سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أوكرانيا ضحيّة ُنظام الرأسمالية وتناطح الإمبرياليّة العالميّة

سليمان محمود (باحث في المركز السوري للدراسات والحوار)_

الرأسماليّة
وما الحربُ إلاّ الرئةُ التي تتنفّسُ منها الرأسماليةُ، ولذا فقد غرّرت أمريكا، ومن ورائها أوروبا، روسيا على شنّ هذه العملية العسكرية، والتي ستكون ضحاياها كالعادة الشعوبُ التي لا حولَ لها ولا قوّة.
إنه تناطحٌ ما بين القوى الرأسمالية، والإمبريالية العالمية، فالرأسماليةُ لا تدومُ وتتطوّرُ إلا بالحروب والصراعات، وما الخسارةُ إلاّ للشعوب فقط.
أوكرانيا ضحيّةٌ جديدةٌ من ضحايا (نظام الرأسمالية) العالميّ، والاحتكارات الرأسمالية، إذ إنّ منظومةَ رأس المال العالمية تعيشُ أزمةً حادة، وبالتالي فإنّ افتعالَ الحروب يشكّلُ نافذةً من التهوية على اتّجاهات عدّة.
ها قد بدأتِ الحربُ في أوكرانيا، والاستبداد يضربُ من جديد بقيمِ الحضارة، والحريّة والإنسانية، وما يُستخدم في هذه الحرب من القوّةِ المفرطة ومن الانتفاخ الذاتي، ومن السلاح الفتّاك، والرغبة في استعادة أمجاد الماضي… يظهر الاستبداد الخطرَ الأوّلَ على البشرية قبلَ أيّ تطرّفٍ آخر.
وربّما لا نشطح بالخيال، إذا ما قلنا أنّ الشعبَ الأوكراني شبيهٌ بالكرد في قضيتهم، فكلاهما ضحيةُ النفاق الأمريكي، والشوفينية الروسية، ومع الأسف ما يزال العالمُ بعيداً جداً عن إيجاد حلولٍ للأزمات، وللقضايا الراهنة بالطُرق الدبلوماسية، لأنّ قانونَ الغاب هو السائدُ دون الحوار، وممارسة السياسة الرشيدة، فذهنيةُ النظام الرأسمالي الحالي لا تقبلُ بحلول الوسط، ولا تؤمن بالحرية وبالديمقراطية.

روسيا بوتين
العمليةُ الروسيةُ بدأت صباحَ الخميس على حدود أوكرانيا بشكلٍ واسع، وعملياتُ نزوحٍ جماعية في مدن شرق أوكرانيا، قالت روسيا في بداية الأزمة الأوكرانية: “سوفَ نفعلُ ما نريدُ ومتى نريد، ولن تدخلَ أوكرانيا حلفَ الناتو، لن نسمحَ لأحدٍ أن يضعَ شوكةً حتى بالقرب منا، نحنُ القوةُ الأكبر والأعظم في العالم” وها هي تفعل.
ربما هدفُ المعركة ليس احتلال أوكرانيا، بمقدار ما يكون لتشكيل خطٍ دفاعيّ على طول الحدود الروسية الأوكرانية، وذلك لمنع اقتراب حلف الناتو من الأراضي الروسية. المخطّطُ الروسي هدفهُ الأساسي في أوكرانيا، هو تغييرُ نظام الحُكم وإزاحة المجموعة الموالية لأوروبا والغرب، وإن فشلتِ الخطةُ سيكون التدميرُ والاحتلال هو الحلّ، فروسيا مستعدّةٌ لمحاربة العالم، ولن تسمحَ أن تكون أوكرانيا جبهةً للغرب، وخنجراً في خاصرتها.
