الطبقة/ عمر الفارس ـ
أشار حقوقيون ووجهاء عشائر من مدينة الطبقة إلى خطورة مخيم الهول بشمال وشرق سوريا ووصفوه بالقنبلة الموقوتة، والعصا التي تستخدمها الدول الساعية لإضعاف الإدارة الذاتية، وضرب استقرار المنطقة، وأكدوا: أنه يجب على المجتمع الدولي، أن يعي تلك الخطورة، ويتخذ الحلول اللازمة لمحاسبة مرتزقة داعش المتورطين في سفك الدم السوري..
بالنظر إلى ما يجري في مخيم الهول الذي يعد أحد المخيمات الأخطر في سوريا، لأنه يحوي أخطر القادة من عناصر مرتزقة داعش، وعائلاتهم، ويضم أكثر من ستين ألف شخص، أغلبهم من جنسيات أجنبية؛ يتبين لنا ازدياد النشاط المتطرف داخل المخيم، ففي العامين الأخيرين 2021 و2022 كثرت حالات الاستعصاء، والشغب، التي تُحدثها عوائل مرتزقة داعش، والخلايا الموجودة في المخيم، ناهيك عن الجرائم المستمرة، التي ترتكب هناك، فقد حدثت أكثر من 126 جريمة قتل داخل المخيم، اُستخدمت فيها الأسلحة النارية، والحرق، والآلات الحادة، وكان آخرها استهداف دورية لوحدات حفظ الأمن، المكلفة بحماية المخيم، بالأسلحة، وبالقذائف في شهر أذار الماضي.
ضرورة إقامة محكمة دولية “لمحاكمتهم” للتخلص منهم
وللحديث عن الخطورة الكبيرة لمخيم الهول، ووجوب التكافل الأممي، والدولي لبحث ملف داعش، وإبراز خطورته، التقت صحيفتنا الباحث القانوني، والحقوقي بالطبقة” معتز السودان” الذي تحدث عن ذلك: “الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، تعي خطورة مخيم الهول، كونه يُعد التجمع الأكبر لمرتزقة داعش، الذين قُبض عليهم بعد تحرير المناطق، فهو يحوي قادة، وعناصر مرتزقة داعش، وأكثر من ستين ألف شخص من أطفالهم، ونسائهم، فالمخيم منذ تأسيسه يشكل خطورة كبرى على أهالي شمال وشرق سوريا، فأطلقَ عليهِ اسم القنبلة الموقوتة، وفي الآونة الأخيرة كثرت فيه عمليات الاغتيال والشغب، في محاولة لتكرار ما جرى في سجن الصناعة بالحسكة”.
وأضاف السودان: “إن ما جرى في مخيم الهول في شهر آذار المنصرم، عبرَ استهداف وحدات الأمن في المخيم، ما هو إلا رسالة من مرتزقة داعش، ومن داعميهِ، بأننا موجودون، محاولين بذلك ضرب أمن، واستقرار المنطقة، فقد قاموا بتعيين قائد جديد لهم، بعد اغتيال زعيمهم في إدلب أواخر الشهر الماضي، وهم يهدفون إلى إعادة سيناريو سجن غويران، وتنظيم حراك خفي، لهروب عدد من العوائل خارج المخيم، ولكن تم إفشال تلك المخططات عبر السيطرة الأمنية بعد الحملة، التي أطلقتها قوى الأمن، ووحدات مكافحة الإرهاب، التي استمرت أكثر من أسبوع، تم فيها القبض على عدد من المرتزقة، وكشف فيها مخططاتهم في الهروب من المخيم”.
وأشار السودان، إلى أن الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، وجهت العديد من النداءات المتكررة، خاطبت فيها المجتمع الدولي، للنظر، ولبحث شؤون قاطني المخيم، واستلام رعايا كل دولة خارج الأراضي السورية، ولكنها لم تجد الرد لتلك النداءات، وتابع: “المخيم يبقى معضلة أمنية، وخطراً حقيقياً على الأمن الإقليمي، والدولي”.
واختتم معتز السودان حديثه: ” هناك ضرورة لاتخاذ موقف ثابت من قبل مجلس الأمن، والمجتمع الدولي، عبر تسيير عودة قاطني المخيم إلى بلدانهم الأصلية، وإنشاء محكمة دولية خاصة تحاسب مرتزقة داعش المتورطين في الدم السوري، وفق ميثاق الأمم المتحدة رقم 39، كما حدث سابقاً في تأسيس محاكم جنائية، بُحثت في حيثيات مجزرة رواندا، ومجازر يوغسلافيا، وغيرها من المجازر”.