هيئة الاقتصاد والزراعة ترفع سعر شراء محصول القطن

الرقة/ المهند عبد الله –

أكَّد الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة سلمان بارودو أنَّ الإدارة الذاتية رفعت سعر مادة القطن من “1950” إلى “2500” تلبيةً لمطالب مزارعي شمال وشرق سوريا ولسدِ كافة المصاريف التي تكبدها المزارعون خلال الموسم الزِّراعي من العام الحالي.

يُعد محصول القطن من المحاصيل الهامة في شمال وشرق سوريا، ويُزرع القطن بمعظمه في مناطق شمال وشرق سوريا، بعد القمح والشعير، وتحتلُّ مدينة الرقة المرتبة الثانية بعد مدينة الحسكة التي تتميَّز بزراعته، وشهدت زراعة محصول القطن تراجعاً كبيراً خلال السَّنوات السَّابقة من حيث المساحة المزروعة وكمية الإنتاج.

وطالب مزارعو شمال وشرق سوريا برفع سعر الشِّراء لمحصول القطن لأنَّ السّعر الذي تم تحديده في شهر آب الماضي لا يُغطي التَّكاليف التي تكبدها المزارعون بسبب قلة إنتاج القطن لهذا العام. وشهد موسم القطن هذه السَّنة تراجعًا ملحوظًاً لعدةِ أسباب أهمُها شح المياه، وانخفاض الهطولات المطرية على عدّة مراحل، إذ يحتاج القطن إلى كميةٍ وافرةٍ من الري.

وانخفاض منسوب مياه نهر “الفرات” بسبب قطع دولة الاحتلال التركي لمياهه وسرقة حصة سوريا من المياه المتفق على كميتها باتفاقيات دولية، والذي هدد معظم المحاصيل الزراعية، إضافةً إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج، والآثار التي خلّفتها الحرب على الزراعة والمزارعين وانتشار بعض الآفات الزراعية.

التسعيرة الجديدة تشمل كامل الإنتاج

وأصدرت هيئة الاقتصاد والزراعة قراراً ينص على رفع سعر مادة القطن من “1950”ل س إلى “2500”ل. س للكيلو الواحد من القطن، ويتراوح إنتاج القطن لهذا العام من 150كغ إلى 300كغ للدونم الواحد تقريباً مع تراجع الإنتاج الواضح مقارنةً مع العام الماضي.

وبهذا الصَّدد التقت صحيفتنا بالرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا سلمان بارودو الذي قال: “القطن من المحاصيل الاستراتيجية بمناطق شمال وشرق سوريا وله أهميةٌ بالغة في المنطقة وهذا المحصول تضرر نتيجة انخفاض منسوب مياه نهر الفرات وقلة المياه في الآبار الارتوازية”.

وأكَّد سلمان بارودو “قمنا بإعادة النَّظر بسعر الشّراء لمحصول القطن، تشجيعًا لمزارعي شمال وشرق سوريا على زراعته في الموسم القادم أيضاً واستجابةً لمطالبهم قمنا برفع سعر محصول القطن من 1950 إلى 2500”.

واختتم سلمان بارودو “إنَّ السِّعر الجديد سيشمل كلَّ المزارعين حتى الذين قاموا بتوريد محصولهم قبل صدور

القرار”.

انخفاض مستوى الإنتاج

ومن جهته الفلاح في الريف الشمالي لمدينة الرقة جاسم الحمود قال “نشكر هيئة الاقتصاد في الإدارة الذاتية على تعديل سعر الشِّراء لمحصول القطن من الفلاحين وتكاتفهم مع ما نواجهه في زراعة القطن من حيث الصُّعوبات التي نمرُّ بها خلال الموسم الزِّراعي من قلة مياه الري والحرارة العالية التي أثَّرت على الإنتاج بشكلٍ سلبي”.

وأضاف الحمود “واجهتنا الكثير من الصُّعوبات خلال الموسم الزِّراعي الحالي من غلاء أسعار البذار والأسمدة وتضاعف تكاليف اليد العاملة وتراجع الإنتاج هذا الموسم لعدةِ أسباب، وكانت من أهم الأسباب انخفاض منسوب مياه الفرات التي أدت الى تراجع المساحات المزروعة وقلة في مياه الري لمحصول القطن”.

 ومن ناحيته الفلاح في الريف الغربي من مزرعة كبش “خليل الحواس” قال: “نُعاني من فروق الأسعار أثناء بداية الموسم الزراعي إلى نهاية الموسم من خلال شراء المواد الأساسية من بذار وسماد والمبيدات الحشرية بالدولار”.

وعن كمية الإنتاج تابع الحواس: “شهد هذا الموسم تراجعاً كبيراً في الإنتاج حيث وصل إنتاج الدونم الواحد من 150 كيلو إلى 300 كيلو غرام وهذا يعدُّ تراجعاً كبيراً مقارنةً مع الأعوام المنصرمة، ناهيك عن الإصابات بالآفات الزراعية مثل دودة القطن، وانخفاض منسوب المياه في الآبار الارتوازية، إضافةً لتكاليف مادة الديزل والأعطال التي نواجهها في المحركات المُولدة للكهرباء للمساعدة في تشغيل الآبار”.

وطالب الحواس الجهات المعنية بدعم الفلاحين في العام الزراعي القادم بشكل مبكر ومضاعفة الجهود لتحسين المحاصيل الزراعية بشكلٍ عام؛ بسبب تراجع الإنتاج في المواسم الزراعية الماضية ونقص في المساحات المزروعة، ودعم الفلاحين بمبيداتٍ للآفات الزراعية مثل الباذنجان البري الذي يشهد انتشاراً واسعاً في الأراضي الزراعية”.

والجديرُ بالذكر بحسب القرار رقم “9” الصادر بتاريخ 23/8/2021 للإدارة الذاتية بشمال وشرق سوريا “يُمنع نقل مادة القطن بنوعيه (المحبوب والمحلوج) ضمن الإدارة الواحدة، إلَّا بموجب شهادة منشأ من مديريات ولجان الزراعة، ويتم نقلها من إدارة إلى أخرى بموجب مهمة رسمية من قبل شركة تطوير المجتمع الزراعي”.