سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

القيم الأخلاقية بين المادية، والجبلة الفطرية

د. محمد فتحي عبد العال (كاتب وباحث وروائي مصري)_

منذ ظهور الرأسمالية، واستشراء قيمها المادية بأنيابها وأبعادها اللاإنسانية، قد رسخت عدة مفاهيم مغلوطة في المجتمعات، طغت على الفطرة السوية، وكذلك من خلفها المختفون بستار الدين، والدين منهم براء، ومن ذلك:
1ـ قاعدة العميل على حق: لافتة لاشك جذابة، وتدعو في ظاهرها إلى احترام العميل، وتوقيره، وتقديم الخدمة على أكمل وجه، لكن في حقيقتها خلقت شيئاً، من العنهجية الفارغة، والاستكبار لدى بعض العملاء، فوجه الرأسماليون، بما يسمى لغة الجسد، وضرورة دراستها للتعامل مع كل عميل، وفق طباعه وكسب وده، والتصرف في المواقف المختلفة، العلم مهم ولكن دعم الاخلاق أهم.. والحقيقة أن الشعار يمثل شكلا من عدم العدالة، فالعميل على حق، متى كان محقا، هذا هو الصواب.. فهل حينما يعتدي مواطن عربي على بائع مصري بالضرب على وجهه عدة مرات، والعامل من قلة الحيلة مستكين، وصامت، فهل العميل هنا على حق؟ وكان لا بدّ من استيعاب العميل، وعدم إيصاله إلى هذه الدرجة من الغضب واستخدام العنف؟!! العميل وببساطة يحتاج إلى مؤسسة مختصة، ولنسميها مثلا شرطة الأخلاق، يقضي لديها فترة لإعادة تأهيله وتدريبه على الأخلاق، ثم إعادة انخراطه مرة أخرى في المجتمع.
2ـ عدم تخطي رؤسائك في العمل: عبارة تجذبك للوهلة الأولى، وكأنها حق أصيل، أو مسألة روتينية منطقية، لكن يندرج تحتها من الأهوال الكثير، فالمؤسسات في عالمنا العربي لا يحكمها قانون ثابت، بل في أغلبها تخضع للسلطة المختصة، أي لمزاج سعادة المدير، ومزاج سعادته يتقلب بتقلب البيئة المحيطة به كزوجته وأولاده، ورضا مديره عنه، وكذلك درجة تمكن عقدة الأنا منه، وكراهية أن يشاركه أحد النجاح، وهكذا.
 يحكي لي صديق: أنه عمل في عمل خاص، مع مدير كان التحقير لعمل زملائه، والتقليل من أقدارهم، مزاجاً لديه، وسلاحاً في يديه، يضمن له البقاء في منصبه كرئيس لهم، وعلى الرغم مما كان يبديه من عنترية عليهم، كان كمثل النعامة الوديعة، يخفض رأسه تذللا لمديره الأعلى منه، وكان دائما ما يسأل سكرتير مديره عن مزاجه، إن كان يسمح بالزيارة أم يؤجلها لوقت آخر، فقد كان لمديره الأعلى زوجتين، أحدهما صغيرة السن، والأخرى طاعنة في السن، وهي مصدر ثروته المادية، تسبه وتهينه وتعكر صفو يومه، بينما الصغيرة هي مصدر الدلع والراحة، والأسبوع مقسم بينهما ولا يعلم أحد ليلة المدير أين قضاها، ومزاجه البادي على وجهه في الصباح، سوى سكرتيره، خاصة أن عينيه تقطران احمرارا، طوال الوقت من فرط تعاطيه الحشيش!!!.
في هذا المناخ فشكواك إلى رئيسك في العمل، هي لغشوم ظلوم لا حياه الله ولا بياه، فإذا رفعتها لمن هو أعلى منه، فهو أظلم منه، وأغشم، وتوقع العقاب من الاثنين معا، تحت بند تعدي رؤسائك في العمل دون فحص أصل المشكلة.
3ـ مصلحة العمل: عبارة فضفاضة يستخدمها بعض أصحاب العمل، لتعذيب مرؤوسيهم العذاب الأليم.
مدير بأحد الهيئات، كان يسعى لرضا المحافظ في مدينته، فترك أي اعتبارات إنسانية، وراح يفرق بين المرء وزوجه، فلو اجتمع موظفان زوج وزوجة في الإدارة نفسها، نقل أحدهما لمركز بعيد عن الآخر، من باب تحقيق الشفافية ؟!! دون أي جريرة، أو ذنب ودون النظر للحالة الاقتصادية لبعض الموظفين، الذين يعيشون اليوم بيومه، لمجرد نول رضا المحافظ، الذي قد يحمله لمنصب هام مستقبلا، ويا لها من مكانة، لو كنتم تعلمون؟!!.
4-الحقوق والواجبات: في القطاع الخاص دائما ما يكون قاسيا، فيما يتعلق بالواجبات، أما فيما يخص الحقوق فيترك المسألة في العادة مائعة دون تحديد، فمهام وواجبات الوظيفة، سيف مسلط على صاحبها، يحاسب، ويعاقب على أقل تقصير، أو حتى النية للتقصير، أما حقوقه فلا احترام لعدد ساعات العمل، ولا أي زيادة في الأجور تتناسب مع غلاء المعيشة، ولا تأمين صحي، فتجد أصحاب صيدليات كبرى، يقفون ضد التأمين على العاملين بصيدلياتهم، تحت ادعاء أن الصيدليات لا تجني دخلا، فيما لا يجد حرجا أن يشغل العمال لديه لأكثر من اثنتي عشرة ساعة، دون راحة، وبأقل سعر، مستغلين ضيق حال الشباب، واضطرارهم للعمل.
5-الشغل شغل (بيزنس ايز بيزنس): كل الموبقات في أي عمل توضع تحت هذه العبارة، والأمثلة كثر.
– طبيب يثقل كاهل مرضاه بأدوية وفيتامينات، ومكملات غذائية ليست ضرورية لمرضاه، من أجل أن يربح عمولات وسفريات من شركات الأدوية، فضلا عن زيادة دخل صيدلية المستشفى، أو المستوصف الخاص، الذي يعمل به، منهم طبيب كان يلقن مريضه لون العلبة، وشكل مميز عليها فمثلا: “لا تشتري إلا العلبة الخضراء، وعليها الدبدوب”!!! والمريض يشتريها وهو مقتنع أن شفاء ابنه مرهون بها، فلا يقبل سواها، وربما كان لها أكثر من مثيل دوائي بسعر أقل، ولكن يظل يبحث عنها، فهل يستطيع صيدلي شريف مثلا، أو ممرضة ضميرها يقظ، أن تبلغ إدارة المؤسسة عن سلوكه غير القويم؟ ستكون إجابة المؤسسة، إما فصل صاحب الضمير اليقظ؛ لأنه يضر باقتصاد المؤسسة، ويشوه سمعة زميله الطبيب المجتهد!!! أو في أحسن الظروف توجيه صاحب الضمير اليقظ، أن مرتبه آخر الشهر يجنيه من عمل هذا الطبيب، “بيزنس ايز بيزنس” يا عزيزي ليس للأخلاق مكان.
– مندوب تحصيل، شاب لقي حتفه في حادثة، فيسرع مديره من فوره للعزاء، لا ليواسي أسرته، بل ليسأل عن أموال التحصيل أين ذهبت؟! ولسان حاله “بيزنس ايز بيزنس” والحي أولى من الميت.
– موظف خدمة عملاء، يعاني من مرض السكر؛ ما يضطره لدخول الحمام مرات عدة، ومديره يؤنبه في كل مرة على ترك عمله، دون مراعاة لظرفه الصحي، فلينهي الرجل حياته من كثرة توبيخه، والمدير لا يجد في ذلك حرجاً، ولما لا؟!! والناس على دين ملوكهم، والشركة لن تعنفه، فهو عينها على انتظام أداء العاملين، ولسان حالها، وبدم بارد “بيزنس ايز بيزنس”.
– حارس أمن بمؤسسة صحية، مصاب بالصرع، ومديره يأمره بالمبيت للحراسة ليلا، والحارس يوضح دون جدوى أنه معرض للتشنجات، وقد لا يجد من يسعفه، والمدير يعدّ هذا هروبا من الواجب، ويرغمه؛ ليأتي الصباح، وقد فارق الحارس الحياة إثر نوبة تشنج ليلية، ابتلع معها لسانه، ولم يجد من ينقذه، والمدير لا يجد في ذلك حرجا، فالشغل شغل، ولم يلتفت أحد للأمر!!!
6-خلط الأوراق والمفاهيم المرتبكة: من أعظم ما جنته الرأسمالية، والمدنية العصرية على البشرية، أن عملت على خلط الصواب بالخطأ، والعدل بالباطل، وغيبت أركانهما، وجعلت أصحاب الثروة، والنفوذ لهم اليد العليا في المجتمعات، هم من يحددون المفاهيم، وفق رؤيتهم، وما يخدم مصالحهم، ويحقق مآربهم، ومن الأمثلة الكثير:
– ممثل شهير يفتخر أمام التلفاز، أنه ليلحق دوره بفيلم، وقد باغته الوقت، استدعى سيارة الإسعاف مدعيا أنه مصاب بوعكة صحية؛ ليلحق موعده، ويسعد مشاهديه! والمذيعة منبهرة بالقصة، وبحرصه على الوقت، والأولى هو تقديم مثل هذا الممثل للمحاكمة، فالواقعة أكبر من كونها طرفة، واستظراف، فلربما أضاع في لهوه، فرصة انقاذ لمريض حقيقي مسكين فرصة، لسيارة إسعاف.
– ممثلة مسرحية من الزمن الجميل، حينما يتناول الإعلام المرئي، والمكتوب ذكراها، يتحدث عن كونها تركت ابنتها مريضة للحاق بدورها على المسرح، فماتت الابنة، وهكذا ضحت بابنتها من أجل متعة جمهورها، فهل هذه هي القيم والأخلاق، التي نصدرها للناس، فتتحول قسوة القلب والتخلي عن الواجب، وغياب التراحم تضحية مجتمعية؟!!…
– سيدة من سيدات المسرح المدافعات عن المثالية، تتزوج عرفياً حتى تستمر في الحصول على معاش زوجها الراحل، وتقاسم أبنائه من زوجة سابقة، فماذا تركت صفوة المجتمع الراقي للمهمشين والبسطاء، وغير المتعلمين من أفعال غير لائقة؟!
– راقصة شهيرة، لها أفلام منافية للآداب مع أحد رجال الأعمال، تتحدث عن الفرق بين جيلها، والجيل الحالي، وأنها أخدت طريقها في الفن كفاحا خطوة خطوة، بينما يريد الجيل الحالي الصعود السريع، دون بذل جهد!!! لا أفهم عن أي جهد في مسيرتها تتحدث؟!! …
7ـ فصل الدين عن الدولة: من فترة وجيزة وجدت أحد أصحاب الصحف، يوصي لوفاته، أن تظل خطا صحيفته في الدعوة إلى فصل الدين عن الدولة، جميل هذا الاقتراح، والإيمان العميق لدى البعض به، ولكن إن غاب الدين من أين نستقي الأخلاق، التي تبني المجتمعات، وتقوي دعائم الدول؟!!.لقد شاعت الفاحشة، وانقلبت الموازين، حينما غاب الدين وتطبيقه في حياة البشر، فأصبح الناس في سباق مع المادة، وخلت حياتهم من الروح والدفء، والبركة، والتراحم والمشاركة، وسؤال الجار عن الجار، وسؤال الأبناء عن أهاليهم، حتى صار كبار السن يموتون لسنوات داخل شققهم، ولا يعرف أحد بوفاتهم، إلا بعد فترة، وقد تحللت أجسادهم.
الحل في هذا كله بسيط، وهو إعادة الدين مرة أخرى بمنظور أخلاقي عام، وإعادة مآثر النظام الإسلامي، ألا وهو نظام الحسبة، ولكن بشكل مدني عصري في ثوب شرطة الأخلاق، وقضاء للأخلاق، لا يستخدم العنف، ولا الأحكام المعتادة بالحبس مع عتاة الإجرام،  بل يدعو الناس إلى الأخلاق والاحتكام للعقل في حل المنازعات، ويكون له سلطة الابلاغ للجهات المختصة عن الألفاظ البذيئة، والعبارات النابية، والشتم بالشوارع والطرقات، ويكون العقاب بإعادة التأهيل، والتأكد من سلامة السلوك؛ لتعود للمجتمع سجاياه في طهارة اللسان، وعفة القول، وسماحة القلب، وتغليب العقل عند الغضب.
ومن الحلول أيضا أن يكون هناك آلية لقياس رضا العاملين عن مديريهم، وضرورة تغيير المديرين كل فترة، واختيارهم على أساس الكفاءة والقدرة على إدارة الحوار وتدريبهم، أن كسب القلوب أهم من كسب المواقف، وأن الكلمة الطيبة صدقة، فالإدارة ليست تجهم، وممارسات سادية على عباد الله، وإنما إدارة أعمال بشكل هادئ، يحقق المبتغى دون ضرر نفسي بالعاملين.
كذلك أن يكون لكل موظف في أي منشأة توصيف وظيفي واضح، لا يكلف بغيره، ويتم تدريبه عليه، وأن تكون مهاراته وشهاداته مناسبة للعمل الذي يقوم به.
وأن يسود المجتمع مفهوم العمل الجماعي، والمشاريع التشاركية، فاليوم الذي ستتخلى فيه الأنفس عن عقدة الأنا، ويكون من موجبات التعيين في الوظائف توافر الأخلاق، واختبارها لدى المتقدمين للوظيفة، حتما سندرك أن ثمة تغيير قد حدث في مجتمعاتنا.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle