سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

شمال وشرق سوريا وسيناريوهات الغزو التركيّ

بينما انحسرتِ الحرب في سوريا مبتعدةَ عن دائرة الأضواء الدوليّة، يستعدُ السكانُ في شمال وشرق البلاد لموجةٍ جديدةٍ من العنف، فمع بدءِ العملية العسكريّة الروسية في أوكرانيا، كثّفت تركيا أنشطتها العسكريّة في شمال وشرق سوريا، بالتزامنِ مع هجومها على باشور كردستان في العمليّة التي أطلقت عليها اسم “قفل- المخلب”.
وكعادتها فإنَّ أنقرة تحاولُ تأطير حربها ضد الكردِ وتطلعاتهم المشروعة هذه المرّة أيضاً ضمنَ المسارِ القديمِ القائم على محاربة “الإرهاب”، وهي صيغة أمنيّةٌ وعسكريّةٌ يتخذها اليمينُ المتطرفُ في أنقرة لمواجهةِ القضيةِ الكرديّة، وإن كانت هجماتُ تركيا على الكرد في سوريا والعراق لم تتوقف يوماً، إلا أنَّ تلويح أنقرة اليوم بشن هجمات جديدة على شمال وشرق سوريا يختلفُ من حيث التوقيتِ والأحداثِ الدولية ومواقفِ الدول المنشغلة بشكلٍ أساسيّ بالحربِ الروسيّة – الأوكرانية.

أهداف تركيا
رسميّاً، تصرّحُ تركيا أنّ هدفها من الهجمات استكمال إنشاء ما تسمّيه “منطقة آمنة” بعمق 30 كم على طول حدودها الجنوبيّة، لكن بالواقع لا يخفى على أحدٍ أنَّ الهدف الرئيسيّ من هذه الهجمات هو الإدارة الذاتيّة في شمال وشرق سوريا والتي تدار من قبل شعوب المنطقة وفق نموذج التعايش المشترك، وتعتبر أنقرة أنَّ هذا النموذج يشكّلُ تهديداً مباشراً لأمنها عقب انهيار عملية السلام مع الكرد عام 2015، ومن هذا المنطلق يسعى اليمين المتطرف بقيادة أردوغان لتحقيقِ مجموعة أهدافٍ متداخلةٍ، يمكن اختصارها بالنقاط التالية:
ــ الهدف الأول القضاءُ على أيّ محاولة لتأسيس إدارة ذاتيّة في شمال وشرق سوريا قد تكون نموذجاً بالمستقبل لإدارات مماثلة في الدول ذات التنوع السكانيّ قوميّاً وثقافياً في المنطقة، ولا سيما أنَّ حكومة اليمين المتطرف تتبنّى نموذج الدولة القوميّة المركزية منذ تأسيس الجمهورية، ولا تقبل أي حلول تدخل ضمن نطاق اللامركزية. فعلياً، قد تشكّل الإدارة الذاتيّة في سوريا حافزاً للكرد والشعوب الأخرى القاطنة في الجغرافيا التركيّة لتصعيد نضالها القديم من أجل الحصول على الحقوق التي لطالما تم إنكارها منذ تأسيس الجمهورية التركيّة وقبلها عبر عناوين إلغائية وعمليات الصهر القسري والإنكار المنظم، من قبيل “أتراك الجبل” و”الأتراك المتحدّثون باللهجة الكرديّة” وغيرها. هذا التصوّر بوجود تهديد للنهج التركيّ المشترك بين القوميّين والدينيين على حد سواء دفعت بأنقرة للانتقال إلى المرحلة الهجومية على مناطق خارج حدودها الجنوبية، تم تنفيذ هذه الاستراتيجية الشاملة بطرق مختلفة في سوريا والعراق، ففي سوريا، شنت تركيا ثلاث هجمات عدوانية (في 2016 و2018 و2019) هدفت تحديداً إلى منع تشكيل منطقة إدارة ذاتيّة سياسيّة واجتماعية على طول الحدود التركيّة.
