No Result
View All Result
المشاهدات 2
شكري شيخاني/ القاهرة_
بالأمس كتبت منشوراً عادياً جداً، حول استمرار سجن المناضل عبد الله أوجلان لمدة ثلاثة وعشرين عاماً، وبما أنني كنت معتقلاً ربع هذه المدة تقريباً، ولكنني وجدت نفسي متضامناً، ومتأثراً بذلك، لأنني أعرف تماماً؛ الأهوال والعذابات، التي يتعرض لها المعتقل السياسي، فتم حظري لمدة أربع وعشرين ساعة، بدعوى أن أوجلان ذلك المناضل إرهابي، مع أن الجميع يعرف ويعلم علم اليقين، أن هناك إرهاباً حقيقياً يلف العالم، دولي وإقليمي وحكومي ومنظمات وأفراد، ومعروف أيضاً؛ من يمول، ويخطط، وينفذ، ويدرب، ومع ذلك؛ تتم ممارسة هذه الأعمال الإجرامية يومياً، وبكل أنواع الإرهاب، والأدلة كثيرة، وخاصة عندنا في سوريا، وبما أنه لم يتم إلى الآن، تعريف الإرهاب بشكل صحيح، كما لم يتم تعريف الخيانة، والوطنية، والرمادية، لأن لغة المصالح؛ هي التي تتحكم بالقرار، ولأن القرار دولي، وتمسك به عواصم كبرى، فهذا يعني أننا أمام عصابة دولية تخطط، وتنفذ وتبيع، وتشتري بنا، ونحن على الأقل منطقة الشرق الأوسط، لازلنا على نوايانا العادية والبسيطة جداً، والتي لا تتعدى ذكاء طفل أوروبي صغير.
ليس أمامنا إلا الرضا بهذا الواقع، كوننا متعددي المرجعية، وأغلبنا من محبي الرئاسة والسلطة، والتسلط، وفي الوقت ذاته، فإننا لا نستطيع أن نعلق أخطاءنا كلها، ومشاكلنا على شماعات الغير، ونتهمهم على الطالع والنازل؛ أنهم سبب تخلفنا، وزيادة جهلنا، وبقاؤنا الى الأبد في آخر القوائم الأخلاقية والإنسانية كلها، والاجتماعية، والسياسية، طبعاً بلا منازع، وسنبقى جهلاء بفنون العمل الدبلوماسي وأساليبه، وألاعيبه.
وفي كل مرة نذكر أنفسنا بمقولة حق، لابدّ من ذكرها، ومن قولها، إن الاستعمار كان مستعجلاً عندما غادرنا، ولازلنا نرضخ لقرارات أممية، وعلى فكرة، لا أحد في العالم كله؛ ينفذ قرارات الأمم المتحدة مثلنا نحن شعوب هذه المنطقة، بل ونتمسك بها بأسناننا وأظفارنا، ليس امتثالاً فقط، وإنما كوننا ضعفاء، وصدق المثل الشعبي المصري، القائل (يلي مالوش ظهر بينضرب على بطنه) فهم؛ أي العصابة الدولية؛ تقول إن فلاناً إرهابياً، تجدنا نحن أهله، وناسه، وأصدقاؤه، نتمسك فورا بهذا القول، مع أنه غير ذلك تماماً.
وعلى الجانب الآخر، تقول عن فلان؛ أو عن منظمة؛ أو دولة بكاملها؛ أنها ليست إرهابية، وتعطيها صك البراءة الملائكية، فتجدنا أول من يصادق، ويطابق على هذا الكلام، والسبب كما قلنا لأننا ضعفاء، فالإرهابي الحقيقي لايزال حراً طليقاً ومتسلطاً، بينما المفكر والفيلسوف، والمناضل، الذي طالب فقط بحرية شعبه، وضرورة الحصول على حقوقه المسلوبة منذ عشرات السنين، الذي وصل عمره الى أربعة وسبعين عاماً، لا يزال في سجن إمرالي، نعم هي عصابة دولية بلا منازع.
وبناء على ما تقدم، لم يبقَ أمام الكرد قاطبة، خاصة في سوريا، إلا التمسك بأفكار، وبمبادئ هذا الرجل العظيم، والسير بهدي قراءاته وكلماته، لتوصل شعوب المنطقة الى بر الأمان، ولن ترى هذه المنطقة الأمن والأمان والاستقرار، ما لم يتم إيجاد حلول عادلة للقضية الكردية بفروعها الأربع، ويكون الحل جذرياً، وليس من العدل مطلقاً أن تكون في الأمم المتحدة مزارع صغيرة تسمى نفسها دولاً، ولها حضور أممي، وعدد سكانها لا يتجاوز عدد سكان ثلاث أحياء من أية مدينة في شمال وشرق سوريا، بينما الكرد وصل عددهم الى ثلاثة وأربعين مليون نسمة، ويعيشون على مساحات شاسعة وواسعة، فإلى متى؟!
No Result
View All Result