شيخ مسلم: استخدام الأسلحة الكيمياوية تحدّ للمجتمع الدولي

كوباني/ سلافا أحمد ـ

أشار الحقوقي والمحامي مصطفى شيخ مسلم إن صمت المجتمع الدولي تجاه استخدام المحتل التركي الأسلحة المحرمة دولياً في شمال وشرق سوريا وباشور كردستان، غير مقبول وهو موقف متخاذل يصب في مصلحة قيام تركيا بالمزيد من الهجمات، وأكد بأن الشعارات البراقة التي يصدرها المجتمع الدولي بحماية حقوق الإنسان مجرد شعارات ليس إلا وعلى المجتمع الدولي معاقبة تركيا على جميع أفعالها.  

بهدف تحقيق أهدافها الرامية للقضاء على الوجود الكردي لا تزال محاولات تركيا مستمرة في النيل من إرادته، لكنها التجأت هذه المرة إلى استخدم الأسلحة الكيماوية في مناطق الدفاع المشروع، وسط صمت مخزي من قبل المجتمع الدولي.

فيما لا تزال مناطق باشور كردستان تتعرض منذ 23 نيسان المنصرم لهجوم همجي من قبل جيش الاحتلال التركي، وسط تكبيد قوات الدفاع الشعبي لجيش الاحتلال التركي خسائر فادحة تمنعها من إحراز أي تقدم، لذا تلجأ تركيا لاستخدام الأسلحة المحرمة دولياً تحت أنظار العالم.

وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها تركيا الأسلحة المحرمة بحق شعوب المنطقة، فأثناء هجومها الاحتلالي على مناطق شمال وشرق سوريا عام 2019 استخدمت القنابل الفوسفورية في سري كانيه، وكان من بينهم الطفل محمد محمد الذي أُصيب بحروق بليغة، حيث تصدّر ذاك المشهد معظم وسائل الإعلام العالمية، دون أي تدخّل من قبل المؤسسات الدولية المعنية والمنظمات الإنسانية.

تستخدم الأسلحة المُحرّمة دون رادع

وتعليقاً على ذلك أجرت صحيفتنا لقاءً مع الحقوقي والمحامي مصطفى شيخ مسلم الذي تحدث فقال: الهجمات والاعتداءات التركية ليست بجديدة على شعوب المنطقة، الهجمات التي تقوم بها تركيا في باشور كردستان وبخاصةٍ استخدامها الأسلحة المحرمة دولياً خرق واضح للقوانين الدولية واعتداء صارخ على حقوق شعوب المنطقة، وتركيا تعادي الكرد في كل مكان وتتعامل معهم بنفس الذهنية الشوفينية.

وأشار شيخ مسلم: لا يخفى على أحد بأن تركيا تستخدم كافة الأسلحة المحرمة الدولية بهدف القضاء على الوجود الكردي وأيضاً كافة الشعوب التواقة للسلام، ففي عام 2019 عندما احتلت سري كانيه وكري سبي استخدمت القنابل الفوسفورية ضد المدنيين وكانت من بين الضحايا الطفل محمد محمد الذي أصيب في سري كاني بحروق بالغة استدعى لمعالجته في الخارج، دون أن يحرك ذلك المشهد ضمائر دول العالم التي بقيت صامتة أمام ذلك المشهد المريب.

ويقول شيخ مسلم إن “إصابة الطفل محمد محمد في سري كانيه وفق القانون الدولي دليل دامغ لتورط تركيا باستخدام الأسلحة المحرمة في المنطقة، وانتهاك صارخ لتركيا بالتعدي على حدود جيرانها مرة في شمال وشرق سوريا ومرة أخرى في باشور كردستان”.

وأوضح شيخ مسلم: تركيا بهجماتها على باشور كردستان وشمال شرق سوريا تخترق جميع المعاير والمواثيق الدولية، وفي البداية تخترق السيادة السورية والعراقية دون أي رادع، تركيا باستخدامها الأسلحة الكيماوية بحق الشعب الكردي تخترق معاهدة حظر واستحداث وصنع وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتدميرها، وهي لا تراعي أية قوانين في ذلك.

هناك وثائق دامغة تُثبِت إدانة تركيا

وتنص معاهدة حظر واستحداث وصنع وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتدميرها بمنع أي دولة من باستخدام الأسلحة المحرمة الدولية مهما كانت الأسباب، ففي الفقرة (أ‌) تتعهد كل دولة طرف في هذه الاتفاقية بألا تقوم تحت أي ظرف باستحداث أو إنتاج الأسلحة الكيميائية أو احتيازها بطريقة أخرى أو تخزينها أو الاحتفاظ بها، أو نقل الأسلحة الكيميائية بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى أي مكان، أما في الفقرة (ب‌) تتعهد كل دولة طرف في هذه الاتفاقية بألا تقوم تحت أي ظرف باستخدام الأسلحة الكيميائية، وتم التوقيع على هذه المعاهدة من قبل 150 دولة من بينها تركيا في عام 1930 في العاصمة الفرنسية باريس.

وحول الحديث عن آلية معاقبة تركيا على تلك الجرائم التي تقوم بها بحق شعوب المنطقة قال شيخ مسلم: لدى منظمات حقوق الإنسان الكثير من الوثائق التي تثبت وقوع تلك الجرائم من قبل تركيا، لذلك من واجبها محاسبة تركيا وتفعيل آلية يتم من خلالها تلك المحاسبة وبشكل قانوني، وعلى حكومة دمشق تقديم الشكوى للمنظمات المعنية حول ارتكاب تركيا المجازر من خلال استخدامها الأسلحة المحرمة دولياً، كما يقع على عاتق حكومة العراق القيام بمسؤولياتها تجاه ما تتعرض له أراضيها من هجمات وحشية ضد المدنيين العزل.

وأشار شيخ مسلم: إن صمت المجتمع الدولي تجاه استخدام الكيماوي في شمال وشرق سوريا وباشور كردستان، غير مقبول ومن العار على المجتمع الدولي الكيل بمكيالين واتخاذ سياسة المصالح حتى في استخدام الأسلحة المحرمة، ومن هنا لا بد من تحقيق العدالة على الجميع، وتعامل المجتمع الدولي ومؤسساته مع تركيا مثار استغراب ويمكن وصفها بالنفاق الدولي.

 واختتم الحقوقي والمحامي مصطفى شيخ مسلم حديثه بالقول: على المجتمع الدولي الخروج عن صمته المخزي ومعاقبة تركيا على جرائمها الإرهابية التي ترتكبها بحق الشعب الكردي وجميع شعوب المنطقة.