الذهب الأبيض.. مصدر دخلٍ للمرأة الرقاويَّة وسط طقوس خاصة

عين عيسى/ حسام إسماعيل –

يتخذ عمل المرأة في الحقول الزراعية بريف الرقة الشمالي طابعاً خاصاً كونه مرتبط بها ارتباطاً وثيقاً، وخاصةً مع بداية موسم قطاف الذهب الأبيض الذي يعتمد على جهد المرأة لجنيه، فيما يشكل بالنسبة لفئة اخرى منهنَّ فرصة لكسب مبالغ جيدة لقاء أتعابهنَّ.

وتنشر المزروعات المروية الصيفية بشكل كبير في الريف الشمالي للرقة، ويجلب العمل في الحقول الزراعية بالنسبة للنساء فيه دخلاً يومياً أو موسمياً بالنسبة لعاملات المياومة، أو في مواسم جني القطن والخضروات الصيفية.

أسباب عمل المرأة في الحقول الزراعية

وبالرغم من صعوبات العمل، واضطرار من تملك جهدها لتحصيل قوت يومها لمساعدة أو إعالة اسرتها فلا تجد بداً من التوجه إلى الحقول الزراعية منذ ساعات الصباح الباكر لتحصيل أجرتها اليومية.

وتختلف أسباب عمل المرأة في الحقول الزراعية، وخاصةً مع دخول موسم قطاف القطن ومشاركة النساء الأساسية فيه حيث لا يخلو من المنافسة لتحقيق أعلى وزن للقطاف اليومي تخلله أغاني شعبية حماسية تشجع “اللاقوطة” وتحفزها على جني المزيد من القطن للتقلب على المُنافسِة المحتملة.

صحيفتنا “روناهي” أجرت لقاءات مع نساء من ريف الرقة الشمالي بهذا الخصوص، والتعرف أكثر على طبيعة عمل المرأة في موسم القطن، حيث تقول العاملة زهرة علي حيال هذا الموضوع: “لا شك بأن موسم قطاف القطن موسم جيد بالنسبة لي على الأقل لتأمين ما تيسر لبيتي مع ارتفاع تكاليف المعيشة، وغلاء المواد الاساسية والضرورية، وهو فرصة جيدة لمساعدة زوجي الذي يعمل ولكن لا يكفينا المبلغ الشهري (الراتب) الذي يتقاضاه لعائلتنا المؤلفة من ستة أشخاص، لذلك أتحين الفرصة المناسبة للعمل في القطن وفي المواسم الزراعية الأخرى لهذا الغرض”.

وعن صعوبة العمل تضيف: “العمل في قطاف القطن متعب للغاية بالنسبة لعدد ساعاته التي تبدأ منذ ساعات الفجر الأولى، وحتى غياب شمس اليوم، وقلة ساعات الراحة التي لا تتعدى ساعة ونصف أو ساعتين لأن هنالك على الدوام منافسة عادلة بين العاملات /من التي تجني أكثر من زميلتها/، بالتالي هنالك نوع من الترفيه عن النفس، والتحفيز لجني المزيد من القطن، وتحقيق اليومية الأكبر”.

بدورها عللت العاملة عنود المحمد سبب عملها في قطاف الذهب الأبيض رغم الصعوبات المرافقة له بأنها بالعادة لا تخرج لعمل المياومة في غير أوقات قطاف القطن، بسبب أشغالها في العمل المنزلي، وأعمال أخرى تندرج في هذا الإطار إلا أن اقتراب فصل الشتاء، وما يرافقه من حاجات متعددة بعد انتهاء العمل الموسمي الزراعي لهذا العام يحضها على الخروج إلى العمل ولو في قطاف القطن على الأقل.

العمل الجماعي والأجواء المرافقة للقطاف

وتشيد عنود بالعمل الجماعي والأجواء المرافقة للقطاف، وتصفها بأنّها كالعرس المليء بالأهازيج، والأغاني التراثية والشعبية والمعاصرة، وزادت: “لذلك هذه الأجواء تختصر الكثير من طبيعة العمل الشاقة والساعات الطويلة فمثلاً فترة استراحة الغذاء نتناول الطعام سويةً، ونتبادل النكات والأحاديث المضحكة والفكاهية”.