سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

شرُّ البليةِ ما يُضْحِكُ

لقمان أحمي_

رغم الظروف الحزينة التي، تلفُّ مناطق شمال وشرق سوريا، نتيجة غزوة “داعش الإرهابي” على سجن الصناعة، الذي يحتوي آلاف الدواعش، واستشهاد مائة وواحد وعشرين شهيدا من الكرد، والعرب في مواجهة هذا الهجوم الإرهابي، لمنع عودة ما سُميّت “الدولة الإسلامية الثانية” عنوان غزوة داعش، فهؤلاء هم شهداء قوات سوريا الديمقراطية، وينتمون إلى مكونات الشعب كلّه؛ تطلُّ علينا المدعوة بثينة شعبان، طَلَةً غير مرغوبة بها، وهي لسان حال السلطة القاتلة في دمشق، وتريد أن تُلْبِسَ كل ما فعلته سلطة دمشق لأطراف أخرى، بإلقاء التهم جُزافا.
لنعد قليلا إلى تاريخ سلطة البعث في حكم سوريا، ونتأمل فيما فعلته هذه السلطة من تغيير ديموغرافي بحق الشعب السوري، وكيف استغلت اسم العروبة، وهي منها براء، لتنفيذ مخططاتها القذرة بحق شعوب سوريا. أولاً: لنبدأ من التغيير الديموغرافي، الذي أحدثته في الجزيرة منذ سبعينات القرن الماضي، حيث جلبت آلاف العوائل من الشعب العربي من أطراف نهر الفرات الخصب، وأسكنتهم بالرغم عنهم في مستوطنات متهالكة، في أراضي الكرد بعد الاستيلاء عليها، بحجج واهية، وطردت الكرد من أراضيهم الموروثة لهم أبّاً عن جدٍّ، ومنذ غابر الأزمان، وذلك لخلق التناقضات بين مكونات الشعب السوري؛ لكي تستقر الأمور لسلطة دمشق، وتقوم بسرقة موارد الشعب السوري الاقتصادية، ووضعها في بنوك خاصة بأسماء طغمتها الحاكمة، ومن بينهم المدعوة بثينة.
ثانياً: إن ما قامت به هذه السلطة من قتل، وسجن الآلاف من المعارضين السوريين على مدى سنوات حكمهم المقيت، وما تزال، فمجازر حلب، وحماة، نهاية السبعينات، وبداية الثمانينات، والمجازر في السجون بحق السجناء السياسيين، قد جعلت سوريا صحراء قاحلة سياسيا واقتصاديا.
ثالثاً: لتأتي سنوات العقد الثاني لقرننا الحالي، وتتابع السلطة في دمشق حرفتها المفضلة، بسجن وتعذيب السجناء، وقتل الشعب السوري بمختلف مكوناته، وتدمير البنية التحتية لسوريا، التي بناها شعبنا بعرق جبينه، ويهجر أكثر من نصف سكان سوريا، وليتنازل عن أراضٍ سورية للدول المجاورة، والدول المتدخلة في الشأن السوري، بعد أن ثار الشعب السوري في وجهه في آذار 2011م، ويُحْدِث التغيير الديمغرافي في المناطق، التي ثارت في وجهه بدءا من السيدة زينب، والغوطة، ومدنها حرستا، ودوما، وبعد ذلك التحقت مدن الزبداني وحمص وحلب ودرعا بالحراك الشعبي ضده، هجر الناس بيوتهم في ذلك الحراك، وأسكن فيها بدلا من سكانها الأصليين المجموعات المذهبية، التي دافعت عن نظامه، هذا عدا عن مساهمته الفعالة بالتغيير الديمغرافي في عفرين المحتلة، بالتواطؤ السافر مع نظام أردوغان، عندما حَمًلَ الإرهابيين في باصات خضراء ووجههم نحوها، وهذا ما صرح به رأس السلطة في دمشق عام 2016م في إطار مشروع سوريا المفيد، بما معناه، أن الأرض لمن يدافع عنها، أي من يدافع عن السلطة في دمشق.
رابعاً: مليون شهيد، وضعفهم من الجرحى والمعاقين، وأحد عشر مليون مهجّر، ونازح، عدا عن مئات الألوف من السجناء، وفي كل هذا الحراك تأتي المدعوة بثينة؛ لتعطينا درسا عن وطنيّتها المشوّهة.
حيث تلقب مجموعات داعش الإرهابية: أنها مجموعات المقاومة الوطنية، وذلك لتبييض وجه داعش الإرهابي، ولكن فاقد الشيء لا يعطيه، فكيف لمثلها ومن تمثل، أن تعطي الوطنية، وهي فاقدة لها.
خامساً: أما بخصوص غزوة داعش المؤيدة من قبل سلطتها، وعلى لسان مسؤوليها المحليين، وفي إعلامها المغرض، نتساءل؟
– لماذا لم يقصد مربعهم الأمني سوى عشرات العوائل من مئات العوائل، التي نزحت من حيي غويران والزهور، وهما الأقرب لهم، فبعد أن أمّنت لهم قوات سوريا الديمقراطية ممراً آمناً، وحتى الذين لجؤوا إليهم، وبعد التصوير الإعلامي، قامت سلطاتها المحلية بطردهم، وذلك للاستيلاء على حصصهم الغذائية.
 – لماذا لم تضع السلطة قواتها في حالة استنفار؟ بسبب الحدث، ولم تقدم دعما لقوات قسد، أليس ذلك يدل على تواطؤهم مع مجموعات داعش المهاجمة؟
– لماذا كان الطرف الآمن لداعش، هو الجهة الشمالية من الحي، وهو يحاذي المربع الأمن لسلطة دمشق، ذلك كله يدل على تواطؤ السلطة في دمشق مع المهاجمين الدواعش.
 وأخيراً، إن كل متابع حيادي للأحداث في الحسكة، يرى ما قدمته الإدارة الذاتية للنازحين من مأوى، ومأكل، وملبس، وكيف عادوا إلى بيوتهم، معززين مكرمين، بعد أن أنهت قوات سوريا الديمقراطية تهديد المهاجمين الإرهابيين، وأمنت الحي من التهديدات الإرهابية المتعددة.
 إننا في زمن يا بثينة، يختلف عن سبعينات، وثمانينات، وتسعينات القرن الماضي، حيث أن الجميع في هذا القرن، يستطيع معرفة الحقيقة عندما يريد، ولم ولن تستطيعي تغطية الشمس بغربال سلطتك البائس، وكأنك لازلت في زمن الإذاعة الواحدة، والتلفاز الواحد، ولكن هيهات أن تستطيعي أنتِ، أو سُلْطَتِك الغاشمة التغيير أو التطوير، وكما يعلم الجميع، أن التغيير والتطوير سنة الحياة، ومن لم يستطع ذلك يذهب إلى محكمة التاريخ، ومزبلته.