إعداد/ جوان محمد ـ
ظهرت الكثير من الظواهر السلبية في بطولة أمم إفريقيا المقامة حالياً في الكاميرون (كان)، ولعل الإنجاز التاريخي يكمن بتكليف أول امرأة لقيادة التحكيم في المباراة ضمن الجولة الثالثة والأخيرة بين رجال منتخبي زيمبابوي وغينيا.
تتالت الفضائح في بطولة أمم إفريقيا المقامة في الكاميرون (كان)، ومنها كانت فضحية تحكيمية قام بها الحكم الزامبي جاني سيكازوي في المباراة التي جمعت بين تونس ومالي وهي إنهاء المباراة قبل وقتها الطبيعي والأصلي لمرتين!.
ولكن يبدو أسند الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف)، مهمة قيادة مباراة زيمبابوي وغينيا، إلى الحكمة الرواندية، سليمة موكانسانغا خطوة ستعتبر تاريخية وسوف يتم ذكرها مع إقامة كل بطولة لأمم أفريقيا لكرة القدم.
سليمة موكانسانغا بدأت التحكيم دولياً في عام 2019، وهي من مواليد 1988 مواطنة من رواندا وهي من ضمن 63 حكماً في بطولة كأس الأمم الأفريقية ومن بين أربع نساء يشاركن في البطولة كحكمات وهن الكاميرونية كارين اتيمزابونغ بالإضافة إلى المغربيتين فتيحة الجرمومي وبشرى كربوبي، فضلاً عن سليمة موكانسانغا، وهي أول امرأة تقوم بمهمة التحكيم للساحة عبر تاريخ البطولة الممتد منذ عام 1957.
مهمة ليست سهلة
وعلينا أن نُدرك بأنه ليس من السهل قيادة مباراة للرجال من قبل امرأة، وخاصةً أن المباراة ستوضح معالم المتأهلين للدور الثاني، ولكنها أتمت المهمة بنجاح، وقادة تحكيم مباراة كانت هامة في الجولة الثالثة والأخيرة من منافسات الدور الأول من بطولة أمم إفريقيا المقامة في الكاميرون، وجمعت بين زيمبابوي وغينيا، وكما ذكرنا بأنها مضت بسلام ولم يلعب الجانب التحكيمي سلباً أو ساهم في تأهيل أي من المنتخبين بدون وجه حق، على العكس فقد كانت قيادتهن للمباراة مميزة وناجحة، كما حدث معها موقف طريف وهو أنها كانت ناسيةً حمل كروت الإنذارات.
تميّز ومثابرة
وما قدمته الحكمة الرواندية من أداء ثابت وقوي على أرض الملعب نال إشادة كبيرة وواسعة من قبل المتابعين من الجمهور، وليس الرواندي فقط ولكن أيضاً من جماهير منتخبي غينيا وزيمبابوي.
ونالت إشادة من المتابعين فعلقت صحفية أوشير كوموغيشا الرياضية الرواندية في تصريحات نقلتها وكالة “رويترز” العالمية على أدائها قائلةً: “لقد ثابرت كثيراً كي تصل إلى قمة كرة القدم في قارة إفريقيا – في إشارة لكأس الأمم الأفريقية”.
وأضافت الصحيفة: “عليك أن تنظر 65 عاماً إلى الوراء، وبالتحديد عام 1957 حين انطلقت البطولة ثم الآن، هي ها هنا وتقوم بعمل خيالي”.
وأسهبت: “إنها ملهمة للسيدات اللاتي يردن محاكاة ما تقدمه، لأنه في الحقيقة كثيرون لا يعرفون كيف بدأت مسيرتها، لقد كانت تلعب كرة القدم في المراحل الابتدائية والثانوية من الدراسة، ثم طلبت أن تصبح حكمة، لكن الاتحاد الرواندي قال لها: أنت صغيرة للغاية على أن تصبحين حكمة”.
وعما قامت به الحكمة الرائدة قالت الصحيفة: “قامت بتعليم نفسها قوانين اللعبة وها هي الآن تُدير مباراة في كأس الأمم”.
وتقول فيليسيا تشيسبو، وهي مشجعة زيمبابوية حضرت اللقاء: “إن رؤية امرأة متمكنة بهذا الشكل يعني أننا نتقدم إلى الأمام كقارة إفريقيا.. المرأة يتم تمثيلها وتشارك في رياضة ككرة القدم، وهي رياضة عُرفت على مدار سنوات بأنها لعبة الرجال”.
وأكملت المشجعة الزيمبابوية: “أنا فخورة للغاية بالحكمة وفخورة بكوني امرأة”.
وأدلت المشجعة الغينية سيريل نيافو بدلوها معلقةً على الظهور التاريخي لسليمة قائلة: “هذا أمر طبيعي (تحكيم سيدة للقاء في كأس إفريقيا للرجال) فالسيدات مثل الرجال، نحن متساوون، وعلينا أن نقاتل، وإلا لما حصلنا على فرص كهذه، ومن ثم علينا القتال بشكلٍ أكبر، يجب أن تكون سليمة ملهمة للكثير من النساء الأخريات”.
من جانبه كشف إيجيدي كايتيسي، مدرب سابق في رواندا، والذي عمل بمجال التدريب 21 عاماً، وكان يقود تدريب الحكمة الروانية حين كانت لاعبة في فريق الشباب.
وعن استعدادها التحكيمي قال المدرب المخضرم: “لديها شخصية استثنائية، حين كانت تتحضر لمباراة، كانت تراجع كتب التحكيم قبل اللقاء للتأكد من أنها تقوم بالأمر على أصح وجه، هي تعطي أهمية كبيرة للمباراة التي تقودها”.
وفي رواندا، تابعت لاعبات شابات من فريق كيغالي ومدربهن إيجيدي كايتيسي المباراة على شاشة التلفزيون. وكما ذكرنا في بداية التقرير بأنه يجري الحديث بقوة عن مشاكل تنظيمية وتجهيزية عديدة تشهدها النسخة الحالية من نهائيات كأس أمم إفريقيا، المقامة في الكاميرون.
وتضاف إلى ذلك الحرارة المرتفعة التي تزيد عن 30 درجة مئوية بمستويات رطوبة تقارب 80% ووضع للملاعب أقل من المتوسط وفقاً للانتقادات، وجميعها عوامل أجهدت اللاعبين ووضعتهم أمام تحديات إضافية، والبلد المنظم في موقف حرج.
بيدَ أن كأس الأمم الأفريقية بهذه النسخة، ليس بكل هذا السوء، فهناك جوانب إيجابية يجب الوقوف عندها، وكما ذكرنا أولها الحضور النسائي بين الطواقم التحكيمية التي تدير المباريات.
وكما ذكرنا شهد أول تحكيم نسائي في نهائيات أفريقية، متمثلاً في شخص الرواندية سليمة موكنسانغا، التي شاركت كحكمة رابعة بإدارة أولى مباريات المجموعة الثانية بين منتخبي غينيا ومالاوي على ملعب “كويكونغ ستاديوم” غداة انطلاق البطولة (العاشر من كانون الثاني 2022)، وكانت هي حكَماً رئيسيا في مواجهة بالجولة الثالثة من دور المجموعات، في واقعة تاريخية وسوف تبقى مُخلّدة في تاريخ البطولات وقد تكون الخطوة والحادثة الأكثر إيجابية في هذه النسخة بعد سلسلة الفضائح التي عصفت بالبطولة وخاصةً الخطأ القاتل من قبل الحكم الزامبي جاني سيكازوي في المباراة التي جمعت بين تونس ومالي وهي إنهاء المباراة قبل وقتها الطبيعي والأصلي لمرتين!..
ودارت المواجهة بين زيمبابوي وغينيا، بقيادة الحكمة الرواندية سليمة سليمة موكانسانغا التي أقيمت في ياوندي، ضمن الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات بكأس أمم إفريقيا المقامة حالياً بالكاميرون.
وتأهل منتخب غينيا إلى ثمن نهائي بطولة كأس أمم أفريقيا، رغم خسارته 1-2 أمام زيمبابوي، في ختام دور المجموعات، على ملعب أحمدو أهيدج.
وتجمد رصيد غينيا عند أربع نقاط في المركز الثاني، ليقطع تذكرة العبور للدور الثاني برفقة السنغال صاحبة الصدارة.
وتذيّل منتخب زيمبابوي، ترتيب المجموعة الثانية برصيد ثلاث نقاط.
تقدمت زيمبابوي في الدقيقة 26 عن طريق كنوليدغ موسونا.
وأضاف لاعب الوسط كوداكواشي ماهاشي، الهدف الثاني في الدقيقة 43. وقلّص نابي كيتا، الفارق لصالح غينيا في الدقيقة 49.
وانتهت المباراة بدون أي مشاكل تُذكر من قبل الجانب التحكيمي لتنهي مهمتها بنجاح وتدخل التاريخ كأول امرأة تقوم بقيادة مباراة للرجال في بطولات أمم أفريقية.
قيادة التحكيم للساحة في بطولة قارية وللرجال من قبل امرأة ومعها طاقم كامل من النساء، خطوة تاريخية ومن شأنها تشجيع النساء على دخولهن في معترك عالم الرياضة ككل وبشكلٍ خاص التحكيم، ومازالت الكثير من الاتحادات في دول العالم تبتعد عن تكليف النساء في تحكيم المباريات ويرونها خطوة فيها مجازفة رغم قيامها ببعض البلدان، ولكن ما زالت هذه الاتحادات لم تمنح المرأة حقها في التحكيم ببطولات الرجال في حالة تميّز جنسوية واضحة رغم ادعاءات تلك الدول بأنها دول تشجع على المساواة بين الجنسين وتدعم حقوق المرأة ومساواتها مع الرجل.
