No Result
View All Result
المشاهدات 3
محمد القادري_
أكد الإسلام على أهميه العُرف في حياه المجتمع البشري، وتأثيره العميق على الناحية الدينية، والإيمانية لأنه يُعبّر عن إرادة مجموعة من البشر تعارفوا واتفقوا على مبادئ معينه في حياتهم اليومية، لذلك أمر الله سبحانه وتعالى نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله “خُذِ العفو وأمُرْ بالعرفِ وأعرضْ عن الجاهلين”، ونرى كثيراً من التصرفات وكثيراً من الأعمال أقرها النبي في حياته ضمن مجتمع مكة المكرمة، ثم في المدينة المنورة، وحتى في أركان الإسلام، حيث نعلم أن فريضة الحج كانت موجودة في الجاهلية قبل الإسلام، وفي نفس الشهر ذي الحجه وفي نفس الأيام، وجميع الأعمال التي تقام في فريضة الحج من الطواف والسعي بين الصفا والمروة، وحلق الشعر، والوقوف بعرفة، والرجم كانت موجودة قبل الإسلام، وجاء الإسلام فثبّتها، ولكنه غير اليسير من الهيئات والأعمال الموجودة فيها، حيث أنه أمر بإفاضة جميع الناس من مكان واحد، بقوله: “ثم أفيض من حيث أفاض الناس واستغفر الله” لأنه كان يوجد هناك خمسة قبائل تسمى بالخمس تختص نفسها من دون الناس، وكانوا بعد الانتهاء من فرائض الحج يدخلون بيوتهم من فوق الجدران والحيطان، وليس الأبواب، فأمرهم الله سبحانه وتعالى بقوله: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس، كذلك ألغى الله سبحانه وتعالى ما كانوا يفعلونه في الجاهلية، من التصفيق حول الكعبة والطواف عُراة حولها، بقوله وما كان صلاتهم عند البيت إلا مُكاء وتصدية هذا بالنسبة للركن الخامس من أركان الإسلام، حيث كان قد تعارف عليه الناس بهذه الآيات، وجرى الإسلام على جميع الأعمال بما تعارف عليه المجتمع، وكذلك مجتمع المدينة المنورة حينما صدق النبي صلى الله عليه وسلم ميثاق المدينة ترك كل أمة على ربعتها وعلى أعرافها، حيث رأى أنهم يصومون يوم عاشوراء، فسنَّ النبي صلى الله عليه وسلم صومه وكذلك ما كان يجري في المدينة المنورة من احتفال الناس بالأعياد والضرب بالدفوف والرقص، لم ينهرهم عن أداء هذه المناسبات المتعارف عليها في المجتمع، ولم يغير من أنماط حياتهم وطعامهم وشرابهم وملبسهم حتى أنه لبس مثل ما كان يلبس أهل المدينة، حيث كانت عمامته في مكة كبيرة وضخمة وكانت عمائم أهل المدينة صغيرة فجعلها مثل عمائمهم. العُرف مصدر خامس من مصادر التشريع الإسلامي ويُعتمد عليه في كثير من الأحوال الشخصية والعامة.
No Result
View All Result