سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أنقرة والإرهاب… ممارسة واستثمار

رامان آزاد –

شهدتِ الأيامُ الأخيرةُ سجالاتٍ سياسيّةً ساخنةً حول الحربِ السوريّةِ وتحديداً إدلب، على المستوى الإقليميّ والدوليّ، فيما كانت مسألةُ الاحتلال التركيّ لعفرين والتهجير القسريّ وجرائم المرتزقة فيها قضيةً منسيةً عن تعمدٍ، في إطارِ المحاولاتِ الحثيثة لاستيعابِ دورِ تركيا.
AKP ميراثُ الحقدُ العثمانيّ والاستعلاءُ الأتاتوركيّ
قبل نحوِ قرنٍ بدأت العلاقة السياسيّة بين المجتمعِ السياسيّ الكرديّ والدولة المركزيّة التركيّة بالاهتزاز، بعدما حافظ الكردُ على الوفاءِ للسلطنةِ العثمانيّة لأكثر من خمسةِ قرون. ورغم أنّ حكومةَ السلطانين عبد المجيد وعبد الحميد حرصتا على تدميرِ كلّ الإماراتِ الكرديّة المحليّة، إلا الكرد دخلوا الحرب العالميّةَ الأولى وحربَ الاستقلالِ التركيّة لمصلحةِ الدولةِ الواحدةِ وسلطتها المركزيّة. ولكنَّ صعود الأتاتوركيّة وانقلابها على الكرد وتأسيس تركيا العلمانيّة الحديثة كان بداية عهدٍ جديدٍ لمحنةِ الكردِ، والتي زادت في وطأتِها معاهدةُ سايكس بيكو التي قسّمتِ المنطقةَ وتحديداً مناطق الكرد، وشكّلتِ الدولَ القوميّة، وبقي الكرد رهائنَ وعودِ القوى الدوليّة والإقليميّة القوية المنتصرةِ في الحربِ، التي كانت تعد بدعم تحصيلِ الكردِ لحيّز سياسيّ ذي خصوصيّة ضمن الكيان التركيّ. ولم تكن التراجيديا الكرديّة طوال قرن كامل سوى تعبيرٍ عن تخلّي تلك الدول والسياساتِ عن الحقوق المشروعةِ ليس لكردِ تركيا، بل لعمومِ الكردِ، وذلك في سبيلِ تحالفاتها وتفاهماتها الأعمقِ مع الدول التي يعيش فيها الكرد، وفي كلّ مرّةٍ تبدو الطاولة على وشكِ الانقلاب يدقُّ جرسُ الإنذارِ في عواصمَ إقليميّة وعالميّة لإعادةِ عقاربِ الزمنِ إلى الوراءِ، والمحافظة على وضعٍ تمَّ التوافق عليه منذ قرن.
بوصولِ حزب العدالة والتنمية ذي المضمون الإخوانيّ إلى السلطة في تركيا، بدأ العملُ الحثيث على عدّة محاور، واشتقّ أفكاره من مزيجِ العثمانيّة الدينية المذهبيّة، والأتاتوركيّة القوميّة الاستعلائيّة، ورفع سقف طموحاتِه السياسيّةِ متجاوزاً الحدود الوطنيّة، وإن كان مسؤولوه يردّدون زوراً شعار الديمقراطيّة نموذجاً استثنائيّاً في المنطقة، إلا أنّ كان بالتوازي مع الوفاء باستحقاقاتِ ميراث الحقد العثمانيّ والفاشية العلمانيّة. ليكون النموذج التركيّ هجيناً غير واضح المعالم، إلا أنّه حصيلة كلّ التراكمات السلبيّة التاريخيّة، أكّده أكثر بالتحوّل إلى أوتوقراطيّة انفرد فيها سلطان الغرور بالحكم، وصادر كلّ الصلاحيات الدستوريّة والتنفيذيّة بنفسه.
رغم وضوحِ السيرورة التاريخيّة، لا يزال الكردُ يستغربون التوافقاتِ الإقليميّة التي تجري على حسابِهم، وكأنّ حوادثَ التاريخِ لا تكفي عبرةً، وأقلها أنّهم مستبعدون من الشراكة الوطنيّة والهوية الاعتباريّة المعبّرة عن المواطنة. والمفارقة أنّ اتفاقية سايكس بيكو يُنظرُ إليها وفقَ منطقِ التقسيمِ وهي محلُّ إدانةٍ لتدخّلٍ غربيّ سافرٍ بالمنطقةِ وترسيم الحدودِ فيها، إلا أنّها بالوقت نفسِه محلُّ التقديسِ والتعظيمِ عندما يتعلقُ النقاشُ القضيةُ بالكرد وحقوقهم، الذين فُرض عليهم العيشُ وفقَ هويةٍ وطنيّةٍ اعتباريّةٍ شرطَ نكرانِ ذاتهم وثقافتهم ولغتهم والذوبان في بوتقاتٍ مختلفةٍ، وإلا وُجهت تُهمُ الخيانةِ والانفصالِ، والعمالة لدولٍ كانت لها اليد الطويلة في محنتهم.
إسقاط الهوية الكرديّة عن عفرين

أدتِ التراكماتُ التاريخيّةُ إلى انفجارٍ كبير بالمنطقة وتحويلها إلى بؤرة ساخنة بعدما اجتاحتها قطعانُ الإرهابِ التي دمّرت وخرّبتِ العمرانَ وقتلتِ الإنسانَ وهجّرته واقتلعته من أرضه ومنبتِه التاريخيّ، وبذلك فلا سبيلَ لتجاوزِ المحنةِ إلا بالتصالحِ مع الأسبابِ الحقيقيّةِ للأزمةِ التاريخيّة منها والراهنة والتحوّلِ إلى نظامٍ ديمقراطيّ تعدّديّ بدون وصايةِ فريقٍ على آخر، لوضع حدٍّ لنزيف الدماء وإنهاء الوجود الإرهابيّ واستئصاله.
لم يكن للأزمة أن تتعقّد لولا الدور السلبيّ للدول الإقليميّة ومباركة مراكز القرار الدوليّ وعجز المنظمات الأمميّة عن أداء دورها المنوط بها في حلّ المشاكل العالقة، والمفارقة أنّ الأزمة ستتواصلُ ما لم يتغير الموقف الدوليّ، وتتحوّل من الشراكة في التأزيم إلى الشراكة في الحلّ.
دورُ أنقرةَ هو الأبرزُ اليوم في تفاصيلِ الأزمة السوريّة بعد انكفاءٍ تدريجيّ لدول الخليج وصولاً إلى معارك الغوطة الشرقيّة ودرعا في الجنوبِ، وإذ لاحت البوادر الأولى لانفراج الأزمة السوريّة بمحاصرةِ الإرهابِ في جيوب محدودة، وتحرير قوات سوريا الديمقراطيّة مساحاتٍ كبيرةٍ والوصول إلى الحدود العراقيّة، وتجميعه في إدلبِ، جاء الاحتلالُ التركيّ لعفرين ليمدَّ حبلِ النجاةِ للإرهابِ، وتعطيل الحلّ السياسيّ الذي تبناه الكرد وانضمّت إليه كلّ مكوّنات شمال سوريا، وفي سياق التعطيل تعمل أنقرة على ضرب هذه المكونات ببعضها.
حاولت موسكو استقطاب أنقرة وتجيير دورِها لصالحِ خطتها عبر آستانا ومخطط إنشاء مناطق خفض التصعيد تباعاً، وذلك بالاستناد إلى تجربة إخراج الإرهابيين من مدينة حلب، وقد نجحت في ذلك إلى حدٍّ كبيرٍ، بفضل الحوافز التي قدّمتها لها بالجملةِ، ومنها إعطائها الضوءَ الأخضرَ لاحتلال عفرين، وسلة متكاملة من الاتفاقات الاقتصاديّة وصولاً لصفقة منظومة الصواريخ إس 400 الحديثة مع الروس. بالمقابل وجدت أنقرة في الاقتراب من الضفة الروسيّة ضالتها في شرعية وجودها في سوريا باعتبارها تنفرد بمقتضيات الملف السوريّ، كما وأن ذلك يبقي الإرهاب تحت وصايتها أداةً تضربُ بهم الكرد السوريين متى ما أرادت.
اعتمدت قواتُ الاحتلال مع استكمالِ سيطرتِها على منطقة عفرين سياسة انتقاميّة حاقدة، عملت في سياقها على إسقاطِ الهويةِ الاجتماعيّة الكرديّة عن المنطقة، وقامت بإطلاقِ يد فصائل المرتزقة المسلح في استباحة كاملةً للمنطقة بكلِّ قراها، وعلى اعتبارِ أنّ كلّ ما في المنطقة غنيمةٌ لهم، وتمّ التعاملُ مع كلّ الأهالي على أنّهم رهائن يمكنُ اعتقالُ أيّ منهم من غير سببٍ وتعذيبه تحصيلاً للفدية، وقد قضى كثيرٌ من الأهالي المعتقلين تحت التعذيب بما فيهم كبار السنّ والنساء. كما تمّ إنشاء مجالس محليّة شكليّة لا صلاحيّة لها مرتبطة بالاحتلال، وجرى تغييرُ كلّ اللوحات واليافطات وأسماء الساحات لتكون باللغة التركيّة مع رفع العلم التركيّ فوق المباني العامة. وقد تجاوزت أنقرة المعنى المتعارف لسلوك الدولة المحتلة، عبر إجراءاتِ التغيير الديمغرافيّ وإسكانِ المستوطنين الذين عبروا من محافظة إدلب إلى عفرين. وفي اجتماعين خلال أسبوع، عُقدا مؤخراً في عفرين لمسؤولين في الاستخبارات التركيّة مع قادة فصائل المرتزقة، جرى التأكيد على تنفيذ إجراءات تهدف إلى إفراغٍ تدريجيّ للمنطقةِ من سكانها الأصليين عبر التضييقِ وخنقِ سُبلِ الحياةِ وإفقادِ الحياةِ أدنى شروطِ الأمان، ذلك لأنّ التوسّع في الإجراء وتهجير من تبقى من الأهالي دفعةً واحدةً قد يثير مواقف دوليّة ضد سلطات الاحتلال.
قمة طهران وملحق سوتشي
لم تسهم قمةُ طهران في استيعابٍ كاملٍ لتركيا، رغم التوافقِ على وقفِ العمليةِ العسكريّةِ في إدلب بعد استكمالِ كلّ الاستعدادات التعبويّة واللوجيستيّة، إذ خرجت أنقرة بتأويلاتٍ تخالفُ ما تمَّ الاتفاق عليه، ما جعل اتفاق سوتشي الذي جاء بعد القمة مباشرةً ملحقاً مباشراً لها، وخلاله انتزعت موسكو تعهداً تركيّاً بنزعِ السلاحِ الثقيلِ والمتوسطِ في منطقة تمتد 15ــ20 كم تفصلُ عن قوات النظام. وفيما لم تبدِ أيٌّ من الجماعات المتشددة ولا حتى تلك المصنّفةُ معتدلةً خطوةً عمليّةً لتنفيذ مضمونِ الاتفاق، نقلت مصادرٌ موقفَ الموافقةِ من هيئة تحرير الشام، إذ أحسّت قرب النهاية، ولكن دون الإعلان عن ذلك رسمياً، وتعتبر موافقة هيئة تحرير الشام الأكثر حاسمة في هذا الصدد، إلا أنقرة تصرُّ على المراوغة والقول إنّ الاتفاق يسير على نحوٍ حسن على الأرض.
تأجيلُ العملية العسكريّة في إدلب لم يكن استيعاباً مجانيّاً روسيّاً لأنقرة، بل اتفاقاً مشروطاً بإنشاءِ منطقة منزوعة السلاح والقيام بأعمال دوريّات مشتركة مع قواتٍ روسيّة. وبذلك ستكون إدلب ميدانَ اختبارٍ لصدقِ نوايا أنقرة، التي وقفت أمام مفترق لخيارين أحلاهما مرُّ، فتنفيذُ الاتفاقِ يعني خسارتَها أحدَّ أهمّ أوراقِ الاستثمار المتمثل بالإرهاب، الذي كان على وشكِ إعلان إدلب دويلة إسلاميّة ذات استقلاليّة، يتمّ تحصيل شرعيّتها لاحقاً، وبالتالي تعجيل خروجها من كامل الأرض السوريّة، أما في حال رفض الفصائل التي ترتبط بأنقرة تنفيذ مضمون الاتفاق فهو يعني بالنسبة لموسكو إتمامُ الحجّة على أنقرة والبدء بالعملية العسكريّة في إدلب مع اشتراط مشاركةٍ تركيّةٍ فاعلة فيها. ولذلك ستحاولُ أنقرة التلاعبَ بشكلِ تنفيذِ الاتفاق وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من المرتزقة عبر نقلهم إلى مناطق أخرى. بالاستفادةِ من الوقتِ المتاح حتى الخامس عشر من الشهر القادم، بالاستفادة الضمانات التي حصلت عليها من ألدِّ خصومِها موسكو وطهران.
السجال التركيّ الأمريكيّ

المفارقة أنّ معظم دول الغرب التزمتِ الصمتَ إزاءَ العدوان التركيّ الوحشيّ على عفرين وهي تعلمُ أنّ أنقرةَ تقودُ فصائلَ إرهابيّة، وأنّ عفرين منطقة آمنة لا إرهاب فيها، واحتجّت واشنطن وقتَها بأن لا علاقة لها بغربِ الفرات. فهل أضحت إدلب شرق الفرات؟ أليست إدلب تجميعاً لكلِّ الإرهاب؟ فما سرّ التباكي الدوليّ عليها وعقد جلسة خاصة بإدلب في مجلس الأمن الدوليّ؟ والمسألةُ لا تحتاجُ الكثيرَ من الشرحٍ، وموقفُ الشهامة الذي تريد دول الغربِ أن تُظهر نفسها به مردودٌ عليها، والدول الكبرى لا تتصرف بمنطق الأخلاق أبداً، بل بمنطقِ ما فوق المحاسبة.
ارتفاع حدّةِ الخطاب الغربيّ والتباكي على إدلب كانت له أسبابٌ مختلفةٌ، أما بالنسبة لواشنطن فترى في إنجاز معركةِ إدلب فرصةً للنقاشِ حولَ وجودها في منطقة شرق الفرات، وهي ليست في واردِ هذا النقاش، في المدى المنظورِ إلا بعد استكمالِ خروجِ القوات الإيرانيّة وحزب الله، ووضعِ حدٍّ لتمدد النفوذ الإيرانيّ. ولعلها تتطلع لخروجِ الروسيّ نفسه، ذلك لأنّ الولاياتِ المتحدة الأمريكيّة تحضّر لبقاءِ مديد لقواتها في سوريا، وهي ليست في عجلة من أمرها لبحثِ تفاهماتٍ نهائيّةٍ حول مجمل القضيةِ السوريّةِ.
تحاولُ أنقرة التنصّل من مضمون الاتفاق مع موسكو بالتلاعب بطريقةِ تنفيذه، وذلك من خلال نقلِ عناصر من هيئة تحريرِ الشامِ إلى عفرين، فيما الإصرار الروسيّ على إنهاء أكيد للعناصر الأجنبيّة في إدلب، وذلك في حسابات تتعلق بأمنها القوميّ، ويدركُ أردوغان جيّداً كيف تموضع الأمريكيّون خلفه تماماً وراضون عن محاولته لاتخاذ قرارِ المعاندة وعرقلة العملية العسكريّة في إدلب، رغم كلّ التناقضات بين أنقرة وواشنطن والتي تمثلت بإجراءات عقابيّة اقتصاديّة مؤخراً، وظهرت في الأمم المتحدة بإلقاء خطاباتِ النكايةِ وبتبادلِ أردوغان وترامب مواقف المقاطعةِ ومغادرةِ القاعةِ فيما كان أحدهما يلقي خطابَه. ولكنّ أردوغان يستغلَّ الموقفَ الأمريكيّ البراغماتيّ الذي يهدف إلى تبريد عملية إدلب في مواجهة التصريحات الروسيّة حول شرق الفرات، ووصل العنادُ لحدِّ الذروةِ، والتعطيلُ والعرقلةِ لحدِّ الانتحارِ، إلا أنّ ذلك من شأنه أن يمنح واشنطن نصراً ونجاحاً مجانياً، وهذا ما حدث فعلاً عندما أسند الرئيس ترامب فضل وقف العملية العسكريّة في إدلب إلى الجهود الأمريكية، وربما لا تلبث أن تجيّره واشنطن أوتوماتيكيّاً كعائدات لصالحِ تأكيد وجود قواتها شرق الفرات، والاحتمال واردٌ بأن يُصرفُ على شكلِ مزيدٍ من تعزيزِ الدعم لقوات سوريا الديمقراطيّة، ولذلك بادر أردوغان في خطابه الأخير للحديثِ عن عدم وفاءِ واشنطن بتعهداتها فيما يتصل بخروج وحدات حماية الشعب من منبج.
مجملُ ما يتمُّ النقاش حوله هو الكردِ والتفاهم على حسابِهم، ما دامَ الاحتلال التركيُّ لأجزاء من الجغرافيا السوريّة مستمرٌّ ومسكوتٌ عنه بدواعي تبادلِ المصالح، ولن تدخر أنقرة أيّ مسعى لاستهداف الكرد ورفضِ أيّ تصوّرٍ لحلٍّ سياسيّ ينال فيه  الكرد نصيبهم من الحقوق، وتعملُ على تثبيت وضع في دولِ الجوار وفق الأوضاع التي تعيشها في تركيا نفسها، ومنع أيّ مشروعٍ ديمقراطيّ بالمنطقة، فالإرهاب ليس مصدر خشية لها بل أضحى الإرهابَ مادّة الاستثمارِ لانتزاع مواقفَ على طاولة التسوية وعقد الصفقاتِ، ولهذا صرح أردوغان لما تراءى له قرب نهاية الإرهاب وتباكى على إدلب، فيما يداه ملطختان بدماء أبناء عفرين.
عفرينُ ستعودُ لأهلها أصحابِ الأرضِ، ويدرك الاحتلالُ التركيُّ ومعه المرتزقة أنَّ المقامَ لن يستقيمَ لهم فيها، فكلُّ شيءٌ في عفرين يرفضُهم، ولذلك يتمّ العملُ على إيجادِ أمرِ واقعٍ في المنطقة تمهيداً لمرحلة الخروج منها في أيّ تسوية قادمة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle