No Result
View All Result
المشاهدات 2
ديرك/ هيلين علي ـ
يحل العام الجديد على الآلاف من المهجرين في شمال وشرق سوريا، حاملاً أمنياتٍ، لا تزال معلقة تنتظر الأمل؛ لن تتحقق إلا بالعودة إلى منازلهم وقراهم، ونهاية رحلة التهجير والألم المستمرة منذ أعوام.
في مخيم نوروز بريف ديرك في شمال وشرق سوريا، المكتظ بالمهجرين، الذين لهم أمنيات وطقوس خاصة؛ فسنون النزوح والتشرد والتهجير والقتل؛ لم تقتل الأمل والأماني، التي تتجدد مع بداية كلّ عامٍ بقلوبهم، التي تحلم وتطمح بالعودة لمنازلهم، التي يشتاقون إليّها.
العودة المشروعة
اعتادت الشابة العشرينية من مهجري سري كانيه سلمى عبد الحميد، التي تقطن مخيم نوروز، مع عائلتها منذ أكثر من عامين؛ أن تكتب أمنياتها مع استقبال السنة الجديدة، وهي فتاةٌ شابة أرهقتها حياة المخيمات، وتشعر بالحنين مع طول سنين الغياب؛ تخط سلمى على كلّ صفحةٍ في دفترها: “أتمنى أن أعود لبيتنا، غرفتي أشيائي ذكرياتي… “.
وتتنهد الشابة وعينيها تراقب انتهاء اليوم الأخير من السنة، لعلّ العام الجديد يحمل بطياته الخير لها ولعائلتها.
وتتحدث سلمى لصحيفتنا عن طقوس رأس السنة والاحتفال بها بالمخيم: نجتمع وصديقاتي نجمع باقة ورد كبيرة وبطاقةٌ نكتب عليّها “لعلّه عاماً للعودة..” ونوزعها على أهالي المخيم”.
وتتابع سلمى وتصف اليوم الأخير من السنة، وكيف استقبل سكان المخيم عامهم الجديد، بقولها: نحن نحتفل لكن بطريقتنا البسيطة نشعل الشموع داخل كلّ خيمة، ونوزع البالونات على الأطفال، ونوزع السكاكر والحلوى وسعداء بذلك رغم الألم الذي بداخلنا”.
رسم الابتسامة هدفنا
ومن جهتها تحدثت المهجرة من سري كانية شيرين علي، وهي صديقة سلمى، وتربطها بسكان المخيم علاقةٌ وطيدة فقالت: وهي تتحدث عن مبادرتها الإنسانية مع صديقاتها والبسمة لا تفارق وجهها؛ لأنّهن استطعن رسم الابتسامة والأمل على وجوهٍ متعبة، يكاد النزوح يقتل بداخلها معالم الحياة: قمنا بطبخ صنفين من الطعام بكمياتٍ كبيرة، وقمنا بتوزيع الطعام وسط أجواءٍ عائلية.
وتابعت شيرين الشابة المبتسمة، بسرد تفاصيل ما جرى تلك الليلة بالقول: “لن يشعر بتأثير ما فعلنا إلا من يعيش في الخيم؛ فأمنياتنا مشروعة”.
كانت أماني، وأحلام، وشيرين وسلمى ومئات الشابات والشبان الكبار والصغار؛ أكبر من أن تستوعبها خيمة، وأجمل ما في أمانيهم أن اليأس لا يعرف لقلوبهم مدخلاً.
“أتمنى أن أعود لبيتي” أمنيةٌ ترددها قلوب سكان المخيمات قبل ألسنتهم.
كلمات أمل يتحدى بها المهجرون رصاصة المحتل، ويحاربون بها غطرسة العدوان التركي، الذي هجر ودمر وقتل وأسال الدماء، لكنه لم يتمكن من قتل الحياة بعيون أناسٍ يستقبلون عام 2022 بابتسامات الأمل.
حملت أمانيهم البسيطة المحملة بالحياة، لعلها تمطر فرجاً، وفرحاً، وأنا أردد “لعلّه عامُ العودة”.
No Result
View All Result