لجنة التدريب في مؤتمر ستار.. الصوت الحر الذي ينادي بمجتمعٍ ديمقراطي 

قامشلو/ دعاء يوسف –

يعمل مؤتمر ستار مع لجانه التدريبية على توعية المرأة، ومساعدتها في كشف قدراتها، فأقام العديد من الدورات التدريبية الخاصة بالرجال والنساء، على حدٍّ سواء؛ لبناء عائلة ديمقراطية مبنية على أساس التفاهم والحياة المشتركة.

ضم الهيكل التنظيمي لمؤتمر ستار لجاناً، يتم تأسيسها ضمن الكومينات، والمجالس؛ لتنظم مجالات الحياة الاجتماعية كلها، ولكل لجنة نظام داخلي، تؤدّي عملها وفقه، ومنها لجنة التدريب والأكاديميات، ومهمتها بناء المجتمع الأخلاقي والسياسي، من خلال تطوير الثورة الذهنية، وتعدّ الكادر المؤسس للإدارة الذاتية الديمقراطية للمرأة، وإكسابها الشكل الكياني، كما تُعِدّ البرامج والمخططات التدريبية.

وخلال لقاء لصحيفتنا مع عضوة مجلس مؤتمر ستار قسم التدريب “بيريفان يونس” حدثتنا عن أعمال لجنة التدريب: “ندرّب وباستمرار الأكاديميين، والكوادر؛ لنشر فكر الأمة الديمقراطية، وأيضاً يوجد بكل قسم من أقسام المؤسسات أكاديميات خاصه كـ (أكاديميات خاصة بالعدالة ـ الاقتصاد ـ القسم الدبلوماسي ـ الأسايش)، ولدينا أكثر من 20 أكاديمية خاصة بالنساء، على مستوى شمال وشرق سوريا”.

ومن خلال حديثها بيّنت بيريفان الهدف من هذه الأكاديميّات: “تعمل هذه الأكاديميات على تنظيم النساء كحركة نسوية لمجتمع حر وأخلاقي، وإنها تسعى للوصول لحياة تشاركية حرة، يتشارك بها الرجل والمرأة المهام والواجبات الحياتية، وليس تقسيم العمل كما هو متعارف حالياً، بأعمال مخصصة للرجال وأعمال مخصصة للنساء”.

 وإضافة لذلك فقد أتت على أسباب ممارسة الفكر الذكوري في قولها: “مازال الفكر الذكوري منتشراً ويمارس نتيجة الأنظمة السلطوية الاستبدادية، وفي نظرة الاستعمار الذي مازال يشن هجماته (كـ الاحتلال التركي) على مناطقنا في شمال وشرق سوريا، فيعاني فيها الرجال والنساء، وفئات المجتمع كافة من هذه الأعمال، التي تمارس ضد حياة مجتمعية يكون فيها الرجل والمرأة على حد سواء”.

صعاب تواجه لجان التدريب

وحول ما يُقال إن المرأة، الطبقة الثانية المسخرة لخدمة الرجل فقد شرحت بيريفان: “من اليوم الذي ولدنا فيه نمشي على نهج جداتنا وأمهاتنا، اللواتي ترسخّت في عقولهنّ الفكر الذكوري، وفي المناهج المدرسية تحتل المرأة الطبقة الثانية في المجتمع، الجنس الآخر المسخّر لخدمة الطبقة الأولى، وهكذا تقتنع المرأة بدورها كطبقة ثانية وجارية، تحت الهيمنة الذكورية”.

ومن الصعاب التي واجهت لجنة التدريب، إخراج المرأة من شرنقتها، التي حاكتها لنفسها، وشرح معنى الحياة لها، وأنها في سواسية مع الرجل: “يوجد صعوبة بتخليص النساء من هذه الفكرة، وأنها قادرة على القيام بالكثير من المهام الحياتية ومشاركة الرجل بها”.

وأعطت بيريفان الأعمال المنزلية كمثال: “إن الأعمال المنزلية محتكرة على النساء، ويرى الرجل أنه من المعيب ومن الكبائر، إذ قام بعمل أو احتياج يومي له، والكثير من الأعمال المنزلية احتياجات يومية، للرجل كما هي للمرأة”.

فالتدريب والتوعية هو ما يساعد المرأة على فهم حقوقها وقدراتها، فكانت أول خطوة من تدريب المرأة، كما بيّنتها لنا بيريفان في الرجوع إلى تاريخ المرأة، فقد كانت ذات إرادة، واستطاعت القيام بالكثير من الأعمال الحياتية إلى جانب الرجل، وعلقت بيريفان على الأمر: “فبمعرفة المرأة لتاريخها تستطيع صنع مستقبلها”.

وبهذا السياق أشارت بيريفان إلى دور الشهيدات والمقاتلات، اللواتي أنرن الطريق للمرأة، وكنّ ذلك المثال الحي على مدى قوة وقدرة المرأة على إدارة أمورها الاجتماعية، وأردفت: “ثورة المرأة، وثورة 19 تموز، كانتا اللبنة الأساسية لإحياء المرأة من جديد، وإعادة روح المجتمع الطبيعي”.

دورات تدريب للرجال

ويتلقى المتدربون دروساَ عن المجتمع الطبيعي، التعصب الجنسوي، تاريخ المرأة ومبدأ تحرر المرأة، جنولوجيا، الشخصية الديمقراطية، نظام الإدارة المشتركة، حيث تُشرف على الدروس إداريات وعضوات في مؤتمر ستار.

وحول أهداف افتتاح الدورات للرجال، قالت عضوة مجلس مؤتمر ستار، قسم التدريب بيريفان يونس: “هذه الدورات تُعد خطوة؛ لتغير الذهنية الذكورية المتسلطة الممتدة منذ آلاف السنين، وسيكون لها تأثيراً إيجابياً على المجتمع، وتساعد في التعرف على فكر القائد عبد الله أوجلان، والعمل على المساواة بين المرأة والرجل في المجتمع، والتعرف على حقيقة دور المرأة على مر العصور”.

وأضافت بيريفان: “أصبحت لنا القدرة لبناء العوائل الديمقراطية، المبنية على أساس التفاهم والحياة المشتركة، ولكن إذا لم يكن الإنسان حراً كرجل أو امرأة، لا نستطيع أن نبني حياة حرة، فبدايةً على المرء أن يفهم معنى الحرية بشكلها صحيح”.

وفكر الأمة الديمقراطية له ثلاثة أسس يعتمد عليها الإنسان، لبناء مجتمع أيكولوجي ديمقراطي، بمبدأ المساواة بين الرجل والمرأة، وتحقيق حرية المرأة، وفيما يتعلق بالرجال، الذين شاركوا في هذه الدورات، قالت بيريفان: “لقد أطلعوا على فكر الأمة الديمقراطية، ويجب أن يؤمنوا بالأسس الثلاث لفكر الأمة الديمقراطية، وكانت التدريبات، التي يتلقونها تدريبات مشتركة، وخاصه أن النساء هنّ المنظمات للدورات”.

وأطلعتنا بيريفان على عدد الدورات التي نُظمت للرجال: “بعفرين المحتلة قمنا بدورتين خاصة للرجال، ودورة العام الماضي بكوباني، ومازالت مستمرة، وفي الثامن من آذار كانت هناك دوره في إقليم الجزيرة، وأيضاً دورة خاصة لرجال العدالة، أي ما يقارب الخمس دورات للرجال، على مستوى شمال وشرق سوريا”.

 هذا وتسعى لجان التدريب لزيادة أعمالها، وبهذه التوصية اختتمت بيريفان حديثها: “نحن نسعى لفتح دورات تدريبية أكثر، وأن تكون الدورات التدريبية أساسية في الكومينات للرجال والنساء، إن كانت خاصة أو مشتركة، ونعمل على استمرارية الدورات؛ لرفع مستوى المدربين بكيفية إعطاء الدروس، والعمل على إنشاء بروشورات خاصة ببعض المواد، ومحاضرات ودورات تدريبية أكثر للجان التدريبية الموجودة بالأقاليم على مستوى شمال وشرق سوريا”.