No Result
View All Result
المشاهدات 3
منبج/ آزاد كردي-
أكد إداري في مكتب اللغات في مدينة منبج لصحيفتنا «روناهي»: أن الحديث باللغة الأم حق وواجب، وتعدّ الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نموذجاً حقيقياً يعنى بصون «اللغة الأم»، والحفاظ على تنوعها العرقي، بالاستناد إلى مفهوم الأمة الديمقراطية.
تراث عريق
بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للغة الأم، الذي يوافق يوم الحادي والعشرين من شهر شباط، والذي أقرّته منظمة اليونيسكو في مؤتمرها العام في السابع عشر من شهر تشرين الثاني عام 1999م، وقال الإداري في مكتب اللغات بمدينة منبج مصطفى شيخ نبي: “يصادف الحادي والعشرون من شهر شباط اليوم العالمي للغة الأم، ويرتبط هذا اليوم بالهوية، لأن اللغة وعاء ثقافي يحفظ ذاكرة الأمة، ويسجل مقومات بقائها ووجودها، وبدون اللغة تتمزق الهوية، ويتعذر التواصل بين الشعوب، كما أن للهوية سماتٍ تميز كل فرد عن الآخر، فإن الاحتفاء باللغة الأم، هو احتفاء بتفرد كل أمة وخصوصيتها وتعدديتها، فلكل أمة لغتها الخاصة التي تميزها”.
وحول ما منحته الأمة الديمقراطية إزاء حق الحديث باللغة الأم، أشار شيخ نبي أن: “الفترة الماضية شهدت مقاربة عنصرية واضحة من النظام الشوفيني، تجاه بعض الشعوب، وبالطبع منهم الكرد، وعمل النظام على زراعة سياسة التفرقة الديمغرافية بين الشعوب، بخلاف ما هو عليه الآن، واستطاع الجميع في بوتقة الأمة الديمقراطية أن يتحدث بحرية مطلقة، وبالأخص أن هناك تنوعاً عرقياً مثل اللغة الشركسية، واللغة الكردية، واللغة التركمانية”.

لغة راسخة
الإداري المسؤول، في حديثه عن الفروق بالحديث باللغة الأم، وعن التحدث بلغات أخرى، قال: “إن الأمة الديمقراطية نموذج مرن لقبول الآخرين، مؤكداً: “الفترة الحالية شهدت افتتاح جمعيات، ومؤسسات تُعنى باللغة، وبالموروث الثقافي، كالجمعية الشركسية، والجمعية التركمانية، التي بإمكانهما التحدث بلغتهما دون إكراه، أو إقصاء من أحد، حتى داخل مؤسسات الإدارية، بينما كنا في السابق نتعرض للتهميش والازدراء، وأوشك البعض منا للتعرض إلى الانصهار مع لغات أخرى، وارتبطت مسألة الحديث باللغة الكردية بقضية وجوده فعلياً؛ لأن الإنسان الذي ليس له لغة يعدّ غير موجود”.
وأضاف: “اللغة الكردية اليوم ليست في مأزق، كما يحب بعضهم أن يقول، فهي لغة راسخة قوية أبعادها مكتملة، وهي في مأمن، ويتحدث بها أكثر من أربعين مليون نسمة، وهي في أوج قوتها بعدما أخذت حيزاً من الاهتمام والرعاية، بالأخص مع تأسيس الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا”.
جهود النشر
وحول آلية عمل مكتب اللغات مع اللغة الأم، كفكر ونهج، نوه شيخ نبي: “اللغات تشبه الورود بألوانها، كل لغة تمثل صنفاً معيناً، وهو ما يتطلب احترام الاختلاف والتنوع أيضاً، وصادف مكتب اللغات، أو مؤسسة اللغة الكردية في السابق، العديد من الصعوبات لا سيما في بداية تحرير منبج من مرتزقة داعش، بتعليم اللغة الكردية، وتداولها كونها تعدّ لغة جديدة على المجتمع، رغم قدمها تاريخياً، ولغة جوار للغات الأخرى”.
وفي الإشارة منه إلى أبرز مخططات مكتب اللغات إلى تطوير اللغة الأم، قال الإداري في مكتب اللغات بمدينة منبج: “على ضوء قبول الحديث باللغة الأم، فهناك إقبال جيد لتعلم اللغة الكردية بين الناس، وصل إلى نسبة خمسين بالمائة من الانتشار، والشيوع، وعملنا على وضع منهاج متطور يسهل من تكريس الحديث باللغة الأم، ضمن مبادئ علمية متطورة”.
مختتماً حديثه: “ينبغي على المجتمع الدولي الاهتمام برمزية اللغة الكردية، وقدمها وقيمتها، وإدراجها ضمن اللغة الحية عالمياً، فضلاً على تحرر البعض من عقدة الإقصاء والتهميش على صعيد اللغة الأم”.

No Result
View All Result