سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سياسةُ بناءِ المستوطناتِ والجدرانِ في عفرين

رامان آزاد_

تتجاوزُ سياسةُ أنقرة الاحتلاليّةُ في عفرين السيطرةَ العسكريّةَ، إلى تغييرِ مجملِ تفاصيلِ الحياةِ اليوميّة في المجتمعِ والإدارةِ والتعليمِ والاقتصادِ والخدماتِ، وفي مسعىً لتثبيتِ هذه المتغيراتِ؛ استمرّت ببناءِ المستوطناتِ، وتبنّت سياسةَ بناءِ الجدرانِ، سواء جدار الفصلِ العنصريّ لعزلِ عفرين عن الداخلِ السوريّ، أو بناءِ سلسلةِ جدرانٍ داخليّةٍ عبر التتريكِ والربطِ الإداريّ مع تركيا، وآخرها إحياءُ العشائريّةِ المهجورةِ في عفرين لعزلها عن جذرها القوميّ وإطارها الوطنيّ.
مشاريعُ استيطانٍ جديدةٍ 
أفادت مصادر من عفرين المحتلة أنَّ سلطاتِ الاحتلال التركيّ قامت بتجريفِ وتسويةِ الأراضي الزراعيّةِ، بالآلياتِ الثقيلةِ تمهيداً لإنشاءِ مستوطنةٍ جديدةٍ عليها، في قرية خرزا التابعة لناحية جندريسه، بمحاذاةِ المخيماتِ التي أنشأتها عقب احتلال مقاطعة عفرين؛ لتوطين أكبر عدد ممكن من العوائل من مختلفِ المناطقِ السوريّةِ فيها فضلاً عن عوائل المرتزقة.
أفاد مصدر خاص لشبكة “نشطاء عفرين” بأن الاحتلال التركيّ وبالتعاون مع منظمة “شام الخيريّة” الإخوانيّة التي تموّلها دولة “قطر “قد قاموا بإنشاء مستوطنة جديدة في قرية قرمتلق التابعة لناحية شيه/ شيخ الحديد في عفرين المحتلة. وتقع المستوطنة على مساحة هكتار على أرض زراعية شمالي القرية تعود ملكيتها لأهالي القرية حيث استولى عليها مرتزقة “العمشات” بقوة السلاح ويتألفُ كلّ منزلٍ من غرفتين ومنافعها.
وفي مطلع آذار الماضي، أعلنت إدارة ما يسمّى بـ “مشروع السكن لمهجري البو كمال” على صفحتها في الفيس بوك الاكتتاب على مشروع سكنيّ بِدأها بتسوية الأرض وتقسيمها وفتح الطرقات لبناء منازل على 112 محضر.
وموقع المشروع يقعُ ضمن “تجمع البركة” في مشروع “الضاحية الشاميّة” في جبل ليلون قرب قرية خالتا التي تشرف على قرية “كرزيليه”- ناحية شيراوا؛ شرق مدينة عفرين 10 كم.
يقوم المشروع على مساحة 20 ألف دونم، تم الحصول عليها مجاناً، وتأمين الموافقاتِ الرسميّة، وجرى تقسيمُ الأرضِ إلى قطاعات وفي كلِّ قطاعٍ مسجدٌ ومدرسةٌ ومستوصفٌ ومساحة المحضر الواحد 400 م2. وتم الحصول على قطاعٍ كامّلٍ وتوزيع 112 محضر، للراغبين بالسكنِ في المشروعِ ولديهم رغبة في البناء منهم من حالته جيدة والآخر متوسطة، وبعضهم مقيمون في تركيا، وقد سجل البعض من قبيلِ التمويلِ ليعطوا البيوتَ للفقراء ليسكنوها، وعدد الفقراء فقط 20، وبذلك يتضحُ أنّ الهدفَ الأساسيّ للمشروعِ هو التوطينُ وليس إيواءِ ساكني الخيم.
اللافت أنّه ورد في الإعلانِ بالنسبة للمقيمين في تركيا، أنّهم سيجدون بيوتاً جاهزةً للسكن في حال عودتهم إلى سوريا، ويذكرُ الإعلانُ صراحةً في مناشدته طلباً للتمويلِ، أنّ المساعدةَ ستكونُ لبناءِ أول تجمعٍ سكنيّ لأهالي البوكمال تكونُ نواةً لمساعدة بقية العوائل المقيمة في الشمال. والمبلغ المطلوب حالياً (15000) ليرة تركية، ويبدو أنّ المناشدة موجهة للميسورين. 

 

 

 

 

 

 

 

تدشينُ مشروعٍ استيطانيّ بحضورِ قيادي في المجلس الوطني الكردي
أعلنت “جمعية الأيادي البيضاء” الأربعاء 30/3/2022، عن افتتاح المرحلة الثانية من قرية “بسمة السكنية” الاستيطانية، بحضور رئيس (مجلس شران المحليّ) المدعو “ريناس عبد الرحمن” يعد قياديّاً في حزب الديمقراطيّ الكردستانيّ – سوريا، أبرز أحزاب المجلس الوطنيّ الكرديّ المنضوي في الائتلاف السوريّ الإخوانيّ.
ونشرت جمعية الأيادي البيضاء التركيّة على صفحتها أنّه تمّ تجهيز افتتاح المرحلة الثانية من قرية بسمة السكنيّة الاستيطانيّة في قرية شاديره/ شيح الدير بناحية شيراوا
وأنّه تمَّ تجهيز ثمانية عمارات جديدة مكونة من 125 شقة سكنيّة وسيكون يوم الثلاثاء 29/03/2022 هو موعد التسليم لأكثر من 600 مستفيد من الذين يعيشون في الخيام. وأضافت أنّه تستمر أعمال بناء 6 عمارات جديدة وذلك بالتعاون مع جمعية العيش بكرامة – فلسطين 48.
 وكانت المرحلة الأولى من قرية “بسمة” الاستيطانيّة التي أُطلق بناؤها في شباط 2021 وقد افتتحت الثلاثاء 5/10/2021 بريف عفرين المحتلة، وضمّت 96 شقة سكنيّة موزعة على ثماني كتل تتألف كلّ واحدة من 12 شقة سكنيّة، بمساحةٍ 45 م2 لكلّ شقةٍ، وكانت جمعية “الأيادي البيضاء” قد بدأت ببناءِ قريةٍ بسمة قبل نحو عام ونصف بدعم من جمعية تنمية الكويتيّة، وتشملُ القرية على مرافق ملحقة وهي: مركز صحيّ، مسجد، معهد لتحفيظ القرآن ومدرسة.
وذكرت شبكة عفرين بوست أنّ مستوطنة “بسمة” تمّ بناؤها على أرضٍ، بموقع “وادي شاديرِه- تقلكِه” – جنوب القرية وتعودُ ملكيتها للمواطنِ زياد حبيب من أهالي قرية شاديره ذات الأغلبيّة الإيزيديّة -جنديرس، وتُقدّرُ مساحتها بـ 10 آلاف م٢، وكانت عبارة عن أرضٍ مشجّرةٍ بأشجار الزيتون تضمُّ نحو 150 شجرة تمّ قلعها بالكاملِ، وتقدّم المواطنِ “زياد” باعتراضٍ على بناءِ المستوطنةِ على أرضه إلا أنَّ مسلحي “فيلق الشام” التابع للاحتلال التركيّ هددوه بالقتلِ بحال استمراره بالاعتراضِ، ما أجبر على التنازل عن أرضه خوفاً على حياته دون أيّ تعويضٍ.

سلسلة مستوطنات
وتجاوز عدد المستوطنات التي أنشأتها دولة الاحتلال التركيّ في عفرين عشرين مستوطنة، بتمويلٍ مباشرٍ من الجمعياتِ الإخوانيّةِ المواليةِ لها في قطر والكويت وحتى الأراضي الفلسطينيّةِ المحتلةِ، والتي تعملُ تحت مسمياتٍ “خيريّةٍ”، والهدفُ النهائيّ تثبيتُ الاحتلالِ عبر التغييرِ الديمغرافيّ بتوطينِ أكبر عددٍ من الموالين لها من عوائل المرتزقة والمستقدمين من محافظات أخرى، والهدفُ بالنتيجةِ ضربُ هوية المنطقة وتاريخها. يضاف إلى كل ذلك عمليات انتزاع الملكيات بالقوة والاستيلاء على البيوت والأراضي الزراعيّة والاتجار بها، وإبطال الوكالات التي تخوّل أهالي عفرين من التصرف بممتلكات أفراد أسرهم وأقربائهم، والسعي إلى إيجادِ قاعدةِ بياناتٍ مختلفةٍ تثّبتُ انتقالِ الملكياتِ، وعبر فرض الإتاوات الباهظة بات الفلاح العفرينيّ يعمل ولكنه لا يملك.
ولإيجاد مقومات الاستقرار بالمنطقة وفرض واقع الاحتلال، شرعت الدولة التركية ببناء العديد من المشاريع السكنيّة في عموم المنطقة، ففي قرية مريمين شرق مدينة عفرين، شُيّدت قرية “القرية الشامية”، وفي “بافلون” الإيزيديّة، أنشأت “مخيم التعاون” لتوطين نحو 70 عائلة من ريف حلب والغوطة، ودعمهم ماديّاً لها، وبناء مسجد فيها.
كما شُيِّدت ثلاثة مجمعاتٍ استيطانيّة بناحية شيه/ شيخ الحديد، في قرى (أرندة – سهل قرية سنارة- سهل شاديا) أي على طولِ الحدودِ، حتى ناحية راجو، وهي منطقة تُدعى ليجي دوبريه دينك lêçê Dûbirê Dînik الممتدة على مسافة ٣ كم٢، بين قرية قرمتلق وجقلا، ومنطقة ليجي توفي lêçê Tofê الواقع بسهل قرية سناريه المحاذية للحدود التركية، والثالث في منطقة ليجي شاديا Lêçê Şediya الكائن في سهل قرية شاديا. إلى جانب بناء مجمعاتٍ سكنية في كل من (أفرازة وحج حسنة) بعد تجريف أشجار الزيتون، وبُني مجمع سكنيّ في قرية “باصلحايا” جنوب عفرين.
وفي قرى “شيراوا”، وتحديداً في (دير مشمش وخالتا)، شُيِّدت قرية حملت اسم قرية (كويت الرحمة) بالتعاون مع جمعيات إخوانيّة كويتية، كما أُنشِئت مجمعاتٌ سكنيّة في ميدان إكبس، ومجمع “بسمة” الاستيطانيّ قرب كالي نواله بقرية شاديرة ذات الغالبية الإيزيدية بناحية شيراوا.
وتقوم منظمة “إحسان للإغاثة والتنمية التركيّة” ببناءِ مستوطنة شمال غرب مدينة جنديرس، ويُقام مشروعُ المستوطنة على أرضٍ في جبل شيخ محمد، وهو امتداد لجبل قازقلي حيث كانت تُقام احتفالات عيد النوروز قبل الاحتلال، بين قريتي كفر صفرة وتاتارا، تماماً ما بين مزار الشهيد سيدو، وسفح جبل قازقلي.
وبدأتِ العمل على إنشاء مجمع استيطانيّ، على أطراف قرية ترنده التابعة لمركز عفرين وصولاً إلى أطراف كرزيلية على سفح جبل ليلون وأقامت الدولة التركيّة عدة مخيمات على الحدود التركيّة السوريّة “بلبل، قرية سوركة بناحية راجو، قريتي المحمدية ودير بلوط بناحية جنديرس.. إضافة لمخيمات في كفرجنة ومشعلة وآفرازة وحي الأشرفية والمحمودية بمدينة عفرين وآلاف البيوت المستولى عليها.

 

 

 

 

 

 

 

منح محاضر البناء للمستوطنين في عفرين
أفادت مصادر محليّة بأن الجمعيات الإغاثية العاملةُ في عفرين تقوم ببناء ووضع أكشاك (براكيات) ضمن محاضر الأهالي في المنطقة الصناعيّة وعلى طريق قرية “ترندة” بمدينة عفرين المحتلة، دون الرجوع لأصحابها، أو تنظيم عقودِ إيجار الأرض، ومن ثم تمنحها للمستوطنين.
ويقوم المستوطنون بفتح مشاريع عديدة منها للحدادة والنجارة وتصليح السيارات وأخرى للمشروبات الساخنة والمواد الغذائيّة، دون أن يجرؤ أحدٌ من أصحاب تلك الأراضي على السؤال أو المطالبة بحقهم مقابل ذلك. وأقيمت براكية إكسبريس عند “دوار كاوا” على أرض المواطن “حسين محمد” من أهالي قرية “كرزيليه”، وأخرى لتصليح السيارات على أرض عائلة “أوصمان آغا” في المنطقة الصناعيّة، بدعم مباشر من مكتب “أبناء الغوطة”.
استكمالُ بناءِ جدارِ الفصلِ العنصريّ
يعملُ الاحتلال التركيّ في الآونةِ الأخيرة على استكمالِ سياسة التغييرِ الديمغرافيّ في الشمالِ السوريّ المحتلِ فبعد تطبيقِ إجراءاتٍ عمليّةٍ على الأرضِ، كافتتاح (مدارس باللغةِ التركيّة واستخدامِ العملة التركيّة ورفعِ العلم التركيّ واستخدام الاتصالات التركيّةِ بدلاً من السوريّةِ…) إلى آخر ما هنالك من إجراءات.
بدأ الاحتلالُ بإجراءاتٍ ونشاطاتٍ جديدة ببناء عددٍ كبير من المستوطنات في الشمال السوريّ المحتل برعاية منظمات إخوانيّة وفلسطينية لتوطين عوائل مرتزقته بالإضافة إلى نقل النازحين السوريين من داخل الأراضي التركيّة وتوطينهم هناك.
ويتبع الاحتلال التركيّ في الآونة الأخيرة الخطوة الأكثر خطورةً في سياسة التغيير الديمغرافيّ، بعزلِ الشمالِ السوريّ المحتل عن باقي المدنِ السوريّة وبالتحديد بريف حلب الشماليّ المحتل بحفرِ خنادقَ كبيرةٍ لتكونَ أساسَ بناءِ جدارٍ إسمنتيّ عازلٍ بارتفاعِ ثلاثة أمتار يمتد من شرقي مدينةِ الباب إلى حدودِ بلدة تادف حتى بلدةِ حزوان وصولاً إلى طريق إعزاز ــ عفرين.
بتاريخ 13/1/2022 قام الاحتلال التركيّ أيضاً بإدخال عددٍ كبيرٍ من كتلِ الخرسانة إلى مدينة إعزاز المحتلة بريف حلب الشمالي، بغية بناء جدارٍ عازلٍ في محيطِ المدينةِ.
وتمَّ نقلها في حينها مباشرة إلى محيط المدينة وتحديداً إلى طريق إعزاز ــ عفرين، وفور وصول الكتل الإسمنتيّة والآليات، باشر الاحتلالُ التركيّ ببناءِ الجدار العازل من جهة مشفى اٍعزاز الوطنيّ الواقع على أطراف المدينة، باتجاه حاجز “الشط” التابع لمرتزقة الاحتلال التركيّ على طريق إعزاز ــ عفرين.
يعتبرُ هذا المشروع من أخطر المشاريع التركيّة في الشمال السوريّ، وهو جزءٌ من مخططها لضمِّ الشمال السوريّ المحتل إلى الأراضي التركيّ مستقبلاً على غِرار سيناريو “لواء إسكندرون” وقبرص الشمالية”.
تأتي هذه التطورات بعد إعلانِ مسؤولين أتراك وعلى لسانِ رئيس إدارة الهجرة التركيّة “صواش أونلو” بأنَّ تركيا ستسعى لعودةٍ آمنة للاجئين السوريين إلى داخلِ الأراضي السوريّة، وبناءُ الجدارِ العازلِ العنصريّ والمستوطناتِ في الشمال السوريّ المحتل دليل واضحٌ لنوايا الاحتلال.
عشائر ومشايخ في عفرين المحتلة
الطابع المدنيّ كان أهم مميزات المجتمع في عفرين، إلا أنّ سلطاتِ الاحتلالِ وفي مسعى لتغييرِ ثقافةِ عفرين عملت على إحياءِ فكرةِ العشائريّةِ المهجورة منذ عقودٍ طويلةٍ،  والهدفُ نقلُ حالةِ الانتماءِ الكرديّ من المستوى القوميّ إلى العشائريّ، عبر إنشاء مجالس العشائر، والذي استغرق مدة أسبوعين، ليتم تعيين شخصيات موالية للاحتلال في منصب شيخ العشيرة، وتعمل سلطات الاحتلال التركيّ منذ بداية على إنشاء مجالس للعشائر العربيّة والكرديّة، وقد عُقد المؤتمر الأول للعشائر العربية في عفرين في 26/4/2018، أي بعد شهر واحد من الاحتلال. ومعلومٌ أنّه لا شيء يحدث في عفرين المحتلة دون أن يمرَّ تحتَ مجهرِ الاستخباراتِ التركيّة بما في ذلك أعمالُ الاختطافِ والفدياتِ والتضييقِ على الأهالي.
وفي 3/12/2018، أي بعد احتلال إقليم عفرين بتسعة أشهر تقريباً، شكّل ما يُسمّى “التجمع الوطنيّ لأحرار عفرين” في إطار إيجادِ واجهات بأسماء وشخوص محليّة لتبرير خطوات تركيا الاحتلاليّة للأراضي السوريّة في خرق واضح للقوانين والمواثيق المعنية بالحدودِ الدوليّةِ، ليعلنَ تشكيلَ ما يُسمّى “مجلس عشائر الكرد في عفرين” وهو محاولةٌ لبناءِ جدارٍ داخليّ داخلَ المجتمعِ لفصله.
ومن المؤكد أنّ هذه المجالس لن تعملَ بشكلٍ مستقلٍ، وسيكون ارتباطها مباشرة مع الاستخبارات التركيّة وتعمل تحت العلمِ التركيّ وبتعليماتٍ منها كما هو حالُ سائرِ المؤسساتِ. علماً أنّ عفرين لا بيئةَ عشائريّة فيها، وتُعرف العوائلُ بأسمائها مباشرةً.
وترأس المدعو علي محمد سينو من أهالي قرية موساكو ورجل الاستخباراتِ التركيّةِ والمقيم في ألمانيا اجتماعاً في بلدة راجو في 27/3/2022، بعدما عيّنته الاستخباراتُ التركيّة المسؤول عن العشائرِ الكرديّةِ. وتمَّ تعيينِ الشخصياتِ التاليةِ شيوخاً للعشائر:
1ــ محمد وقاص: شيخ عشيرة الهفيدي.
2ــ عمر مجيد: شيخ عشيرة رشوان.
3ــ عكاش حج أحمد: شيخ عشيرة بيان.
4ــ خليل عثمان: شيخ عشيرة الشيخان.
5ــ أحمد حسين محمد: شيخ عشيرة آمكا.
6ــ محمد عثمان جلوسي: شيخ عشيرة شكاك.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle