سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

العز للرز، والبرغل شنق حاله

“من كتاب قصص الأمثال لعبد الرحمن أومري”
قصة العز للرز، والبرغل شنق حاله، شاع تداول هذا المثل الشعبي في المنطقة الشامية، حينما كثر استخدام الأرز في المنطقة العربية عمومًا، والشام على وجه الخصوص، فمن المعروف أن البرغل كان يدخل في كثير من طعامهم الأساسي، ولكن حينما ظهر الأرز، أخذ الناس يتندرون على البرغل و يقولون: ”العز للرز والبرغل شنق حاله”.
فقد كان الأرز أغلى سعرًا، وينسب اقتناؤه للأسر الميسورة، أما البرغل فكان طعام الكادحين، رغم أن البرغل صحيًا أفضل من الأرز، فالبرغل هو ما يستخرج من حبوب القمح المجروش بعد تنظيفها وسلقها، ويعد هو الغذاء البديل للفقراء في منطقة الشام.
 قصة المثل: من القصص الفكاهية الشائع تداولها فيما يخص هذا المثل هي قصة الرجل الذي تزوج من اثنتين، وكانت الغيرة تحرك كلٍ منهما،  فتحاول استثارة غضب الأخرى بالتدلل على الزوج والتزين له، وكان الزوج لا يعلم بما يدور بينهما، وذات يوم أرادت كل واحدة منهن، أن تضايق الأخرى، بما تقدمه لزوجها من صنوف الطعام، ففكرت الزوجة الأولى أن تطبخ لزوجها الأرز بالطريقة التي يحبها، بينما فكرت الثانية في طبخ البرغل لاعتقادها أنه الطعام المفضل لزوجها، وحينما جاء وقت الغداء، أعدت الزوجتان ما لذ وطاب من الطعام، ووضعت كلٍ منهن طبقها التي أعدته، فوجد الزوج طبق الأرز، وإلى جواره طبق البرغل، ولأنه كان يحب زوجته الأولى أكثر، فطن لما برأس كل منهن، ومد الزوج يده لطبق الأرز، وأخذ يأكل منه، حينها أدركت الزوجة الأولى ذلك، وقالت للثانية كي تقهرها: ”العز للرز والبرغل شنق حاله”، ومن وقتها أطلق مثلًا على من يقع عليه الاختيار دون غيره، أي حينما تواجه الإنسان مواقف، عليه أن يفضل فيها شيئاً، على شيء أو على أحدٍ دون الآخر.