سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أهم المحطات في دوري الناشئات…

قامشلو/ جوان محمد ـ

انطلقت منافسات الدوري الأول للناشئات في إقليم الجزيرة في الخامس من شهر شباط الجاري، وبمشاركة ستة أندية، حيث برزت خطوات ومحطات هامة كان لا بد التوقف والحديث عنها، وهو دوري مُبشِّر بقادم أفضل لا محالة للكرة الأنثوية التي تُعتبر من الإنجازات المسجلة لإدارة الأندية التي واظبت على فرقها رغم قلة الدعم ولا يخلو الأمر من مشاركة الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة في هذا الإنجاز.
وشهد دوري الناشئات العديد من الخطوات الهامة وأولها قيام الدوري بحد ذاته للناشئات هو إنجاز وخطوة رائدة، حيث جمع المواهب التي تتطور يوماً وراء يوم في إقليم الجزيرة، ويعتبر فرصة لظهور مواهب جديدة، وبالفعل كان ذلك، حيث من كافة الأندية تبرز لاعبات صغيرات ومنهن يلعبن للمرة الأولى في بطولات رسمية، وإتاحة الفرصة لهن هو أمر صائب وخطوة في مكانها.
نجمات مدربات
وبرزت مدربات على الخط لأول مرة ومنهن النجمة سمر شيخ بكر والتي أصبحت مدربة لناشئات أهلي عامودا، ورهف حسكو مدربة لناشئات الأسايش، وهي خطوة تُتخذ لأول مرة وفتح المجال لهن ودخولهن لعالم التدريب يُعتبر إنجازاً ويمهد لكي تشهد تلك المدربات في المستقبل القريب وهنَ يدربن فرقاً من الذكور أيضاً، ولا مستحيل أمام إرادة نجمات إقليم الجزيرة اللواتي حققن ولموسمين متتالين بطولة الدوري السوري لكرة القدم على الملاعب المكشوفة باسم سيدات عامودا 2019 ـ 2020ـ وسيدات الخابور 2020 ـ 2021.
كما أن وضع لاعبات كمراقبات للمباريات هو خطوة هادفة تمهد للاستغناء عن العنصر الذكوري في البطولات القادمة، وليس من باب العنصرية والتعصب لا أبداً ولكن البطولات الأنثوية كلما كانت أنثوية بحتة ازدادت ثقة اللاعبات بأنفسهن لكي يستمرّنَّ كمدربات ومراقبات.
قلة حدوث الخلافات والمشاكل بين إدارات الأندية هو خطوة جديدة وتفتح المجال لكي نتفادى المشاكل الكثيرة في بطولات السيدات والتي تشهد بعض الأحيان خلافات حادة بين هذه الإدارات، وحتى الجولة الثالثة ذهاباً لم نشهد تلك الخلافات الكبيرة والتي كانت تظهر في الماضي في بطولات السيدات حتى الآن.
تطورات هامة
على العكس الاحترام بين اللاعبات أصبح فعالاً أكثر بين اللاعبات وبتنا نشهد لاعبة تساعد لاعبة مصابة على الخروج من الملعب وتساعدها على النهوض أثناء الإصابة، كلها خطوات هامة تصب في رأب الصدع بين اللاعبات اللواتي كن يقعن تحت تأثير خلافات الإدارات لنواديهن سابقاً.
الإثارة في المباريات هو عنصر هام وخطوة هامة، صحيح تبرز نتائج كبيرة، ولكن حتى النادي الذي يخسر يكافح لآخر لحظة في سبيل تعديل النتيجة أو إدخال هدف، واللوحة الجميلة تكمن في الدوري بعد نهاية أية مباراة تقوم اللاعبات بمصافحة بعضهن ويباركن للنادي الفائز، وهي خطوة هامة ولا نشهدها في الكثير من بطولات الرجال والشباب.
الدوري يعتبر كفترة استعدادية لكل اللاعبات اللواتي يمثلن سيدات ناديي الخابور وعامودا في الدوري السوري لكرة القدم للسيدات بنسخته الثالثة، حيث في الفترة القادمة سوف يلعبن مرحلة الإياب باسم الناديين.
وكما ذكرنا ضمن التقرير بأن اللاعبات حققن لقبين الأول والثاني على مستوى سوريا، وقد تكون المهمة صعبة في النسخة الثالثة حيث إن لاعبات الناديين لم يقدمنَّ المستوى المنشود والمطلوب، وطبعاً كانت هناك ظروف عديدة تتحكم ولعل لعب سبع مباريات في ظرف أقل من شهر لوحده يعتبر أمراً شاقاً ومتعباً، وكما ذكرنا النسخة الثالثة يبدو إن الجهات المعنية في الدوري السوري تريد منح اللقب لنادي فيروزة الذي يتصدر الدوري حالياً وبأي شكل من الأشكال وخاصةً مع التحيز الواضح للحكام لهذا النادي حتى الآن.
التحضير لما بعد الدوري يكمن في العمل على بناء قاعدة تحكيمية من الإناث للبطولات الأنثوية القادمة، والعمل على الدعاية الإعلامية بشكلٍ أكبر والعمل على الجانب الإعلامي بشكلٍ أفضل وقد يكون تحدثنا عن الإيجابيات والنقاط الهامة، ولا بد من ذكر بعض السلبيات لكي نتفادها في المرحلة القادمة ومنها كما ذكرنا الجانب الإعلامي لم يكن مفعلاً كما يجب لا من جانب وسائل الإعلام المحلية المتواجدة في إقليم الجزيرة، ولا من قبل الاتحاد نفسه الذي يدير مكتبه شخص واحد وهو غير قادر لتغطية كافة النشاطات ومنحها حقها، في ظل كثافة النشاطات الرياضية التي تقام من قبل الاتحاد الرياضي بإقليم الجزيرة وخاصةً يومي الجمعة والسبت.
بالمجمل الدوري كان إيجابياً ويعتبر بادرة خير للمستقبل والفترة القادمة، وقيام دوري الناشئات بمشاركة ستة أندية في ظل غياب الدعم المطلوب ووجود ظروف صعبة يعتبر أمنية في المنطقة، وهو إنجاز كبير وخطوة في الطريق الصحيح.