ــ تسعى تركيا من خلال مقاربتها التوسعيّةِ والاستعماريّة لقطعِ التواصل الثقافيّ وحتى الروحيّ بين الكرد في الأراضي السوريّةِ والعراقيةِ، إلى جانب تعطيل الاتصالِ اللوجيستي بين التياراتِ غير المناهضةِ لحزب العمال الكردستانيّ في العراق والأراضي التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطيّة في سوريا، ويمكنُ تفسيرُ الهجمات التركية السابقة تحقيقاً لهذه الغاية، وتحديداً قيام أنقرة باستهدافِ منطقة سنجار منذ فترة طويلة، وهي نقطة ربطٍ مهمةٍ بين العراق وسوريا، وتعرضت للإبادةِ العرقيّة من قبل “داعش”.
أسفر الغزو التركيّ السابق مع المليشيات السوريّة المتطرفة عن احتلالِ جزء كبير من الأراضي السوريّة، شملت مناطق عفرين وكري سبي/ تل أبيض وجرابلس وسري كانيه والباب، وتسعى أنقرة اليوم لاحتلالِ المزيدِ من الأراضي، في ظلِّ خطةٍ شاملةٍ للتغيير الديمغرافي ببناء آلاف الوحدات السكنيّة في تلك المناطق، لضمان ما تقول إنّه “عودة طوعية” لمليون من أصل 3.7 مليون لاجئ سوريّ في تركيا حالياً.
فشلت أنقرة حتى الآن بتزويدِ المستوطنين الجدد بشعورِ الأمانِ والاستقرارِ في المناطقِ المحتلة، مع إصرارِ الكردِ بالتمسّكِ بحقِّ عودتهم إلى دورهم ومزارعهم في المناطق التي هُجّروا منها، إضافة لمواصلةِ دمشق والإدارةِ الذاتيّةِ التأكيدَ على عدم استبعادِ خيارِ الدفاعِ المشروعِ لإعادةِ سكانِ هذه المناطق الأصليين إلى منازلهم، ما يؤدّي لاستمرارِ حالةِ عدم يقينٍ بالنسبةِ للوافدين الجددِ.
استمرارُ القلقِ والخوفِ لدى المستوطنين السابقين سيؤدّي بشكلٍ طبيعيّ لتعثّرِ خطةِ التغييرِ الديمغرافي التي تحتاج لتوافدِ المزيدِ من المستوطنين إلى المنطقةِ، والذين سيمتنعون عن الخوض ِفي مغامرةٍ غير مضمونةِ النتائجِ، خاصة وأنَّ خطوتهم تلك تقابلها بالجهة الأخرى من الحدودِ مظاهرُ انعدامِ الأمنِ والاستقرار التي تخيّمُ على أقرانهم الذين سبقوهم في المرحلةِ الأولى من الخطةِ، ويعودُ السببُ الرئيسيّ لهذه المخاوفِ، إلى سياسةِ المليشيات المتطرفةِ السوريّةِ التي تستبيحُ السكانَ بصورةٍ مريعةٍ تحت غطاءِ االجيش التركي.
ــ تهدف تركيا من هذه الهجمات إلى دمج المناطق التي شنّت فيها هجمات سابقة داخل سوريا مع المناطق التي تريد السيطرة عليها في تل رفعت ومنبج وكوباني، وتنوي أنقرة ربط منطقة جرابلس بمنبج بريف حلب الشرقي، ومنطقة عفرين بتل رفعت بريف حلب الشماليّ، وأيضاً الربط بين مناطق عملية درع الفرات (جرابلس) بمناطق عملية نبع السلام (كري سبي/ تل أبيض وسري كانيه) باحتلال كوباني وعين عيسى.
تحاول تركيا من خلال هذا المخطط الاستعماريّ ضمان حدٍّ أدنى من مقومات استمراريّة الحياةِ في المنطقة عبر عمليةِ والنهب والسلب للمناطق التي تريد احتلالها، وإعادة عجلةِ الاقتصاد للدوران، بعد سنوات من سيادةِ اقتصادِ الحرب فيها، والقائم على عمليات الخطفِ والاستيلاء وفرض الإتاوات والابتزاز كوسيلةِ تمويلٍ ذاتيّ، بعد تراجعِ التمويل الماليّ للميليشيات المسلّحة التابعة لها في شمال سوريا، نتيجةَ الأزمة الاقتصاديّة التي باتت تحاصر أنقرة من جهة، وتراجع الدعم المالي التي كانت تقدّمه بعض الدول والجهات لهذه الميليشيات من جهة أخرى.

الهجمات المحدودة.. السيناريو الأكثر رجحاناً
ليس مستبعداً قيام تركيا بهجمات جديدةٍ شمال وشرق سوريا، استناداً على معطيات عدة، أبرزها تصريحاتُ أردوغان العلنيّة بشنِّ هجمات عدوانية على شمال وشرق سوريا، مشيراً إلى أنَّ جيشه بات جاهزاً ومستعداً لبدءِ الهجمات بأيّ وقت، إضافةً لتدهورِ الاقتصادِ التركيّ في السنةِ الأخيرة، وارتفاع نسبة التضخم إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، وخسارة الليرة التركيّة ربع قيمتها مقابل الدولار الأمريكيّ هذا العام، ويريد أردوغان استغلالَ مشاعرِ اليمين القوميّ المتطرف ومحاولة تداركِ الخسارة نتيجةَ الوضع الاقتصاديَ قبل الانتخابات المقبلة عام 2023، كما أنّ لدى أردوغان رغبة باسترجاعِ هيبته داخليّاً وخارجيّاً بعد أن عمل الرئيس الأمريكيّ على تحجيمه وتجنّب لقائه أكثر من مرة، وكأنّه يتحدّى بذلك الولايات المتحدة بعد رفضها لهذه الهجمات، فكلما زادتِ الانتقاداتُ الغربيّة لهذه العملية كلما ازدادت فائدةُ أردوغان بتقديمِ نفسه كزعيمٍ لا يلتفت للآراء الغربيّة.
الصراعُ في أوكرانيا خلق فرصة ذهبيّة لشنِّ احتلال جديد، إذ تعتقد تركيا أنَّ الصراع الأوكرانيّ سيقلل من آثار المعارضة الروسيّة والأمريكيّة للهجمات في سوريا، ويرى أردوغان أنَّ الظروف مناسبة لخوض هذه المعركة، وهناك عاملُ الطقس الملائم والمعتدل في كلٍّ من تركيا وسوريا يساعد على الاجتياحِ، على عكس الظروف الجويّة الباردة شتاءً والتي تمنحُ لصاحب الأرض أفضليّة إضافيّة.
وفي إطار ابتزاز واشنطن وموسكو على خلفيّة الحرب الروسيّة -الأوكرانيّة قد يكون من المفيد التركيز على خبر وصول السفينة اللوجستية YSABEL التابعة للبحرية الإسبانيّة إلى ميناء مرسين الأسبوع الماضي، محمّلة ببطاريات دفاع جويّ من نوع باتريوت ونظام الدفاع الصاروخيّ، تمهيداً لوضعها في عينتاب على الحدود التركيّة السوريّة.
قد تجد أنقرة صعوبات عدة أبرزها تسجيل حالات انشقاقات وخلافات كبيرة بين المرتزقة السوريين التابعين لها، ورفضهم القتال أو المشاركة بالهجمات التركيّة، بسببِ تراجع الدعم الماليّ المقدم لهم وتدنّي الأجور الشهريّة التي يتقاضاها العناصر، في ظل ارتفاعِ الأسعارِ وتكاليف المعيشة اليوميّة في مناطق الشمال السوري.
وبهذا السياق انشقّت ثلاث كتائب تابعة لـ”فيلق الشام” أحد أكبر فصائل أنقرة في سوريا، لرفضها القتال والمشاركة بأيّ عملٍ عسكريّ يستهدف مناطق ريف حلب، مشدّدين عدم مشاركتهم إلا بالأعمالِ العسكريّة التي تخصُّ المناطق التي ينحدرون منها.
تمنحُ محدوديّة الهجمات لأردوغان إمكانيّةَ الهروبِ من صدامٍ محتملٍ مع واشنطن، من خلالِ استهداف تل رفعت بشكلٍ خاصٍ، التي تعتبرها الولايات المتحدة منطقة نفوذ روسيّة، وتكادُ تكونُ خارجةً عن الحساباتِ الأمريكيّةِ بما يخصُّ شراكتها مع قوات سوريا الديمقراطيّة في سوريا.
تبدو تل رفعت هدفاً وظيفيّاً بالنسبةِ لموقعها المساعد على إبقاءِ حلب تحت الضغطِ من شمالها، وإعادةِ التواصلِ بين مناطقِ احتلالِ تركيا شمالاً وإدلب تمهيداً لتحالف الميليشيات بين ريفَي إدلب وحلب، وقطع وصول وحدات حماية الشعب إلى عفرين بشكلٍ كاملٍ، إضافة لإبقاءِ القواتِ السوريّةِ بوضعية التأهّب، لذا فإنَّ تل رفعت تبدو الهدفَ الأكثر ترجيحاً بالنسبةِ لأيّ هجمات تركيّة محدودةٍ.

المواقفُ الدوليّة
الولايات المتحدة
تعارضُ الولايات المتحدة بتصريحاتها أي هجمات تركيّة جديدة في شمال سوريا، وأعلن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين أنَّ واشنطن “تدعم الحفاظ على خطوط وقف إطلاق النار الحالية”، من المحتمل أن يتبنّى الاتحاد الأوروبيّ نفسَ الموقفِ.
تحتفظ الولايات المتحدة بوحدة صغيرة قوامها 900 جندي في شمال شرق سوريا، مهمتها الأساسيّة منع عودة “داعش”. وكان تعاون واشنطن مع وحدات حماية الشعب في هذه المنطقة أكثر القضايا الشائكة بالعلاقات الثنائيّة التركيّة -الأمريكيّة، ويحتملِ أن تتعارضَ هجمات تركيّة جديدة مع المصالحِ الأمريكيّة على الأرض، ما يفاقمُ الخلافَ الدبلوماسيّ بين تركيا وحلفائها الغربيين وعلى رأسهم واشنطن، بشأن جملةٍ من القضايا تبدأ بحظرِ بعض أنواع الأسلحة والتكنولوجيا الحربيّة ولا تنتهي بعلاقة أنقرة مع موسكو ومسألة توسيع الناتو.
بالمقابل ترى تركيا أنّ الولايات المتحدة بحاجة لموافقتها لقبولِ انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، وبالتالي لا يُرجّحُ اتخاذُ واشنطن خطواتٍ جادة أمام رغبتها بتنفيذِ هذه العمليّةِ.
رغم التصريحاتِ الأمريكيّة العلنيّة الرافضة لشن أيّ هجمات تركيّة على شمال وشرق سوريا، إلا أنّها بالوقتِ نفسه، لا تخرجُ عن كونها تصريحاتٍ إعلاميّةً من الواجب عليها إعلانها بما يتناسبُ مع موقفها الرئيسيّ الداعم لقوات سوريا الديمقراطية، فيما تزيد الاحتمالاتُ من إمكانيّة فرضِ واشنطن وحلفائها المقرّبين إجراءات عقابيّة بحق أنقرة بحال شنّها أيَّ هجومٍ جديدٍ في شمال سوريا، لكن يرجّحُ أن تكونَ الخطوةُ الغربيّةُ بطيئةً وممتدةً على المدى المتوسطِ والبعيدِ.
روسيا
 لا شك أنَّ للحرب الروسية -الأوكرانية تأثيراً قوياً على موقف روسيا من هجمات تركيا، خاصة أنَّ زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى أنقرة قبل أيام أظهرت أنَّ تركيا باتت المنصّة الوحيدة لروسيا للتعبير عن مواقفها وتطلعاتها، وألغيت زيارته إلى صربيا، بعد إعلان الدول المحيطة (بلغاريا ومقدونيا) إغلاق المجال الجويّ أمام طائرته.
نشرت صحفٌ روسيّة، سيناريوهاتٍ لتصرفِ روسيا المحتملِ بحالِ نفّذ أردوغان وعده وأطلق المعركة المنتظرة. والسيناريو الأول، معارضة موسكو للتصعيدِ الجديدِ والسعي للتوصلِ لاتفاقٍ مع أنقرة، وقد يكون هذا، الخيارَ الأمثل لموسكو، ولكن يرجّحُ أن يكون ثمنه مرتفعاً بالنسبة لها، فقد تطالب تركيا بأفضلياتٍ تجاريّةٍ واقتصاديّةٍ، وربما أفضلياتٍ تتعلقُ بالوضعِ الميدانيّ في سوريا.
ويرجّح السيناريو الثاني الخيارَ التصعيديّ، القائمِ على تبادلِ للأراضي، كمبادلةِ جبلِ الزاويةِ في إدلب بهجومِ الجيش التركي على المواقعِ الكرديّة.
السيناريو الثالث المتوقع، يقوم على تعامل موسكو الهادئ وعدم القيامِ بردةِ فعلٍ، فقد تتركُ الهجمات الجديدةَ دون ردٍّ، لتحصلَ أنقرة على جزءٍ من مناطق “الإدارة الذاتيّة”، دون التوغّل في عمقِ هذه الأراضي.
قد تتجاهلُ روسيا تغييراً بسيطاً بالموقفِ الميدانيّ لإفسادِ العلاقاتِ التركيّةِ الأمريكيّة ودفع الكردِ نحو دمشق، فيما تفيدُ الاشتباكاتِ في تل رفعت الولايات المتحدة من حيث تعطيلِ التقارب التركيّ – الروسيّ، ووضع روسيا في مأزقٍ وزيادةِ الضغطِ على الحكومة السوريّة، في عام 2020، خلال الهجمات التي انتقلت فيها السيطرةُ على طريق حلب – دمشق الدوليّ إلى الحكومةِ السوريّة M-5، تواجهت كلّ من تركيا وروسيا في تصعيد أدّى لمقتلِ 34 جندياً تركيّاً بقصفٍ روسيّ.
ويقوم السيناريو الرابع، على أن موسكو، قد تشجّع دمشق على شنِّ هجمات مقابلةٍ في إدلب ردّاً على الهجمات التركيّةِ، لكن بالنسبةِ لروسيا، من غير المربحِ تبديدُ مواردها العسكريّة في هذه الظروفِ، إضافةً إلى أنّها لن تدخلَ بالتأكيدِ في مواجهةٍ مباشرةٍ مع أنقرة في إدلب.
إيران
لا يخفى أنَّ الوجودَ العسكريّ التركي في سوريا نتيجة للتدخلات العسكريّة الثلاث منذ آب 2016 يمثّل مصدرَ قلق أكبر لإيران منه لروسيا، وصفت وسائل الإعلام الإيرانية التحرّكات التركيّة “بالغزو” ووجودها “بالاحتلال” وأشارت إلى الجيشِ الوطني السوري بوصفهم “إرهابيون تدعمهم تركيا”، متهمةً أنقرة بإجراءِ تغييراتٍ ديمغرافيّة على حسابِ الكردِ، وتوسيعِ مساحةِ “الإرهابيين” تحت غطاء المناطقِ الآمنةِ، والسعي وراءَ مكاسبَ لاستخدامها ضد دمشق في محادثاتِ مستقبليّة أو تمهيدِ الطريق لضمِّ أراضٍ سوريّة. بالمقابل، استخدمت وسائل إعلامِ الحكومة التركيّة تسمية “الإرهاب” للقواتِ الشيعيّةِ المدعومةِ من إيران في سوريا والعراق.
استيلاء تركيا على تل رفعت، من شأنه تعريضُ التجمّعاتِ السكنيةِ الشيعيّة القريبة في بلدتي الزهراء ونبل وكذلك مدينة حلب للخطرِ، ولذلك فاعتراضاتُ طهران الكلاميّة وجهودها التعزيزيّةُ بالمنطقةِ، تزيدُ احتمالاتِ الصدام بين القواتِ التركيّة والسوريّةِ المدعومةِ من إيران.
قد يكون إلغاء زيارة وزير الخارجية الإيرانيّ حسين أمير عبد اللهيان إلى أنقرة والتي كانت مقررة في 6/6/2022، أولى إشاراتِ الخلافِ بين البلدين على خلفيّةِ إعلان تركيا عن شن هجمات على شمال شرق سوريا.
ازدادت في الآونةِ الأخيرة مخاوفُ إيران من انخراطِ أنقرة في تكتّل إقليميّ يضم السعودية والإمارات وإسرائيل، خاصةً بعد تبادل الزياراتِ بين تركيا والإمارات، وزيارة أردوغان للمملكة والزيارة المحتملة لولي العهد السعوديّ الأمير محمد بن سلمان لأنقرة، إضافة لمخاوفها من التقاربِ الإسرائيليّ التركيّ في الأشهر الأخيرة الذي توج بزيارةِ الرئيس الإسرائيليّ لأنقرة ولقائه أردوغان، وزيارة وزير الخارجية التركيّ إلى تل أبيب، كل هذه الأمور قد تغيّر قواعدِ التنافس بين طهران وأنقرة التي ظلت طوال السنوات الماضية تحت السيطرةِ.
المركز الكرديّ للدراسات
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle