملايين من الدولارات لإرهابيي جبهة النصرة في سوريا” أنّ “قطر تواجه اتهامات بلعبِ دورٍ رئيس في عمليّةٍ سريّةٍ لغسل الأموال لإرسال الملايين من الدولارات إلى إرهابيين في سوريا”. وذكرت أنّ “دعوى قضائيّة رُفعت أمام المحكمة العليا في لندن تقولُ إنَّ مكتباً خاصاً تابعاً لأمير قطر كان في قلبِ طرق سريّةٍ، تمَّ خلالها نقلُ الأموالِ إلى جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة”. وبيّنت أن “بنكين قطريين والعديد من المؤسسات الخيريّة ورجال أعمال أثرياء وساسة بارزين وموظفين حكوميين كانوا بين المتّهمين في الدعوى التي رفعها تسعة سوريين يطالبون فيها بالتعويض نتيجة أضرارٍ تعرضوا لها”.

ونشر موقع نورديك مونيتور، السويديّ المتخصص بالشؤون المخابراتيّة، تقريرين أشار فيهما إلى أنّ وكالة الاستخبارات العسكريّة الأمريكيّة ذكرت في تقرير سرّي، في يونيو 2016، أنَّ تركيا وقطر دعمتا “جبهة النصرة”. وكشفتِ الوثيقةُ التنسيقَ المتبادل بين المخابرات التركيّةِ والجماعاتِ المتطرّفة في سوريا، وبخاصة داعش، و”جبهة النصرة”. وأشار التقرير إلى أنّ “النصرة” حافظت على توريدِ المعداتِ وشبكة تسهيل قوية للحفاظِ على الإمداداتِ والذخيرةِ وتدفقاتِ الأسلحةِ.
لكن الوثيقة لفتت إلى أنّ العلاقةَ الأوثق كانت بين تركيا و”داعش”. وتؤكد هذه الوثيقة ما جاء في تقريرٍ سابق لأجهزة الاستخبارات الهولنديّة كشف عن استخدام “داعش” الأراضي التركيّة كقاعدة استراتيجية لتدريب عناصره، إضافة لعبورِ الآلاف من التابعين لداعش إلى سوريا وأوروبا.
ومن بين التفاصيل المذكورة أنّ عناصر من جهاز المخابرات التركيّة كانت تجتمع مع داعش دوريّاً، ويتم خلال اللقاء نقل توصيات الرئيس التركيّ أردوغان إلى “داعش. وأكّدت تقارير عديدة هذه التفاصيل. لكن اللافتَ بالوثيقة التي نشرها موقع نورديك مونيتور هو خارطة الانتشارِ الجغرافيّ لداعش في شمال غرب سوريا، والذي كانت تتم بمتابعةٍ تركيّةٍ دقيقةٍ.
النصرة”.. واجهة جديدة للقاعدة” في سوريا
 
كان عمل “تنظيم القاعدة” في سوريا يعتمدُ في البدايةِ على الفرعِ العراقيّ أو ما يُسمّى “دولة العراق الإسلاميّة” لكنَّ وبسببِ تصنيفِ هذا التنظيم كإرهابيّ، سعى “تنظيم القاعدة” للتخفّي من أجهزةِ الاستخباراتِ وإظهار نفسه بأنّه فصيلٌ سوريّ محليّ وكانت “جبهة النصرة” التوجّه الجديد البارز لـ “تنظيم القاعدة” في الشام. وعقب انطلاق ما يسمى بالربيع العربيّ، وضع “تنظيم القاعدة” استراتيجيّة جديدة للتكيّفِ مع التحولاتِ والمتغيّراتِ في المنطقةِ، حيث أطلق ما أسماه نهج “أنصار الشريعة” وظهرت هذه التسمية ابتداءً في اليمن وهي أحدُ اجتهاداتِ وخطط “تنظيم القاعدة” لاستغلال الحراك في الدول العربيّة.
ويكشفُ “الظواهريّ” عن طبيعة ونشأة وتأسيس “جبهة النصرة” عبر تفاهمات مسبقة في سوريا بين
“تنظيم القاعدة المركزيّ” والفرع العراقي المعروف بتنظيم “دولة العراق الإسلاميّة” فقد صرح الظواهري عن استراتيجية القاعدة خلال هذه المرحلة بالقول “كان التوجيه من القيادة العامة ألا نعلن أي وجود علني للقاعدة في الشام وكان هذا الأمر محل اتفاق حتى مع الإخوة بالعراق”.
رغم عمليات التمويهِ كانت العلاقة بين “جبهة النصرة” و”تنظيم القاعدة المركزيّ” واضحة وظهر زعيم القاعدة أيمن الظواهري عقب إعلان تأسيس “جبهة النصرة” في شريط مصوّر بعنوان “إلى الأمام يا أسود الشام”، فلم تنتظر الولايات المتحدة طويلاً على محاولةِ “جبهة النصرة” إخفاء هويتها وانتمائها وأدرجتها على قائمةِ الإرهابِ في 11/12/2012 واعتبرتها امتداداً للفرع العراقيّ للقاعدة والمعروف باسم “دولة العراق الإسلاميّة”.
بعد فشل التخفّي سعت “جبهة النصرة” إلى التكيّفِ مع التطوراتِ السوريّة وشرعت بالتقاربِ من نهج “القاعدة المركزيّ” الجديد وتكيفاته الموسومة بـ “أنصار الشريعة” والاندماج مع الشأن المحليّ. ورغم تنامي المخاوفِ من سلوكِ “جبهة النصرة” إلا أنَّ المحاولاتِ الإقليميّةِ التركيّة – القطريّة لم تنقطع لدفع “جبهة النصرة” نحو إظهار المزيد من الاعتدال والمطالبة بفكِّ الارتباطِ مع “تنظيم القاعدة”.
تفاهمات أستانا تحيي آمال “النصرة”
 
شكل تدخل روسيا في 30/9/2015 في سوريا تحولاً مهماً في مسارِ الأزمةِ السوريّة، وتوصلت روسيا إلى تفاهمات مع تركيا بعد اتفاق أستانا والذي سيطرت خلاله حكومة دمشق على معظم الأراضي السوريّة وبالمقابلِ احتلت تركيا مناطقَ سوريّة عديدة. وبسبب هذه التفاهمات نُقلت الجماعات المرتزقة من جميع الأراضي السوريّة وحُصرت بمحافظة إدلب والمناطق المحيطة بها والتي تحاشت هجوماً عسكريّاً شاملاً. ودفع ذلك لارتفاع آمال “جبهة النصرة” بالحصولِ على حمايةٍ بسببِ هذه التفاهمات، ولتكون خطوةً على طريقِ الحصولِ على شرعيّة لذلك أسرعت من ابتعادها عن نهجِ القاعدةِ عبر إعلان “جبهة النصرة” فكَّ الارتباطِ بالقاعدةِ.
“فتح الشام”.. إصدارٌ جديدة لـ “تنظيم القاعدة”
 
ولأول مرة يظهر أبو محمد الجولاني كاشفاً وجهه في 28/7/2016 ويعلن تأسيس “جبهة فتح الشام” ويزعم بأن لا علاقةَ للكيان الجديد بأيّ جهةٍ خارجيّة في إشارة إلى “تنظيم القاعدة”. لكن ذلك الابتعاد كان شكلياً، فقبل بثِّ الخطابِ بساعاتٍ نشرت مؤسسة “المنارة البيضاء” التابعةُ لـ “جبهة النصرة” تسجيلاً صوتياً لأبو الخير المصريّ نائب زعيم القاعدة أيمن الظواهريّ يعلن فيه موافقةَ التنظيم على انفصالِ “النصرة” ويباركُ الخطوةَ.
وبحسب التقارير، فإنّ أبو محمد الجولاني وأبو الخير المصريّ اتفقا على تغيير اسم جبهة النصرة وإعلان انفصالها عن تنظيم القاعدة شكليّاً وإعلاميّاً فقط مع بقاءِ البيعةِ للقاعدةِ سراً. ولم تفلح خطة “تنظيم القاعدة” بالتخفّي طويلاً واستهدفت غارةٌ جويّة مجهولة في 8/9/2016 اجتماعاً لقيادات الصف الأول من “جبهة فتح الشام” بريفِ حلب الغربي.
أكدت واشنطن أنّ التسميةَ الجديدة للنصرة حيلة مكشوفة وبدءاً من كانون الثاني 2017 لم تعد الولايات المتحدة الأمريكيّة تمّيز بين مقاتلي “مجموعة خراسان” و”جبهة النصرة” وتصفهم جميعاً باسم “القاعدة” وزادت من عددِ غاراتها الجويّة ضد جبهة فتح الشام “النصرة سابقاً”.
بعد الضغط الكبير ووضع اسم “فتح الشام” على قائمة العقوبات الأمريكيّة وفي محاولة لتقديم نفسها فصيلاً معتدلاً أُعلن تشكيل “هيئة تحرير الشام” في 28/1/2017ـ وأصبح الجولاني قائداً عاماً للهيئة.
هل تطمحُ “النصرة” لتكون طالبان سوريا؟
 
أصرتِ الولايات المتحدة الأمريكيّة أنَّ الهيئة منظمةٌ إرهابيّة وأنّها تسميةٌ جديدةٌ للفرعِ السوريّ للقاعدة، لكن تقاريرَ تحدثت أنّ هناك تعاون بين الجولاني والاستخبارات الأمريكيّة وألمح القياديّ السابق في النصرة “صالح الحمويّ”/ “مزمجر الشام” أنّ الجولاني متورط باغتيالِ الطيران الأمريكيّ لقادة ما يُعرف بجماعة خراسان الذين قدموا من أفغانستان والتحقوا بـ “جبهة النصرة”. ومنذ إعادة تسمية “جبهة النصرة” بـ “هيئة تحرير الشام” في 28/1/2017 سعت الهيئةِ لتقديم نفسها مجموعةً محليّة تهدفُ لمحاربة حكومة دمشق دون أيّ أجندة عالميّة واختفت مصطلحات “جهاد الأمة – جهاد الأمة الإسلاميّة – الجهاد ضد النصيريّة”.
في صيف 2017 بدأت هيئة تحرير الشام بحملة تواصل مع الغرب ويعتبر لقاء الجولاني مع مجموعات الأزمات الدولية في أواخر كانون الثاني 2020 ذروة مسار التحول. وصرح المبعوث الأمريكيّ السابق إلى سوريا جيمس جيفري أنَّ إخراجَ الهيئةِ من قوائمِ الإرهاب يتطلبُ شروطاً ومعايير لم تنجح “هيئة تحرير الشام” في تلبيتها وهو ما أوحى بأنَّ تلبيةَ الهيئة لتلك الشروط سيؤدي إلى إزالةِ اسمها من قوائم الإرهابِ.
وقدمت مجموعة الأزماتِ الدوليّة مقترحاتٍ للإدارة الأمريكيّة برئاسة جو بايدن واعتبرت أنَّ “إدلب هي إحدى الفرصِ لإعادةِ تحديدِ استراتيجية الولايات المتحدةِ لمكافحةِ الإرهاب” واقترحت توصية للإدارةِ الأمريكيّةِ برفعِ هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب.
وسعى الجولاني خلال الفترة الماضية للظهور باللباس المدنيّ ما فسّره مراقبون بأنه يندرج في إطار مساعيه لتكريس نفسه كشخصية معتدلة، ترعى أنشطة مدنية، بعيداً عن تصنيفات الإرهاب الموسوم بها فصيله.
ومع الانسحاب الأمريكيّ من أفغانستان ونجاح حركة طالبان في حكم البلاد، يرى مراقبون بأن َّ”جبهة النصرة” تطمحُ أن تكون طالبان سوريا.
وسعى الجولاني خلال حواراته الأخيرة للتشبه بقادة طالبان فيتحدث إن “كفاحه ضد روسيا يعيد للأذهان وقائع الحربِ الأفغانيّة ضد الاتحاد السوفييتيّ”، ملمّحاً إلى أنَّ “هذا يمنحه فرصة الشراكة مع الغرب والولايات المتحدة كطرفٍ مناوئ في الداخل السوريّ للنفوذ الروسيّ”.
وكالة هاوار
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle