باور ورفاقِهِ… أسطورةُ أبناءِ الشّمسِ والنَّارِ

دجوار أحمد آغا_

الزمان يوم الخميس 20 كانون الثاني 2022 المكان سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة في إقليم الجزيرة بشمال وشرق سوريا.

الحدث عملية اقتحام من الخارج، وعملية عصيان، وسيطرة على السجن من الداخل.

الوقائعُ والأحداثُ

لن ندخل في تفاصيل، وحجم هذه المؤامرة الدولية، بحق الإدارة الذاتية الديمقراطية، والتي تمثل إرادة شعوب هذه المنطقة من الوطن السوري، المنهك، والمثخن، بالجراح في محاولة من القوى الداعمة للمؤامرة؛ لزعزعة أمن، واستقرار المنطقة والتمهيد لدخول قوى خارجية، واجتياح مناطق الإدارة بحجة وجود “داعش” وعدم قدرة قوات سوريا الديمقراطية التصدي لها، تمهيداً لإعادة سيطرة النظام على هذه المناطق، والعودة بها إلى ما قبل 2011 وكأن شيئاً لم يكن.

سنتحدث هنا عن جانب آخر من هذه المؤامرة، عن جانب أظهر للعالم أجمع قدرة أبناء هذه المنطقة المنسية من العالم، الدفاع عن أرضهم، وعرضهم، وتقديم دروس في المقاومة، والبسالة للعالم أجمع، عن مجموعة فتية عاهدوا شعبهم، ورفاقهم أن يستمروا بالمقاومة حتى النصر، ولا بديل آخر سوى النصر، عن شباب في مقتبل العمر، قاوموا هجمات غزاة العصر من مرتزقة الدواعش داخل سجن الحسكة، ولا يفصل بينهم سوى أمتار قليلة، قاموا ببسالة منقطعة النظير، وتستحق أن تخصص لها صدر الصفحات في الصحافة العالمية، وأن يُصنع منها قصص وروايات، وأن ينتج منها أفلام روائية، ووثائقية لتخليد هذه المقاومة، نعم نحن لا نبالغ إذ نقول: هذا الشيء، فهؤلاء الأبطال لم يقاوموا المرتزقة فحسب، بل قاموا الجوع، والعطش، والنوم لمدة خمسة أيام، أصّروا على البقاء على قيد الحياة، والمقاومة، وعدم الاستسلام لهمجية مرتزقة داعش الإرهابي، وكان لهم ذلك، انتصروا بإرادتهم الحرة الفولاذية، واستطاعوا الصمود وايصال صوتهم إلى رفاق السلاح خارج السجن، الذين كانوا يحاصرون القتلة، ويسعون لإحكام السيطرة عليهم بعد فرض طوق أمني محكم حول السجن، والأحياء المجاورة، شارة النصر التي رفعها باور جودي “مالك معيش” ورفاقه كانت كافية، لكي يصل رفاق السلاح إليهم، ويتم ايصالهم إلى خارج السجن.

ما كتب عن مقاومة مالك معيش “باور” ورفاقه:

كتب الإعلامي آلان معيش، وعم البطل باور على صفحته في الفيسبوك: “دعني أخبرك عن مشاعري، عندما كنت غائباً! قبل بدء الهجوم على سجن غويران، تحدثت إليّ وسألتني متى سنذهب إلى المنزل، وقلت لك الأسبوع القادم سنذهب سوياً، بعدها لم أعد أسمع صوتك، ولا خبر يهدئ من روعي، وبخيط أمل يوصلني إليك، انقضت خمسة أيام، كانت عصيبة ومريرة، يمضي الوقت فيها، وكأنها عُلِّقت برؤوس الجبال، وكأن على رؤوسنا الطير، فلم يكن معي، وأنا المختبئ وراء فكر لا أريد لها التحقيق، وأنا بمفردي، سوى ذكريات الطفولة في مقاعد الدراسة، فلم يفارقني آخر صوت سمعته منك.

لم تفارق خيالي ضحكتك، لم أكن أستطيع أن أتغلب على ذاكرتي، لم أكن أستطيع إخفاء مشاعري، كنت أحاول التظاهر بالقوة، ولكن لا محال! اليوم عدت، ولكن ليس الذي كنت اتخيله، لست ابن أخي وصديقي فقط! ظلمتك في تفكيري، ظلمتك عندما بكيت اشتياقاً لك..

لا داعي: أن أقول لك من أنت؟! أنت باور الذي هز عرش المعتدين! أنت الذي جددت شعار “المقاومة حياة” سأجعل من “ملحمتك” رواية تقرؤها الأجيال القادمة، هذه القصة البطولية يجب أن تبقى في التاريخ! هذه هي هديتي لك، يا من شاركتني مراحل حياتي كلها!”.

كما كتب مهند إبراهيم قائلاً: “سلام لقديسييّ قسد، كلمة أسرى لا تليق بقواتنا جملة وتفصيلا، هم حراس الأرض، والعرض بأرواحهم، ودمهم الطاهر، صدقوا العهد، وصمدوا طويلاً شهيداً أو مقاتلا حراً، مقاتلو قسد الذين انقطعت أخبارهم، ليسوا أسرى بل هؤلاء فدائيون، يقاومون آلاف المرتزقة… تفوح من مقاومتهم أطيب نسمة يعتليها شوق وافتخار للأرض والراية الصفراء”.

نكتفي بهذا القدر ونترك لكم التعليق.