القمح المحصول الاستراتيجي

محمد سعيد_

أعلنت شركة تطوير المجتمع الزراعي في شمال وشرق سوريا، الأحد، عن استلام أكثر من 180 ألف طن من القمح منذ بداية استلام المحصول هذا العام.

المركز الإعلامي لهيئة الاقتصاد في شمال وشرق سوريا، لآرتا إف إم، كان قد أكد أن مراكز شراء القمح في شمال وشرق سوريا، وعددها ثمانية وعشرون مركزاً، قد بدأت استلام القمح من المزارعين ابتداء من الخامس والعشرين من شهر أيار المنصرم في مراكز الرقة، والطبقة، وكوباني ومنبج.

هذا ما جاء على موقع أرتا إف إم، ومن خلال إجراء عملية حسابية بسيطة، نلاحظ أن المراكز الثمانية والعشرين، قد استلم كل منها وسطياً ستة آلاف وأربعمائة وثمانية وعشرين طناً من القمح، خلال هذه الفترة، وهذا يدل على أن الكمية لا بأس بها، فيما يتعلق بموسمي الجفاف المتتاليين، الذين ضربا المنطقة، ومن الممكن أن يرتفع هذا العدد الإجمالي إلى أكثر من مئتين وخمسين ألف طن، خلال الأيام القادمة، وحتماً هذه الكميات المستلمة، لن تسد حاجة شمال وشرق سوريا من هذا المحصول، حتى موسم الحصاد القادم؛ ما يحتم على الجهات المعنية وضع خطة لسد النقص في الاحتياج، الذي سيحصل عاجلاً أم آجلاً، وهنا حديثنا يقتصر فقط على الاحتياج الغذائي من الخبز فقط، دون التطرق للمشتقات الغذائية الناتجة عن القمح، والحاجة إلى كميات كبيرة؛ لسد احتياجات السكان من القمح؛ لدخول مشتقاته في الكثير من المواد الغذائية الضرورية والأساسية للسكان، أي أن الأمن الغذائي للسكان في مناطق شمال وشرق سوريا، يعد القمح  فيه العمود الفقري لهذا الأمن، الذي تزعزع في السنتين السابقتين؛ ما يحتم علينا التفكير بجدية في الحفاظ على هذا العمود الفقري، بشكله المستقيم، والصحي عن طريق تأمين الكميات اللازمة لسد الفجوة الغذائية الحاصلة في المنطقة؛ نتيجة النقص في مادة القمح، لأنه كما أسلفنا في مقالات سابقة، أن القمح هو المكون الأساسي، أو بمعنى أصح الصنف الدائم الحضور على المائدة السورية بمشتقاته المختلفة، والواسعة؛ لذلك الاستقرار الغذائي ـ إن صح إطلاق هذا المصطلح ـ يعتمد بشكل أساسي على توفير الكميات الكافية من القمح في المخازن…

ونحن فيما سلف، في مقالنا هذا، تحدثنا فقط عن الاحتياجات الغذائية للسكان من القمح،  ولم نتحدث عن الكميات الكبيرة اللازمة، التي ستستخدم بذاراً في الموسم القادم، وهذه الكميات يجب أن تتوفر في الموعد والكمية المناسبين، والكميات الكافية لزراعة الأراضي، وتسهيل حصول الفلاحين على البذار المعقم، ذي المواصفات الجيدة، والمناسبة للظروف المناخية في المنطقة، وهذا يتطلب تظافر جهود جهات معنية عديدة مختصة، وغير مختصة بالشأن الزرعي في تأمين البذار، والحرص على تشجيع الفلاحين على زراعة أراضيهم بالمحاصيل الاستراتيجية، والعمل على إدخال المزيد من المشاريع في خانة المشاريع المروية، وهذا يتركز بشكل أساسي في تأمين المحروقات بالكمية والموعد المناسبين، لضمان انتظام عمليات الرعاية والسقاية للمحصول، والحصول على إنتاج جيد يساهم في تأمين الكميات اللازمة من الحبوب في الموسم القادم.