تل كوجر/ مثنى المحمود ـ بعد سنواتٍ من معاناة المرأة من القيود والتهميش؛ بسبب الفكر الذكوري في المجتمع، النساء العربيات مزقن الصورة النمطية للمرأة في المجتمع، مناهضات العنف ضد المرأة قولاً وفعلاً، محدثاتٍ ثورة ضمن مجتمعٍ حاول إخماد ثورة المرأة لعقود عدة.
بقيت المرأة العربية على مدى عقود طويلة من الزمن، رهينة فكر المجتمع الذكوري، الذي كان يهيمن على مفاصل الحياة، حتى بدأت الثورة الحقيقية، ترسم ملامحها بصورة فردية أحياناً، حتى وصلت المرأة اليوم إلى ما هي عليه؛ لتكون كما يجب في المجتمع، الرائدة والقوية وذات دورٍ فعّال.
“حرّيتي فوق الجميع“
في ظل هيمنة المجتمع الذكوري، وتقاليد العشيرة، التي تمنح الرجل دوراً سلطوياً على المرأة، كان لا بدّ من أخذ المبادرة نحو الوصول إلى مرحلة جديدة، تغير المفاهيم داخل المجتمع العربي، بهذه الكلمات بدأت المواطنة “ريم سالم” حديثها عن طريق الحرية، الذي سارت عليه، الحرية التي حُرمت منها كثيرات، تقول ريم البالغة من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً إنها كانت تجد صعوبة في الحصول على أبسط حقوقها داخل المجتمع، الذي اعتاد تجسيد العنف ضد المرأة، تحت شعارات أولها أن المرأة، لا تملك حق تقرير مصيرها، لكن ريم كان لها رأي آخر، حيث ناضلت ضد عادات وتقاليد المجتمع البالي، وأحدثت ثورتها الخاصة، ريم إحدى عضوات مؤتمر ستار في بلدة تل كوجر، تحدثت عن معاناتها التي، رافقتها لعدة سنوات، ريم اليوم باتت تشكل أيقونة في مجال الحرية ضد العنف الأسري، الذي منعها لوقت طويل من أبسط حقوقها الطبيعية، أما الآن فقد حصلت ريم على امتيازات، أبرزها لعبها دوراً فعلياً داخل المجتمع، حيث باتت تتحدث بكل جرأة عن ثغرات المجتمع العشائري، فأصبحت واجهة لتحرير المرأة.
العنف ضد المرأة نحو الزوال
في سياق الحديث عن ثورة المرأة، ومن خلال عدة لقاءات أجرتها صحيفتنا “روناهي” مع بعض نساء تل كوجر، أثنت النساء على دور المرأة في المجتمع بشكلٍ عام، وأشادت النساء بثورة روج آفا، التي أعطت المرأة دوراً فعالاً في قيادة المرحلة الزمنية، التي نمر بها حالياً، حيث قالت المواطنة سناء المحمود: “إن العنف ضد المرأة بات على وشك الزوال في مناطق شمال شرق سوريا، وإن العامل الرئيسي في اختفاء هذه الظاهرة، يتمثل في فكر القائد عبد الله أوجلان، الذي أعطى المرأة حقوقها المفقودة منذ زمن طويل”، سناء أضافت: “المرأة اليوم باتت تشكل عنصراً أساسياً في ميادين الحياة كلها، بدءاً بمؤسسات الحماية الذاتية، وصولاً إلى مراكز اتخاذ القرار، حيث باتت فعلياً، تشارك الرجل في القرارات جميعها، التي تخص المجتمع المدني، وحتى القرارات العسكرية المعنية في حماية مكتسبات الثورة، بات للمرأة نصيبٌ كبيرٌ في ضمان حقوق شعب شمال وشرق سوريا”.
مستمرِّاتٌ في النضال
تقود اليوم المرأة المجتمع بشكلٍ فعلي، وتجسد دورها الفعال، وكان للمرأة العربية رأي في مسألة ضرورة الاستمرار في خط السير على خطى المناضلات، اللواتي أحدثن فروقات واضحة في نضال المرأة نحو الخلاص من هيمنة المجتمع الذكوري، وفي هذا السياق، كان لنا حديث مع الإدارية في دار المرأة في تل كوجر “أسماء الجاسم” التي بدأت حديثها معنا تأكيداً على دور المرأة في خنادق القتال ضد المحتل التركي، واستذكرت بعض رفيقاتها اللواتي دافعن عن الأرض بكل بسالة، كما أكدت أسماء أن دور المرأة العربية، لا يقل عن النساء الكرديات والإيزيديات والسريانيات، وغيرهن من نساء المجتمع السوري، حيث كان للمرأة العربية دور فاعل في النضال نحو الحرية بجميع أشكاله، هذا النضال مستمر حتى الوصول إلى النصر، لذا لا بدّ من الاستمرار على نهج القائد عبد الله أوجلان، الذي أوصل المنطقة إلى ما هي عليه من حرية، كما نوهت أسماء إلى أن دور المرأة، يبدأ من المنزل وصولاً إلى كل تفصيل، مهما بدا بسيطًا، لذا على النساء العربيات تفعيل دورهن على الأصعدة جميعها، وعدم الاستسلام لظروف الحياة، والانصياع لمطالب المجتمع، الذي يحاول تحييد المرأة العربية، وجعلها هامشية في تقرير مصيرها ومصير المجتمع بشكلٍ عام.