أمريكا الخاذلة
بدا واضحاً للشعوب والدول لاسيما بعد انسحاب أمريكا من أفغانستان، وتسليمها العراق لإيران، ومواقفها من دول الخليج، وصمتها عن احتلال عفرين وسري كانيه في سوريا، إنّ أمريكا دون هيبة كما كانت زمناً، فروسيا البوتينية مستمرةٌ في الدعس على قيمتها، فعلتها في فنزويلا بدعمها لمادورو، وفي ليبيا بدعمها لحفتر، وفي سوريا بدعمها للنظام الحاكم والآن في أوكرانيا، إنها تكتفي بالمشاهدة، وما عادت لها أية مصداقية من قبل حلفائها، فأمريكا ما حرّكت ساكناً عندما هاجمت تركيا القوات الكردية في عفرين وسري كانية وكري سبي/ تل أبيض، تلك القواتُ التي هزمت داعشَ، وحاربت الإرهابَ نيابة عن كلّ العالم. وها هي اليوم تخون أوكرانيا، وتهديها لبوتين على طبقٍ من ذهب.
الرئيس المعزول ترامب امتدحَ بوتين في تغريدةٍ قائلاً: “إنه عبقريّ، يستولي على مساحات شاسعة في مقابل عقوباتٍ قيمتها دولاران”، من الواجب، والأمانة أن نقولَ: إنّ ما تحدّث به ترامب صحيح، ومن الحقّ أيضاً أن نقول: إنه أمرٌ مثيرٌ للاشمئزاز.
تركيا المتأرجحة
قلقٌ وخوفٌ كبير في تركيا، واجتماعٌ عاجلٌ لمجلس الأمن القومي التركي، ربما أصعبُ موقفٍ من بين دول الناتو هو لتركيا، التي طالما لعبت على الحبال الإيرانية والروسية والأمريكية والسورية… وعلى حبل الناتو-الحليف الاستراتيجي-تارة وحبل الروس، وما يربطها بها من اتفاقيات، وتفاهمات عسكرية واقتصادية تارة أخرى، وقد لا تنجو هذه المرة بسهولة، فالليرةُ التركية تتجاوز عتبة 14 بعد إعلان الحرب الروسية على أوكرانيا، وبورصةُ إسطنبول تعلّقُ تداولاتها بعد تكبّدها خسائرَ كبيرة منذ يوم الخميس، إنها تستوردُ ستاً وثمانين بالمائة من وارداتها من الحبوب من روسيا وأوكرانيا، وخمساً وعشرين في المائة من عائدات السياحة أيضاً من هذين البلدين، وإذا ما استمرّت هذه الحربُ مدةَ شهرٍ فقط، ستدفعُ تركيا المنافقة أثماناً باهظة.

أوروبا والغرب الهزيل
من خلال متابعة تصريحات الأوروبيين، والإدارة الأمريكية، يبدو لي وكأنه تكرارٌ لمشهد الاحتلال التركي لسري كانيه، حيث يظهر التجاهل، والتطنيش العالمي في التعامل مع هذا الهجوم من خلال التصريحات المتشابهة والمواقف المتطابقة، الاتحادُ الأوروبي لن يفعل شيئاً، وسيفضّل تحاشي الاصطدام مع روسيا، وسيكتفي بالتنديد والوعيد، وأمّا طُرفةُ العقوبات الاقتصادية فقديمةٌ وغير مجديةٍ، إذ من السذاجة أن نؤمن بأنّ العقوبات الاقتصادية ستؤثر على روسيا، أو ستوقفها عمّا عزمته، فخلفها إمبراطورية الصين الاقتصادية، أوروبا وحلف الناتو سيكتفون بالتفرّج وحسب.
الغربُ في حيرةٍ اليوم، فحين اجتاح أردوغان عفرينَ بحجّة حماية الأمن القومي، برّرت أوروبا مواقفها بتفهُّم الأمر، وغضّت الأبصار، والآن تزعمُ أنها ستفرضُ عقوباتٍ على موسكو، مع العلم أنّ حجّةَ روسيا أيضاً هي حماية أمنها القومي.
الغربُ منافقٌ في النهاية، ولن يكون له في أوكرانيا غير الخطابات الإعلامية، بوتين يعرف ذلك تماماً.
إنّ هذا الهدوء في التفاعل، والصمت المشين للغرب؛ يؤدي بنا إلى عبارة وحيدة لسياسة أوروبا الغربية، ألا وهي الضعف وعدم الحيلة، أوروبا الهزيلة وفاقدة الهوية، خاصة بعد افتراق بريطانيا عنها، وعدم قدرتها على تقرير مسارها دون واشنطن.
بوتين يعرف حقيقة ذلك، ويعتمد في خطواته ومواقفه على قراءة ذكية للوضع الحالي، كلاعب شطرنج محترف، بوتين وأمثاله يستفيدون من الشحن القومي، والإنهاك السياسي والعسكري للدول القريبة من حدوده.
سوريا وتداعيات الأزمة عليها
إنّ التوتّرَ الحاصلَ بين روسيا وأمريكا والغرب عموماً، سوف تدفعُ سوريا بعضاً من ثمنه، على الأقلّ من جهة استحالة حلّ أزمتها في المدى المنظور.
حتماً ستشهد سوريا تبعيات هذه الحرب، على اعتبار أنّها مرتبطةٌ بعدّة أجندات، وعلى أرضها لاعبون دوليون كثر (أمريكا – روسيا – تركيا – وإيران).
وأرى أنه من المستبعد أن تتبّعَ واشنطن سياسةَ الكيد عبرَ وضع شمال وشرق سوريا في مقابل انفصال الإقليمين عن أوكرانيا، لكن هذا في الوقت نفسه، لا يمنعنا من التنبؤ، أنّ سياسات أمريكا، وروسيا ما بعد أوكرانيا لن تكون كما قبلها، فسوريا تلك البلد المتهالك باتت كرقعة شطرنجٍ يتنافس، ويتعارك، ويتصالح عليها جميعُ الفرقاء حالياً.
ما أظنّه أنّ هذه العملية العسكرية، ستزيدُ من دعم قوات التحالف، وعلى رأسها أمريكا لقوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، وذلك في مقابل الروس، ومشروعهم الداعم للديكتاتوريات، غير أنه لن يتعدّى أكثر من ذلك، بل يؤكّد لي أن لا حلّ للأزمة السورية في الأفقين القريب والبعيد، إذ لا بدّ من البحث عن حلولٍ ترضي جميعَ الأطراف داخلياً وخارجياً، ودون حروبٍ أخرى.
استدامةُ مظلومية الشعوب
أنا، كسوريٍّ تلظى بنار الحرب لسنوات، ليس لديّ سوى التعاطف مع ضحايا الحروب دوماً، أنا أعرفُ تماماً ما شعور الناس في أوكرانيا، أنا الذي شاهدتُ وحشية روسيا في حلبَ والغوطة الشرقية، وتركيا في عفرين، وعشتُ غضّ طرف العالم ومواقفة المخزية لقضايا الشعوب.
أنا لستُ متعاطفاً مع القيادة العسكرية، والسياسية في أوكرانيا، بل مع شعبها، الذي أراه يشبهنا نحن الذين جرّبنا مرارة الخذلان وإحساس الغبن.
ربما تكون أوكرانيا بعيدةً عني، وقد لا يكون لي في حربهم ناقةٌ أو جمل، غير أني من العار أن أكون مصفقاً في مبارياتٍ خرقاء، وحروبٍ عبثية، إذ لا فرقَ إنسانياً عندي بين دموع عجوزٍ أوكرانية، ودموع أمّ شهيدٍ في قامشلو.
صورٌ مؤلمةٌ من أوكرانيا هذا الصباح، النساء تذهب للملاجئ في أماكن آمنة، والرجال إلى القتال، الكلّ يتوادع بحزن ومرارة.
بوتين وأردوغان وترامب وبايدن… يختبرون فينا توحّشهم وأنا أختبر فيهم إنسانيتي.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle