سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

تلصُّصٌ على جزيرةِ إمرالي

أحمد ديبو-

تقدم نحو نافذته المطلّة على الأمل، فشاهد دنيا الظلم إياها، أرضاً ممسوحة بغبار الرماد، تليها سماء مشعة بنجوم مطفأة، كان ثمة النيران التي يلتهم بعضها بعضاً، وكان هناك العسكر، يتبادلون ضحكات سريعة، وهم يلتهمون طعامهم الحزين، ابتسم ابتسامته المقتصدة، وسار بهدوء وثقة صوب أوراقه المفضية إلى عالمه الغني الواسع، كان كاملاً كالشمس، آن استدارتها في رأد الفجر، كان يكره النقصان؛ لأنه نكرانٌ للآخر ونداءٌ ضده، العتمة كان يكرهها ويحاربها؛ لأنها تذكره بعذابات أصدقائه السجناء، وبأشجار المقابر الكالحة، لم يشأ أن يكلّم نفسه؛ لأنه كان يهوى هذا النوع من الهدوء الشبيه بأوّل الكون وبآخر الحياة.
تطلع إلى جدران سجنه، فابتسم ابتسامة الساخر المتألم على غباء وضمور لمعنى الحياة لدى سجانه، ثم نظر بحنو؛ ليرى شعبه المترامي الأحلام، شعب لم يزل على قيد الحياة والثورة، كان في قرارته يدرك جيداً أنه أحسن صنيعاً، وأن عليه إبقاء سعيه حثيثاً حتى نهاية النفق… حتى الشمس المرفرفة، كم كان يحب شعبه حباً عظيماً، ويريد أن يصير، وإياه كبقية شعوب الأرض أحراراً، لا يتحكم بهم أحد.
كان مخلصاً لأهدافه إخلاصاً مخيفاً لأعدائه، إلى درجة أنه شاء يوماً أن يكفّر عن ذنب مرافقه، ممن كال الشتائم لسجين، كان مجندا لاغتياله في لبنان، فعاقب الحارس، واعتذر للسجين، الذي لا يقوى على شيء بعد اعتقاله، لظنّه أنه إذا فعل، فمن شأن ذلك أن يفضي إلى فوضى الالتباس، وبهذا أطلق العنان لإنسانية “المجند لقتله” فانكشحت عنه الأفكار، التي تم تضليله، ومسح دماغه بها، فصار مقاتلاً شرساً من أجل الحرية، واستشهد على ذلك، مرّر القائد يده عل نافذة سجنه، وسأل عن الذين تغبّشت حياتهم بالخوف، وعن الذين اختبؤوا، وعن أولئك الذين تاهوا في الفيافي والقفار، وعن الذين جازفوا بأعمارهم والتحقوا بالغيوم وبسلاحهم.
لم يشأ أن يترك أحداً منهم دون أن يرمقه بابتسامة، وبنظرة حنو، تمنحه جرعة قوة وإرادة من بئره العامرة، أحصى الجميع إحصاءً دقيقاً؛ كي يكون محصنا بالحب، فيما لو أراد التاريخ يوماً، ما أن يقيم معه حسبةً، فإن عليه أن يقر له أنه عرف شعبه أجمعين، ولم يغفل أياً منهم.
 عن الذين نحاهم بالحسنى؛ بسبب الأخطاء المتكررة، عن الذين غرقوا بالوحول، عن الذين اشتعلوا بعبقرية الكيمياء، عن العائلات التي اختفت اختفاءً مضطرباً تحت وضح النهار، وجمر الليل، عن الذين يقيمون في مناجم الموت، عن الذين يعيشون مع الماعز والأغنام، ويستدرون اللبن في الجبال الوعرة وسهول روج آفا. عن الذين يقيمون في عزلة الوديان والشموس، عن الذين انخرطوا في الأسطورة؛ فراحوا يظهرون في الوشوشات الداكنة كطيور الحلم، عن الذين يتكئون على قبر جكرخوين، والكثير الكثير من الشعراء، والكتاب، والفنانين المبدعين، ويرمون المنافي في نهر جقجق الآسن، بعد أن قطعت عنه تركيا سلسبيله الجاري رقرقة وعطرا، عن الدموع التي تُراق في الصمت النهائي، عن الكلام الذي سيُقال عند اعتلاء الشمس الصفراء، ذات الأذرع، الراية التي ستُرفع في النوروز. عن القصائد التي ستُكتب، وعن الأفراح التي ستُقام، وعن الكؤوس المترعة بالأنخاب، التي ستُرفع وتُشرب.
أثمة ما هو أجمل من هذه اللحظة؟.. حدّث نفسه بذلك، وهو ينظر إلى المدى عبر نافذته الضيقة، إلى تلك الصور الآتية من البعيد النائي إلى طفولته، كان يحب الصور، ولا يزال يتذكر كيف أنه في طفولته شاهد وجهه في عيني أمه، وفي عيون أترابه من أصدقاء الطفولة، كان يحب الصور المرتسمة في العيون، ولم يزل محتفظاً بها، وستبقى معه إلى الأبد، أما ذاك الطفل فقد كبر الآن، وهو كلّما مرّ على مقربة من أحلامه وأحلام شعبه، انحنى قوس قزح، وارتفعت في الفضاء سماء، وسطعت نجوم.
في المقلب الآخر وقبالته، كان سجّانه التركي العثماني، يخاف أن يدهمه الوقت، وكان عليه أن ينزل إلى الأسفل، نزل كثيراً جداً كي لا يرى سوى الحرائق، ولم يسمع سوى صرخات بنات آوى، وعواء الثعالب، فازداد توازناً وشعر بالأمان، نعم لم يكن شيئاً في الوجود يريحه غير تلك الصور.
أسنانه القوية لم تمتثل لضحكاته المتحفظة، أطلّ على أناه المريضة ليتفحص أهوالها، كم كان يزعجه عبور هذين النهرين الأبديين إلى تلك السهول الخصيبة، لطالما رغب في إطفائهما، كان يشعر بالحاجة إلى أن يُبيد كل شيء، أسماك النهرين أيضاُ، نظر بحقد على الناس، وقد آلمه أنهم منصرفون إلى أعمالهم وحيواتهم، كان يشعر أن عليه أن يكون موجوداً وحده، وأن عليه أن يلغي الهواء والشمس والماء، لكن حيلته لم تسعفه.
نزل أكثر في غلوائه حتى وصل إلى الحد الأخير. سأل أين نيرون؟، فلم يُجبه حراسه، تمشّى في الحرائق؛ ليستجمع اضطرامها، ويطرد ضجراً استولى على فؤاده. تذكّر روما وضحك، فقد كان يعشق النيران، تلك التي تظل جائعة وتلتهم الجموع والأراضي وما عليها وهاتيك الأعمدة الهائلة، كان يكره الخضار ووجه الماء والغيوم والعابرين وأفكار الأطفال وخيالاتهم الفالتة من عقالها، عندما وصل إلى أسفل السافلين، أجال بناظريه في الجهات كلها، كي يرى ظلّه، هل اكتمل على الكائنات كلها؟ لم تنفرج أساريره، فجمع عسكره، وراح يطلق العنان لبراثنه معلناٌ أن بداية الحملة ستكون قريبة؟!…
أمّا سجينه الذي أودعه في سجن جزيرة امرالي، فقد أطل من نافذته كي ترسو نظراته على الحياة، ثم عاد إلى كرسيه؛ فأخذته سهوة إلى طفولته، حين كان يُخربش بالقلم راسماً على الأوراق القليلة أشجاراً مثقلة بالثمار الشمسية، وأشكالاً حيوانية أليفة.. باغتته ابتسامة عندما تذكّر كيف أن أمه ضربته ضرباً خفيفاً زاجراً؛ كي لا يمنعها من إكمال تمشيط شعره المجعد بعد حمام دافئ، في تلك الطفولة البعيدة والحاضرة أبداً.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle