قامشلو/ دعاء يوسف ـ
بقرب انتهاء امتحانات الطلبة الأحرار للشهادتين الإعدادية والثانوية، بمناهج الإدارة الذاتية، قيمت الهيئة تسيير العملية بنجاح، فيما بين الطلبة سعادتهم بإتاحة الفرصة لهم؛ لتحقيق أحلامهم.
برغبة ملحة من أبناء المنطقة لإكمال تعليمهم، والحصول على وثيقة المرحلة الثانوية من الإدارة الذاتية، بعد تركهم لمقاعد الدراسة؛ نتيجة الظروف الاقتصادية، أو التهجير؛ نتيجة العدوان التركي على مناطقهم، وأسباب أخرى حرمتهم من التعليم، لبت الإدارة الذاتية نداءهم، وأقرت بإجراء امتحانات الاحرار للشهادتين الإعدادية والثانوية، للطلبة الراغبين بإكمال الدراسة الثانوية والجامعية.
وبتاريخ 1/6/2022 بدأت، ولأول مرة امتحانات الأحرار للشهادتين في إقليم الجزيرة، حيث افتتحت ستة مراكز لتقديم الامتحانات، اثنان في مدينة الحسكة، وأربعة في مدينة قامشلو، ومن المقرر انتهاء الامتحانات في 16/6/2022 للقسم الأدبي، لتستمر امتحانات الفرع العلمي حتى تاريخ 19/6/2022.
حيث سيخضع الطلبة للشهادة الثانوية، لامتحانات ثمانية مواد للفرع العلمي، وسبع مواد للفرع الأدبي.
خطوة إيجابية نحو تعليم حديث
ولمعرفة سير العملية الامتحانية مع قرب انتهائها، التقت صحيفتنا “روناهي” بالرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة “روهات خليل” والتي عدت إجراء امتحانات للأحرار، خطوة تصب في تطور التعليم في روج آفا فقالت: “لقد قامت هيئة التربية والتعليم بخطوات كبيرة في مجال التعليم منذ بداية تشكيل الإدارة الذاتية حتى يومنا هذا، ومنها افتتاح الأكاديميات والمعاهد، واليوم افتتحنا المجال لأول مرة لطلاب الأحرار، الراغبين بالحصول على شهادة الثانوية من الإدارة الذاتية”.
وقد كان الإقبال على التسجيل للامتحانات كثيراً، حيث تقدم 361 طالباً من الشعبين العربي، والكردي، كما بينت لنا روهات، مضيفة بأنهم في البداية، قدموا أسماءهم لدائرة الامتحانات بعد توفر الشروط المطلوبة لديهم، ثم خضعوا لاختبار أولي، حتى تم قبولهم في الامتحان العام، ومن ثم توزيعهم في قاعات الاختبار.
وحسب متابعة الهيئة للمراكز الامتحانية، والتي بدأت منذ الأول من الشهر السادس، فإن المراكز مجهزة من جميع النواحي مثل: “تجهيز بطاقات الطلاب، وتوزيعهم على الصفوف، واحتياجات المراكز من توزيع المندوبين والمراقبين”، كما أفادته روهات.
وكشف روهات بأن النتائج ستصدر بوقت قريب بعد انتهاء الامتحانات، وحسب النتائج سيتمكن الطالب من إكمال مسيرته الدراسية، بالتقدم للمفاضلة الجامعية حسب الفروع، والاختصاصات، التي تتاح له.
وفي ختام حديث الرئيسة المشركة لهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة، تمنت روهات خليل التوفيق والنجاح لجميع الطلبة: “نحن بانتظار تخريج كادر، قادر على تطوير المجتمع، وبناء جيل جديد واعٍ، ومثقف وحر”.
أجواء امتحانات تسودها الرغبة لا الرهبة
وبخطوة منا للاقتراب من ساحة الامتحانات، قمنا بزيارة مركز امتحاني “مدرسة “ألماظة خليل” في مدينة قامشلو، واستطلعنا آراء الطلاب الخاضعين للامتحانات، والذين أبدوا سعادتهم بهذه الخطوة، وعدوها فرصة جديدة، لاستكمال حلم، حرموا منه.
الأمل بالنجاح، همم شحذت بالعزيمة، وأحلام تبددت لتعود الفرصة اليوم لتحقيقها، بأجواء ممتلئة بالطموح والرغبة، جلسوا على مقاعد هجروها لسنين، ليبدؤوا أول خطوة نحو مشوارهم التعليمي، الذي انقطعوا عنه، بسبب الظروف.
في البداية؛ التقينا بالطالبة “آلاء تحلو“، ذات الاثنين والعشرين ربيعاً، انقطعت عن الدراسة، ما يقارب خمس سنوات، لتعود اليوم لتقديم امتحانات الأحرار، بمناهج الإدارة الذاتية، التي أكدت بأنها فرصة جديدة لها، تحاول استغلالها بشكل جيد، فقد هيأت نفسها جيداً قبل الامتحان: “كوني انقطعت عن التعليم منذ مدة كبيرة، لم يكن الأمر سهلاً، لكنني استطعت التغلب على رهبة الامتحانات، لتحقيق طموحي، الذي أسعى لتحقيقه من جديد”.
وأضافت آلاء: أن الأسئلة مناسبة لكل الطلاب، فقد احتوت على أسئلة مؤتمتة، وأسئلة تعتمد على الفهم، لشرح الفكر، وأسئلة يتوجب فيها المقارنة والتعداد: “لم تكن معقده أو صعبة، بل كانت مناسبة للجميع”.
ولا يخلو الامتحان من الرهبة، والضغوط التي ترافقه في القاعات من تشديد، إلا أن آلاء وجدت أجواء الامتحانات في داخل القاعات تختلف عما كانت تتخيله، فالجو غير مشحون بالرهبة، والخوف بل كان مريحاً بالنسبة لها: “الجميع لديه طموح وهدف، يضعه نصب عينيه، فتجده منصباً على ورقته، وما يزيد رغبتي بالدراسة، وتحقيق حلمي أيضاً، فالجميع كان بانتظار هذه الفرصة”.
وتمنت آلاء، أن تكمل طموحها بالالتحاق بأحد فروع الجامعة: “أريد أن أدخل فرع التاريخ، أو الأدب الإنكليزي، فهذا طموحي الذي لم تسمح لي الظروف بتحقيقه منذ سنين، واليوم أسعى لتحقيقه”.
السعي لتحقيق الحلم بعد الدعم
وفي السياق ذاته؛ أشار جان علي يوسف، من مدينة قامشلو، أنه ترك الدراسة بعد حصوله على شهادة التاسع في 2018: “لقد درست الفصل الأول من التاسع في مدارس حكومة دمشق، ولكن بعد البدء بمناهج دراسة جديدة، تابعة للإدارة الذاتية في الصف ذاته، أكملت دراستي هناك، ونجحت، ولكني توقفت بسبب الظروف، التي مررت بها، والسفر كان إحداها”.
بعد إتاحة الفرصة للأحرار لإكمال تعليمهم عاد جان للدراسة، فأخذ الكتب المخصصة للمنهاج من أحد أصدقائه ليباشر التحضير للامتحان، ونوه جان، أن هيئة التربية والتعليم ساندتهم بافتتاح دورات مساعدة لمادتي الفلسفة واللغة الكردية: “لقد ساعدتنا التربية، بفتح دورات تقوية؛ نظراً لانقطاعنا الطويل عن الدراسة”.
الكثير من الأسئلة تكون معلومات عامة ومساعدة، لكن جان لم يكن قد حضّر للامتحان بشكل جيد: “لقد كانت أغلب الأسئلة عامة، ولكن تحضيري لم يكن بالمستوى المطلوب، إلا أنني أبذل قصار جهدي للنجاح”.
والجدير بالذكر، تم التنسيق مع الهلال الأحمر، وهيئة الداخلية، التي كانت متواجدة في المراكز لحفظ الأمن.
