سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

البيئة والمجتمع

محمد سعيد_

الغالبية من المواطنين لا تعي أهمية الحفاظ على الطبيعة، وحمايتها من التخريب، ومن التدمير، عن قصد أو من دون قصد، فقلة الوعي المجتمعي يعدّ كارثة بحق، فعندما يعتقد الشخص، أن كمية القمامة الملقاة على أرض الغابة، أو المتنزه، أو في النهر، والبحيرة لا تسبب أضرراً لقلة كميتها فهذا الأمر يعدّ معتقداً خطيراً يهدد كوكباً بأكمله، فهذا الشخص لديه قصر نظر، وأنانية ومشكلة في التفكير، لأنه لم يحسب الأثر التراكمي لكمية القمامة الملقاة، فكل شخص يضيف كمية قليلة من القمامة في أرض المتنزه، حتى تصبح أرض المتنزه مغطاة بكاملها بأنواع شتى من القاذورات، والقمامة، المخلفات التي يمكن أن تتحلل في زمن قصير، وأخرى تحتاج لعشرات، ولمئات السنين للتحلل كالبلاستيك والنايلون وغيرها الكثير من المواد، فالأولى التي تتحلل ستفرز عصارة ملوَّثة، وملوِّثة للتربة والمياه السطحية والجوفية، ما يؤدي لتسمم النبات والحيوان اللذين يتغذيان عليه، والإنسان الذي يستخدم الاثنين في غذائه، ما يسمم سلسلة غذائية بكاملها، ويهدد جيلاً كاملاً في منطقة معينة، أما النوع الثاني من هذه المخلفات فستضيق به الطبيعة ذرعاً، ويؤدي لمشاكل لا حصر لها على المستوى البعيد، وهنا يراودني سؤال بسيط وبصيغة التعجب: كيف يستطيع الإنسان تدمير نفسه بنفسه؟!
وكيف له أن يفسد المكان الذي يستجم فيه؟! ألا يمكن له العودة مرة أخرى إلى هذا المكان؟! فهل هو سيتصرف التصرف نفسه لو كان في منزله؟  طبعاً، لا، لأنه يعتقد أن منزله هو ملك له، أما المتنزه فلا!
إن ما شاهدناه مؤخراً من تعدي على الموارد الطبيعية أظهر لنا قلة الوعي الاجتماعي، والثقافة البيئية بشكل واضح، فالناس الذين يتنزهون ويخرجون برحلات إلى المسطحات المائية، والسدود يتركون خلفهم كماً هائلاً من القمامة الملقاة على أرض الغابة أو في البحيرات، ما يسبب ضرراً كبيراً للبيئة والصحة العامة، وجميعنا لاحظنا ما تركه الناس خلفهم من قمامة، وأوساخ بعد الاحتفال بالأعياد على أرض المتنزهات بمنظر غير لائق وغير حضاري، ولم يقتصر الضرر على ذلك فقط، وإنما تعدى ذلك إلى كسر الأشجار وحرقها، أي أنهم لم يكتفوا بذبحها، بل مثلوا بجثتها بعد الذبح، وهذا مرده إلى قلة الوعي البيئي وعدم معرفة أهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، لضمان العيش بشكل أفضل في مستقبل أفضل في بيئة نظيفة وصحية، وذلك لن يتحقق إن لم نعمل على رفع مستوى الوعي، لدي المجتمع بأهمية الحفاظ على الموارد الطبيعية، وحمايتها من التخريب والتعدي، ومكافحة تلوث البيئة بإشكال التلوث كافة.