“الأزولا” بديل عن الأعلاف التقليديّة إنتاجية عالية وتكاليف بسيطة

الرقة/ المهند عبد الله –

نظراً لقلة الأمطار في سوريا عامةً وفي مدينة الرقة خاصةً وسوء الإنتاج للمحاصيل الزراعية الذي انعكس سلباً على تربية المواشي، كان لا بدَّ أن يكون هناك بديل عن الأعلاف المُتعارف عليها مثل “القمح والشَّعير” لارتفاع أسعارها وتلبية حاجة مربيِّ المواشي، ويُعتبر الأزولا غذاءً مكملاً للحيوانات وللطيور أيضاً.

 ما هو نبات الأزولا؟

ينتمي نبات الأزولا إلى السرخسيات، ويُلاقي اهتماماً كبيرًا في العالم كله، من ناحية الدّراسات التي تُجرى عليه، وذلك لأهميته الاقتصادية، ونبات الأزولا عالي جدًا من الناحية الإنتاجيّة، ويعتمد في نموهِ على الطحالب بشكلٍ أساسي، ويترتب ذلك بحسب الظُّروف البيئيّة. وتتشابك أوراق الأزولا الصَّغيرة مع بعضها البعض، لتطفوَ على سطح الماء، وأماكن تواجد الأزولا، تكون في المياه الراكدة أو المياه ذات الحركة البطيئة، مثل الأحواض والبحيرات، والمستنقعات، وقد يتغير لون نبتة الأزولا ليصبح لونُها أخضر باهت، ويرجع السَّبب في ذلك إلى سوء التغذية، أو في حالة ارتفاع درجة الحرارة، أو الملوحة العالية.

 كيف تُزرع الأزولا؟

  فكانت هناك تجربةٌ زراعةٌ جديدة لنبتة “الازولا” وهي: تُعتبر الأزولا بديلاً اقتصادياً لعلف الماشية ولذلك تمَّ استنباط طريقةٍ جديدةٍ في زراعتها وهي عبارة عن بذورٍ تُزرع في حوض ماء وتربة بنسبة “20”سم ويوضع من أسفل الحوض طبقة نايلون سميك بارتفاع “25”سم وطبقة من التُربة من الأسفل بارتفاع “15”سم وطبقة ماء “10” سم.

ويُضاف عليها بعضُ الأسمدة العضوية “روث الأبقار أو الدجاج” والأزولا نبتة أُصولها من فيتنام والصَّين، أما جنيُها فيكون من خلال قطف ثُلث الحوض يومياً ويعود ليتكاثر بشكلٍ ذاتي لأنَّه يُزرع لمرةٍ واحدةٍ فقط، أمَّا عن الجو المُناسب لهذه النبتة فهي تعيش ضمن درجةِ حرارةٍ من “20_30 درجة مئوية.

 خصائص علف نبات الأزولا

يحتوي الأزولا على نسبةٍ عاليةٍ جداً من البروتين والأحماض الأمينيّة والفيتامينات بنسبة “40 %” حيث تُقدم كمتتم علفي للمواشي بنسبة “70 بالمية “والباقي من تركيبة خلائط علفية أُخرى وبالنّسبة للدواجن يُضاف “50 بالمية من النبتة “، لذلك هو غذاءٌ ممتاز للمواشي.

وحول هذا الموضوع أجرت صحيفتُنا لقاءً مع المهندس الزِّراعي باسل اليحيى من “منظمة إدارة ” المشرفة على زراعة هذه النبتة وقال: “الأزولا نبات سرخسي مائي متفرّع عائم، ينمو بسرعةٍ على سطح الماء، يُزرع في المقام الأوّل كعلفٍ للماشية وغالبًا ما يُعاني العديد من المزارعين بسبب الموارد المحدودة لإنتاج علف كافٍ لتلك الحيوانات والأزولا هو الخيارُ الصَّحيح أمامهم”.

وأضاف اليحيى: “قمنا بهذه التجربة نظراً لارتفاع أسعار الأعلاف في مناطق شمال وشرق سوريا إذ يصلُ سعر كيلو الشَّعير إلى أكثر من “1200” ليرة سوريّة بينما كان سعره لا يتجاوز “150” ليرة سوريّة مع توافر المساحات الخضراء وكثرةِ المساحات المزروعة في السّنين الماضيّة”. 

بديل عن الأعلاف التقليديّة

 وتابع اليحيى: “لذلك كان لا بدَّ من وجود بديل علفي بأقلِّ تكلفة لكي يستطيع مربي الثروة الحيوانية من الاستمرار بتربيتها وعدم نقص أعدادها كونها تعدُّ مصدر رزقٍ لهم وعنصر مهم في اقتصاد المنطقة فقد تم تجربة نبتة الازولا في ريف مدينة الرقة الغربي بقرية “الخاتونية “وذلك ضمن محاولات إيجاد حل لمشكلة غلاء الأعلاف”.

وأردف اليحيى: قمنا بتجربةٍ مُصغرة بمساحة “5 م2” وذلك للوقوف على مدى نجاح هذه التجربة وزراعةِ مساحاتٍ أوسع في الأيام القادمة لتوفير هذه المادة في الأسواق المحليّة لقلة تكاليفها في الزِّراعة ووفرة إنتاجها.

نتائج عالية بمجهود قليل

وعن النتائج أوضحت لنا المهندسة الزِّراعية “نسرين الحسين” أنَّ “النتائج كانت جداً ممتازة، إذا قمنا بزراعتها خلال مدة “20” يوم بعدها نقوم بحصادها بهذه الفترة، وبعد حصادها نقوم بسقيها مرةً أخرى فتتكاثر تلقائياً كونها تُزرع لمرةٍ واحدة فقط وتتوفر لها درجة حرارةٍ مناسبة بين “20_28 ” درجة مئوية”.

وحول الإنتاج أوضحت المهندسة نسرين الحسين” أنَّه كلَّ يوم يُحصد ما بين “400-700 ” غ عن المساحة “5 “م2  ويزداد الإنتاج بزيادةِ المساحة المزروعة مع مراعاة جني ثلثي المساحة وترك الرّبع لإعادة التّكاثر”.

كيفية الاستفادة والتخزين

 وعن التخزين لهذه المادة والاستفادة منها في أيامٍ أخرى سواءً كان في الشِّتاء أو الصَّيف بيَّنَ اليحيى: “يمكن تخزين هذه النبتة ولكن ضمن شروط أولاً تُجفف وهي مكشوفة للهواء وعدم تعرُضها لأشعة الشَّمس المُباشرة على ألا تزيدَ درجة الحرارة عن”70 ” درجة مئوية، ويُفضّل أن تُجفف في الظلِّ، لكي تبقى محافظةً على لونها الأخضر ويمكن أن تبقى لثلاثِ سنوات وأكثر صالحةً لتكون علفاً للمواشي سواءً كان من ” أغنام وأبقار ودجاج وأسماك”.

والجديرُ بالذكر أنَّ هذه النبتة توفِّر على مربيِّ المواشي الكثيرَ من الأموال إذا ما قارنّاها مع غيرها من الأعلاف الأُخرى  فهي أقلُّ تكلفة زراعية كونها تُزرع لمرةٍ واحدة وتتكاثر تلقائياً بعد أن يُضاف إليها الماء وتُوفَّر درجةُ حرارة مناسبة، وكثرة إنتاجها كونها تُحصد كل /20 / يوم  فهي المخزون الاقتصادي العلفي لمربيِّ الثروة الحيوانيّة في ظلِّ غلاء الأسعار لهذا العام وقِلة الهطولات المطرية التي أدت إلى انعدام المراعي في مناطق شمال وشرق سوريا.