سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

صفحات من التاريخ الأخلاقي بمصر”نقطة حوار”

د. محمد فتحي عبد العال (كاتب وباحث مصري)-

في الثلاثينات من القرن الماضي أعلن الدكتور إسماعيل أحمد أدهم عضو أكاديمية العلوم الروسية ووكيل المعهد الروسي للدراسات الإسلامية إلحاده في كتيب صغير حمل عنوان: “الرسالة التاسعة لماذا أنا ملحد؟” ونشرت على مجلة الإمام “أغسطس” عام 1937 في شكل رسالة للرد على ندوة ثقافية في رمضان ألقاها الدكتور أحمد زكي أبو شادي تحت عنوان “عقيدة الألوهية” فأفرد مصطفى عبد اللطيف السحرتي المحامي محرر “مجلة الإمام” المساحة لإسماعيل كجزء من سجال علمي فلسفي…
بالطبع مسألة مثيرة ومحزنة إقدام شاب متعلم وبهذا القدر من الثقافة في هذه الأزمنة على خطوة كهذه، غير متهيب النتائج المترتبة على ذلك، فكان رد مجلة الأزهر على لسان رئيس تحريرها (محمد فريد وجدي) عقلانياً هادئاً وشديد الذكاء والانفتاح على الرأي الآخر، فتحت عنوان “لماذا هو ملحد” يقول: “إن انتشار العلوم الطبيعية، وما تواضعت عليه الأمم المتمدنة من إطلاق حرية الكتابة والخطابة للمفكرين في كل مجال من مجالات النشاط العقلي، استدعت أن يتناول بعضهم البحث في العقائد، فنشأت معارك قلمية بين المثبتين والنافين تمخضت بسببها حقائق، وتباينت طرائق، وآمن من آمن عن بينة، وألحد من ألحد على عهدته. ونحن الآن في مصر، وفى بحبوحة الحكم الدستوري، نسلك من الكتابة والتفكير هذا المنهاج نفسه فلا نضيق به ذرعًا ما دمنا نعتقد أننا على الحق المبين، وأن الدليل معنا في كل مجال نجول فيه، وأن التسامح الذي يدعى أنه من ثمرات العصر الحاضر هو في الحقيقة من نفحات الإسلام نفسه”.
لكن على الجانب الآخر جوبه إسماعيل بعاصفة شديدة من الهجوم ما كانت حالته النفسية لتحتملها في ظني وهو ما سنرى نتائجه فيما يلي.
كان أكثر المهاجمين لإسماعيل هو الشيخ (يوسف الدجوي) عضو جماعة كبار العلماء والذي صعد من المسألة في اتجاه لا يحمد عقباه وهو اتهام إسماعيل بالطعن “في دين الدولة وملكها حامي الدين والعلم ويقصد الملك فؤاد” فأحيل إسماعيل للتحقيق وتم الاكتفاء بتحذيره فضلا عن تعطيل مجلة الإمام التي كان ينشر فيها مقالاته.
السؤال بالطبع يشغل القارئ لماذا يقدم أكاديمي مرموق على الإلحاد بدلاً من أن يقوده علمه لتقوية حبه لله وتعظيمه؟!
يحيل اسماعيل أسبابه إلى ظروف نشأته فالأم مسيحية بروتستانتية “ذات ميول لحرية الفكر والتفكير” ذلك لكونها ابنة البروفيسور (وانتهوف) لكنها ماتت وعمره عامين فيما كان أبوه مسلماً متعصباً لكن ظروف الحرب العالمية الأولى وانخراط تركيا العثمانية فيها كانت الشغل الشاغل للأب فأوكل مهمة تربية ابنه الصبي اسماعيل إلى زوج عمته “أحد الشرفاء العرب” والذي أثقل عليه في الواجبات الدينية الإسلامية من أداء الصلاة وتعلم اللغة العربية وحفظ القرآن وهو في سن العاشرة وهو يسخط على ذلك بقوله: “لأنه كلفني جهداً كبيراً -يقصد القرآن- كنت في حاجة إلى صرفه إلى ما هو أحب إلى نفسي منه -يقصد مؤلفات الفلاسفة الغربيين- في الوقت نفسه كان إسماعيل ينظر بعين الرضا لتعاليم الدين المسيحي والتي لم تثقل كاهله وكان يتلقاها على يدي شقيقتاه اللتين كانتا تدرسان في كلية الأمريكان بالأستانه فضلا عن تعلم الألمانية والتركية على أيديهما…لكن ما ترك أثراً واضحاً بنفس إسماعيل هو سخرية شقيقتيه من المعجزات ويوم القيامة والحساب!!.
انكب الفتى ينهل من المؤلفات الغربية لكن أمراً لم يكن بحسبانه حرمه من متعته ألا وهو عودة الأب من ميادين القتال، ثم قراره المجيء لمصر والاستقرار بالإسكندرية وبدأت المواجهات بين الأب الملتزم والفتى المفكر فالأب “لا يعترف لي بحق تفكيري ووضع أساس عقيدتي المستقبلة”، ويفرض عليه شعائر الإسلام فرضاً فما كان من الفتى إلا وأعلن تمرده في صراحة ممتنعاً عن الصلاة قائلاً لأبيه: “إني لست بمؤمن أنا داروني أومن بالنشوء والارتقاء” فما كان من الأب إلا وألحقه بمدرسة داخلية بالقاهرة ليقطع عليه أسباب المطالعة لكن عناد وتمرد الفتى كان أكبر فكان يذهب في أيام العطلة المدرسية يومي الخميس والجمعة لدار الكتب المصرية للمطالعة.
الحقيقة أننا أمام قصة تتكرر كل يوم وهي قسوة الآباء في تعليم وإرشاد أبنائهم وبدلاً من الحوار والإقناع يصبح القمع ومصادرة الرأي سيد الموقف فيتسع الشقاق ويسيطر العناد على كل طرف في مواجهة الآخر.
في عام 1927 يغادر اسماعيل مصر إلى تركيا حيث يلتحق بالجامعة ويتخصص في دراسة الرياضيات وفي تركيا يطلق لنفسه العنان فيؤسس جماعة لنشر الإلحاد مع أقران يصفهم بقوله “أناساً يمكنني أن أشاركهم تفكيرهم ويشاركونني” ولم يكتف بمحلية الهدف بل سعى لصبغه بالصبغة العالمية واتصل بجمعية نشر الإلحاد الأمريكية التي يديرها (شارلس سمث) وتحول اسم الجماعة إلى “المجمع الشرقي لنشر الإلحاد” كما حاول عمل فروع للجماعة بمصر ولبنان عبر الاتصال بإسماعيل مظهر (صاحب مجلة العصور) وعصام الدين حفني ناصف الأستاذ بجامعة بيروت لكن كل هذه الجهود منيت بالفشل وذهبت أدراج الرياح فما كان الله ليصلح عمل المفسدين.
الطريف في الكتاب أن اسماعيل اتسعت به دائرة الشك فلم يعد الأمر قاصراً على الدين بل تسرب لتخصص إسماعيل ذاته وهو الرياضيات.
وكأن اسماعيل يروي قصته مع الرياضيات في المرحلة الإعدادية وشكه في قدسيتها وسلامة نظرياتها فيحكي إسماعيل عن مغادرته تركيا في بعثة لروسيا عام 1931 ودراسته للرياضيات والطبيعيات فيقول “بدأت بهندسة  أوقليدس وجدته يبدأ من الأوليات وصدم اعتقادي في قدسية الرياضيات وقتئذ فشككت في أوليات الرياضيات” وظل صاحبنا مضرباً فترة من الزمن عن الرياضيات وعاد مجدداً لصحبة الفلاسفة وحاول الكثيرون إقناعه دون جدوى لكن “حدث تحول عجيب لا أعرف كنهه لليوم” دفعه لمواصلة دراسته للرياضيات مجدداً وأن يحصل على درجة الدكتوراه في الرياضيات البحتة من جامعة موسكو عام 1933.
ويتحدث إسماعيل عن شعوره بعد الإلحاد والذي بدأ فكرة وما لبث أن تحول لعقيدة “ولشد ما كانت دهشتي وعجبي أني وجدت نفسي أسعد حالاً وأكثر اطمئنانا من حالتي حينما كنت أغالب نفسي للاحتفاظ بمعتقد ديني”. ويقول في خيلاء واهمة “أنا ملحد ونفسي ساكنة لهذا الإلحاد ومرتاحة إليه فأنا لا أفترق في هذه الناحية عن المؤمن المتصوف في إيمانه”.
ولكونه شخص يؤمن بالعلم فهو يستحضر من العلم ما يجعله على يقين من إلحاده حتى وإن بدت تعليلاته شديدة السذاجة والسطحية ويمكن لطفل صغير أن يرد عليها ويفندها بسهولة ولكن تعليلاته جاءت كعلاج نفسي لذات أرهقها التفكير وأضناها ما تحمله من ذكريات آلمت روحه فالدكتور البارز وبمنتهى العبث يطرح فكرة الإيمان بالله باعتبارها فكرة أولية تفتقد عناصر القوة الإقناعية الفلسفية وكانت من مستلزمات الجماعات البدائية نتيجة للوهم والخوف والجهل؟! إذاً كيف نفسر هذا الخلق العظيم المحكم إذا كان بلا خالق؟! يطل علينا الدكتور اسماعيل بتفسير سقيم يعكس ضخامة الصراع بداخله وعدم قدرته على رؤية الأمور بميزان دقيق فالعالم في تفسيره يخضع لقانون (الصدفة) الشامل!! ويضرب على ذلك مثلاً بزهر النرد “وأن لكل زهر ستة أوجه وبما أن كل واحد من هذه الأوجه محتمل مجيئه إذا رمينا زهر النرد؛ فإن مبلغ الاحتمال لهذه الأوجه يحدد معنى الصدفة التي نبحثها”. حقاً ضعف الطالب والمطلوب ما قدروا الله حق قدره عفانا الله وإياكم من أمراض النفس… الحقيقة أن الهجوم على اسماعيل من العديد من المفكرين علاوة على صراعه النفسي الذي أجزم أنه تأجج واشتعل أكثر من ذي قبل قد دفعه للانتحار في صباح 23 يوليو 1940 على شاطئ الإسكندرية تاركاً ورقة يعترف فيها أنه قتل نفسه بالغرق يأساً من الدنيا وزهداً في العيش فيها ويطلب فيها حرق جثمانه وعدم دفنه بمقابر المسلمين ولم يلتفت أحد لوصيته هذه.
وليس صحيحاً في ظني الروايات الأخرى عن أنه ذهب ضحية للصهاينة أو أطراف دولية أخرى تتآمر على مصر لخشيتهم من سعة ثقافته بالطاقة الذرية!!! فللأسف أن من شيمنا نحن المصريين البحث عن كوامن المؤامرة والإثارة والمغامرة في كل واقعة حتى وإن لم تكن على استقامة مع المنطق تاركين مغزاها الحقيقي ودروسها وعبرها.
إن إدارة مثل هذه التحولات الدينية والفكرية تحتاج لمراجعات هادئة دون ترهيب أو إقصاء، إننا بحاجة لإعداد الأهل لكيفية تعاملهم مع أبنائهم والتوسع في البرامج المجتمعية الرامية لذلك وفتح قنوات الحوار الديني والعقائدي دون خوف وأن يوكل هذا الأمر إلى رجال دين مدربين قادرين على إدارة حوار مقنع وبناء ومواجهة الحجة بالحجة حتى نخرج بمجتمع متماسك يخلو من النفاق والرغبة في الفرار من الدين.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle